فرنسوا فيون يؤمن بالسلام في لبنان رغم "هشاشته"

> بيروت «الأيام» بنجامين سبورتاتش :

>
اختتم رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس الجمعة زيارته الى لبنان بتفقد الجنود الفرنسيين في قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) وابدى ارتياحه ل"تقدم" السلام في هذا البلد مع التشديد على انه لا يزال "هشا".

وزار فيون معسكر الطيري على مسافة عشرة كلم من الحدود الاسرائيلية حيث يتمركز قسم من العناصر ال1900 في الوحدة الفرنسية في قوة اليونيفيل المكلفة منذ ثلاثين عاما ضمان الامن في هذه المنطقة الشديدة الحساسية.

وشنت اسرائيل حربا ضارية على لبنان في صيف العام 2006 بعد ان اسر حزب الله اللبناني جنديين اسرائيليين، وانتهت بصدور القرار الدولي الرقم 1701 الذي وضع حدا للاعمال العدائية.

وقال فيون الذي امضى اكثر من ساعة في القاعدة العسكرية "ما زال ينبغي انجاز الكثير في جنوب لبنان. السلام لم يتحقق كليا ولا نهائيا. لكن تقدما يحرز كل يوم".

واذ اعتبر ان التحليق الاسرائيلي المستمر في الاجواء اللبنانية وترسانة الاسلحة التي لا تزال بحوزة حزب الله الشيعي عاملان "مقلقان"، اشار في المقابل الى "تحسن ملحوظ".

واكد فيون ان "الوضع السياسي في لبنان تحسن في شكل ملحوظ منذ الانتشار المعزز (للقوة الدولية) العام 2006"، لكنه تدارك ان "هذا السلام الهش يدعونا الى تكثيف جهودنا في كل الميادين".

وكان من المقرر ان يتفقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معسكر الطيري خلال زيارته للبنان في حزيران/يونيو لكنه الغى ذلك في اللحظة الاخيرة "لاسباب تتعلق بالجدول الزمني".

وان كانت اسرائيل تشكل خطرا على لبنان، الا ان "الوفاق" الوطني مهدد ايضا بفعل النزاع بين مختلف الطوائف والاحزاب السياسية. وانهى اتفاق الدوحة (قطر) في ايار/مايو ازمة سياسية حادة استمرت اكثر من سنة ونصف السنة.

غير ان الاختبار الحقيقي الذي سيواجهه لبنان يبقى الانتخابات التشريعية المقررة في الربيع. وابدى فيون بهذا الصدد استعداد بلاده لتقديم مساهمة "تقنية" اذا طلب لبنان ذلك، فيما اوضحت اوساطه انه يجري درس امكانية ارسال مراقبين في اطار اوروبي.

وستكون هذه ثاني انتخابات تشريعية تجري في لبنان منذ انسحاب القوات السورية منه العام 2005 بعد تواجد استمر حوالى ثلاثين عاما. وتأمل الاقلية النيابية التي يعتبر حزب الله المدعوم من دمشق وطهران احد اركانها، في الفوز بالغالبية في البرلمان المقبل والحاق الهزيمة بالغالبية الحالية المناهضة لسوريا.

ورحب رئيس الوزراء الفرنسي باعلان اقامة علاقات دبلوماسية بين بيروت ودمشق، معتبرا ان ذلك "يكرس اعترافا واضحا باستقلال" لبنان.

واضاف "نتوقع ان يترجم هذا المشروع على ارض الواقع قبل نهاية العام انسجاما مع الالتزامات المعلنة"، في اشارة الى الاعلان عن تبادل سفارات بين البلدين.

وشدد على وجوب اتخاذ "تدابير اخرى لا غنى عنها" مثل "ترسيم الحدود (بين البلدين) وتعزيز مراقبتها" و"معالجة ملف المفقودين المؤلم".

ومنذ اعوام، تطالب عائلات لبنانيين مفقودين او معتقلين في سوريا منذ حقبة الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) بالافراج عنهم او كشف مصيرهم,وتقدر منظمات غير حكومية عددهم ب650 شخصا.

واخيرا شجع فيون المستثمرين الفرنسيين على "اختيار لبنان" لتعزيز اقتصاده.

وعلى صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مساء أمس الجمعة توقيع اتفاقين جديدين في مجال الدفاع بين فرنسا ولبنان.

وجاء في بيان صادر عن الوزارة ان الوزير ايرفيه موران الذي رافق فيون الى لبنان "مرتاح لتوقيع اتفاقين في مجال الدفاع مع نظيره اللبناني".

واوضح البيان ان احد الاتفاقين "يتناول التعاون في مجال الدفاع وينظم نشاطات دعم القوات المسلحة اللبنانية وتدريبها من قبل عسكريين فرنسيين".

وتابع ان "اتفاقا ثانيا يتعلق بالتدريب على ازالة الالغام، يسمح بتعزيز التعاون بين فرنسا ولبنان لاعطاء اللبنانيين استقلالية تامة في هذا المجال (تنظيم واعداد مدربين)".

وختم البيان ان "هذين الاتفاقين يؤكدان على علاقاتنا الثنائية الممتازة ويشهدان على الدعم الذي تعتزم فرنسا تقديمه للبنان وعلى الاخص لقواته المسلحة الضامنة للاستقرار والمصالحة الوطنية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى