قبة الصخرة ومكانتها المقدسة

> «الأيام» محمد حسن ناصر أحمد /كريتر - عدن

> جاء اختياري لهذا الموضوع لما تتعرض له من نجاسات يهودية واختراقات واضحة لحرمتها، للقضاء على معالمها العربية الاصيلة وتخريب بنيتها التحتية، بالاضافة إلى الاعجاب الشخصي بها وبروعة بناءها والحلم الذي يراودني لزيارتها والصلاة في فناءها الشريف.

فقبة الصخرة من أعظم المنشآت المعمارية الدينية، وقد احتلت مكانة عالية وذلك لما تحتويه من عناصر زخرفية نادرة، وهذا ما جعل الاهتمام بها يتزايد من قبل الحكام والامراء الذين حكموا القدس في عهود سابقة، وذلك من خلال ترميمها والاصلاحات التي قاموا بها.

وتنبع اهمية القبة من الصخرة التي قامت تحتها والتي تعتبر مكانا مقدسا وطاهرا، احتضن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) عندما أسرى به إلى السماوات السبع، ولهذا اصبحت القبة محط انظار الجميع، يأتيها الزوار من شتى بقاع العالم للاستمتاع بما يرونه من مناظر زخرفية غاية في الجمال والروعة، ولما تحويه ايضاً من اهمية دينية.

إن من أجمل العناصر المتعاونة على إبراز مظهر الجوامع وإظهار تكوينها المتناسق والمتزن هو شكل القباب والمآذن، وقد أصبح شكل هذين العنصرين من أهم عناصر تكوين الجامع، بالرغم من دعم ظهورهما في العناصر التي ظهرت مع المسجد الاول.

فقد كانت القبة تقوم بشكل بسيط ومتواضع يتمثل في هيكل دائري الشكل من الخشب، ويوضع هذا الهيكل فوق الجدران، تبني فوقه القبة من الخشب بالشكل المطلوب، ثم تكسا من الخارج بصفائح من الرصاص، ومن الداخل بطبقة من بلاط الجبس، وهذا هو الاسلوب الذي استخدم في بناء أول قبة في تاريخ العمارة في العصر الاسلامي.

وكان استعمال القبة لبناء مسجد الصخرة اتجاهاً جاء في وقت يتناسب مع وظيفة هذه القبة، إلى جانب حمايتها للصخرة المشرفة.

وقد تتابع استعمال عنصر القبة في المساجد لما في ذلك من اكتساب معماري متوازن، وما توفره للمكان من تهوية لازمة للمصلين، فعندما تغطي القبة بيت الصلاة، فإنها تقوم بسحب الهواء الساخن الذي يرتفع إلى أعلى، فيخرج من النوافد المطلة على الناحية المشمسة، وبالتناوب فإن النوافذ التي تقع في الأماكن الظليلة يدخل منها الهواء الرطب البارد الذي يساعد على تغيير الهواء الداخلي بهواء نقي، وهكذا تستمر الدورة.

وكان لظهور شكل القبة تأثير على العمارة التي تلتها، فقد ظهرت حسب التسلسل التاريخي، حيث نلاحظ ذلك التأثير في الجامع الاموي الكبير بدمشق، وكذلك ما نجده في قبة المسجد الأقصى الذي أمر ببنائه عبدالملك بن مروان، فقد كانت القبة تتوسط رواقه الأوسط. وتعتبر قبة جامع ابن طولون مثلا للقباب الإسلامية التي تأثرت بقبة الصخرة، حيث أخذت قبة ابن طولون طابع العمارة الإسلامية التي اتجهت إلى أسلوب القباب المدنية.

وهكذا نرى التأثيرات التي احدثتها قبة الصخرة قد انعكست على العمارة الإسلامية في العالم الاسلامي واصبحت القباب تقام على نسق وتخطيط القبة المشرفة، وهذا ما عكس روعة الجمال من مسجد إلى آخر ومن عمارة إلى أخرى.

سكرتير جمعية إشفاق الخيرية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى