في ظل المعطيات الحاضرة ألا نأخذ من دروس التاريخ عبرة

> «الأيام» محمد علي الجنيدي /المعلا - عدن

> قد يكون المرء منا ذا علم أو ذا معرفة ودراية بأمور الحياة ودهاليزها بحكم التجارب والثقافة والخبرة التي اكتسبها من معاصرته للحياة، الا اننا ومهما بلغنا من العلم يظل ينقصنا شيء يكمن في معرفة الغيب والمستقبل المنظور، فقد تفرد بها الخالق جل جلاله، وبهذا قد نجد صعوبة في معرفة ما في قلوب الناس وما يحملون في باطنهم، فلاتكفينا المظاهر الخارجية او الافعال الظاهرية في اكتشاف جوهر الشخص ومعدنة.

ان الحياة علمتنا ان نستفيد ونتعلم الدروس لنتفادي الاخطاء الفادحة قبل وقوعها والتي ستواجهنا في المستقبل.

نحن أبناء الوطن بشكل عام لاتتعدى أحلامنا وآمالنا وتطلعاتنا المستحيل، فهي أحلام بسيطة قد يستغرب إخواننا في البلدان الاخرى حينما يعلمون بأن هذه هي أحلامنا الوردية التي في مخيلة كل شخص، فأن نحلم بوطن آمن مستقر، يكون فيه القضاء عادلا لايفرق بين أبناء الوطن الواحد ولايتلقى الوصايا من احد، له كامل الاستقلالية، ومبادئه وقيمه مستوحاة من الشريعة الاسلامية والقيم الانسانية، وان نحلم بتوفير أبسط الخدمات اكانت في توفير طاقة كهربائية او مياه او اتصال، وان نحلم بنظام يوفر لنا أعمالا تخرجنا من نفق البطالة ويؤمن لنا مساكن نبدأ فيها حياة جديدة ونكون أسرا تساهم في بناء المجتمع مستقبلا.. فإن تلك الاحلام لاتعد من المستحيل، فقد صارت في بلدان مجاورة نمطا اعتياديا، يولد ويكبر الانسان فيها وهي حاضرة، لكن واقولها بكل حسرة وألم لقد استخف بنا واستغفلنا وضرب بنا عرض الحائط فقد تحولت تلك الآمال والأحلام والتطلعات الى كوابيس مخيفة ومزعجة.

قد يتساءل المرء هل تملك الاحلام البسيطة كارثة إذا حلمنا بها أم هي جرم يحاسب عليه فتملأه الريبة والشك، ولسان حاله يقول ماهو الذنب الذي اقترفته لألاقي ما لاقيت، هل لأني تمنيت شيئاً كان يراودني منذ الصغر ام أني تطلعت إلى ما هو ليس من حقي، ويلحقه تساؤل آخر أليس الوطن هو من يحوي أبناءه ويشملهم برعايته تحت مظلة واحدة، أفلا اعد أنا واحدا منهم. إلى أن ينتهي به الحال، ويدخل في دوامة مليئة بالتساؤلات التي لاتنتهي وهذا هو حالنا اليوم حملناهم الأمانة ولكنهم لم يكونوا أهلا لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى