الالاف يحتجون في العراق على الاتفاقية الامنية مع أمريكا

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
خرج اتباع رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس الجمعة في مسيرة مناهضة للاتفاقية الامنية التي تسمح للقوات الأمريكية بالبقاء في العراق حتى عام 2011 واسقطوا دمية للرئيس جورج بوش في نفس المكان الذي اسقطت فيه القوات الأمريكية ذات يوم تمثالا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وردد الاف المتظاهرين الهتافات ولوحوا بالاعلام العراقية في ساحة الفردوس بالعاصمة العراقية بغداد احتجاجا على الاتفاقية الامنية رغم احتوائها على اطار زمني لانسحاب القوات الأمريكية وهو ما سعت اليه الكتلة الصدرية.

وتنص الاتفاقية التي وافقت عليها الحكومتان العراقية والأمريكية والتي تخضع حاليا للمناقشة في البرلمان العراقي على انسحاب الجنود الأمريكيين من شوارع مدن العراق بحلول منتصف العام القادم وانسحاب القوات الأمريكية من العراق بحلول 31 من ديسمبر كانون الأول عام 2011.

وسيتعين على القوات الأمريكية الحصول على أمر من السلطات العراقية لاعتقال اشخاص وسيخضع المتعاقدون الأمريكيون للقانون العراقي.

وحصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تنازلات مهمة من الولايات المتحدة خلال شهور من المفاوضات المكثفة. وسخر المالكي من موقف الصدريين قائلا انهم طالبوا بموعد محدد لانسحاب القوات الأمريكية وحين تم التوصل الى ذلك عارضوه.

وبينما لم يوضح الصدريون بديلهم العملي للاتفاقية قالوا إن القوات الأمريكية يجب أن تغادر العراق على الفور وليس في غضون ثلاث سنوات. وأضافوا أنهم يشككون في التزام الجانب الأمريكي بالجدول الزمني المتفق عليه.

وعارض بوش طويلا تحديد موعد للانسحاب. لكن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قال انه سيسحب القوات الامريكية خلال 16 شهرا من توليه السلطة في يناير كانون الثاني.

وعلق أنصار الصدر دمية لبوش في ساحة الفردوس وهو يحمل حقيبة كتب عليها "الاتفاقية الامنية الذل والعار" وأخذوا يقذفونها بالزجاجات قبل ان يسقطوها ويمزقوها ويشعلوا فيها النيران.

وتلا رجل دين معمم رسالة من الصدر قال فيها انه يؤيد المتظاهرين في رغبتهم في طرد المحتل بالطريقة التي يرونها واخذت الحشود تكبر.

وحين سئل عن الاحتجاجات قال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان "العراق اصبح بالفعل ديمقراطية وهذه هي الاشياء التي تحدث في الديمقراطيات."

واضاف "قدمنا القليل من التنازلات حقا وقدم الجانب العراقي تنازلات ونعتقد ان الوقت قد حان لانجاح ذلك." وحث البرلمان العراقي على الموافقة على الاتفاقية.

وتحت انظار قناصة الجيش العراقي صلى المحتجون ثم انطلقوا في مسيرتهم وهم يرددون "لا لا للاتفاقية".

وقال أبو زينب (36 عاما) وهو عامل من أحد الاحياء الفقيرة بمدينة الصدر إنه يطيع أوامر الصدر برفض هذه الاتفاقية الذي وصفها بأنها مذلة ومهينة. وأضاف أن الاتفاقية ولدت ميتة لان قوات الاحتلال لن تنسحب في المواعيد المتفق عليها.

ورغم ان انصار الصدر نظموا العديد من الانتفاضات العنيفة منذ عام 2003 الا ان مكتب اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم خطة أمن بغداد قال إن الاحتجاج مر دون وقوع اعمال عنف.

ويرفض الصدريون الاتفاقية برمتها بينما أبدت كتل أخرى تحفظات على بعض التفاصيل.

ووقعت الحكومة العراقية الاتفاقية الامنية في وقت سابق من الاسبوع ومن المتوقع ان يصوت عليها البرلمان الاسبوع القادم.

وقال فلاح شنشل وهو نائب عن الكتلة الصدرية لرويترز إنه يدعو كل كتل البرلمان العراقي للالتزام بالعهد الذي قطعته بالحفاظ على سيادة واستقلال العراق. وأضاف أنه يتمنى ألا يصوت النواب العراقيون لصالح الاتفاقية.

وشن المالكي حملة على أتباع الصدر في وقت سابق من العام واختفى أفراد ميليشيات جيش المهدي الذين يرتدون زيا أسود من شوارع بغداد وشوارع مدن شيعية في جنوب العراق الامر الذي يقول مسؤولون أمريكيون إنه أعطى المالكي ثقة جديدة في المفاوضات.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان الصدر موجود في إيران منذ العام الماضي.

وتراجع العنف إلى مستويات لم يشهدها العراق منذ أيام ما بعد الغزو الأمريكي لكن المتشددين ما زالوا يشنون هجمات. وانفجرت قنبلة مزروعة في الطريق في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة في حي الدورة بجنوب بغداد وقتلت ثلاثة وجرحت 15.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى