عمليات مطاردة للقراصنة في الصومال

> مقديشو«الأيام» عبدي شيخ:

>
صورة من البحرية الأمريكية لناقلة النفط المخطوفة ويبدو أشخاص غير معروفين على البرج
صورة من البحرية الأمريكية لناقلة النفط المخطوفة ويبدو أشخاص غير معروفين على البرج
قال أحد السكان الصوماليين المسنين ان عشرات المسلحين الاسلاميين اقتحموا مرفأ هاراديري أمس الجمعة بحثا عن مجموعة من القراصنة خطفوا ناقلة سعودية عملاقة تحمل شحنة نفط ثمنها 100 مليون دولار منذ نحو اسبوع في أضخم حادث من نوعه في العالم.

وفي تطور منفصل قالت الشرطة الصومالية انها نصبت مكمنا وقتلت 17 من مقاتلي حركة الشباب الاسلامية المتمردة أمس الجمعة خلال محاولة هجوم على مسؤول كبير في العاصمة الصومالية مقديشو في أحدث مثال يوضح حالة الفوضى التي يعيش فيها البلد الواقع في القرن الافريقي وهو الوضع الذي تسبب في تصاعد اعمال القرصنة.

ويعتقد ان الناقلة سيريوس ستار التي تحمل شحنة نفط قيمتها 100 مليون دولار وعليها طاقم مكون من 25 فردا من السعودية والفلبين وكرواتيا وبولندا وبريطانيا راسية قبالة الصومال قرب هاراديري التي تقع عند منتصف الساحل الصومالي تقريبا.

وقال شيخ عبد الرحيم عيسى ادو وهو متحدث باسم الاسلاميين لرويترز:«السعودية بلد مسلم وخطف احدى سفنها جريمة أكبر من (خطف) السفن الاخرى». واضاف:«هاراديري تحت سيطرتنا وسنفعل شيئا بشأن هذه السفينة». وقالت البحرية الامريكية وشركة فيلا انترناشيونال التي تقوم بتشغيل الناقلة وتتخذ من دبي مقرا لها انها لا يمكنها ان تؤكد تقريرا اعلاميا ذكر ان الخاطفين يطالبون بفدية قيمتها 25 مليون دولار.

وهذا الطلب سيكون الاكبر حتى اليوم من جانب القراصنة الذين يستخدمون زوارق في خليج عدن والمحيط الهندي قبالة الصومال.

وصرح قرصان يقول ان اسمه جامع آدم لصحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة لسعوديين ان مفاوضات تجري مع اصحاب السفينة وان الفدية المطلوبة ليست مفرطة لكنه رفض ذكر رقم محدد لها.

وقال ان القراصنة تكلفوا 500 ألف دولار حتى يمكنهم خطف السفينة، وأضاف:«تحملنا تكاليف كثيرة لخطفها». وقالت أكبر شركة شحن ايرانية ان مسلحين يحتجزون سفينة ترفع علم هونج كونج تحمل قمحا وطاقما من 25 فردا حددوا مطالب للافراج عنها لكنها لم تكشف عن هذه المطالب.

وادى تصاعد الهجمات هذا العام الى ارتفاع تكاليف التأمين الملاحي وجعل بعض الشركات تبحر حول جنوب افريقيا بدلا من المرور في قناة السويس والى مطالبات بدفع فدية بملايين الدولارات مما أجبر قوات بحرية دولية على التدخل.

ويشن متمردون اسلاميون هجمات على حكومة الصومال والقوات الاثيوبية المتحالفة معها منذ نحو عامين.

ويشنون هجمات على مقديشو بشكل شبه يومي ويسيطرون على بلدة تبعد 14 كيلومترا عن العاصمة.

وينفي الزعماء الاسلاميون مزاعم بأنهم متواطئون مع القراصنة ويؤكدون انهم سيقاتلونهم اذا تولوا السلطة واشاروا الى حملة صارمة شنوها عندما حكموا الجنوب لفترة قصيرة في عام 2006 .

غير ان بعض المحللين قالوا ان المتشددين الاسلاميين يستفيدون من عمليات القرصنة وشحنات الاسلحة بتسهيلات من العصابات البحرية.. ويتهم المحللون شخصيات حكومية بالتعاون مع القراصنة.

وقال الرجل المسن في ميناء هاراديري لرويترز ان الاسلاميين وصلوا وهم يريدون ان يعرفوا على الفور مصير الناقلة سيريوس ستار التي احتجزت يوم السبت على مسافة تبلغ نحو 450 ميلا بحريا قبالة كينيا في ابعد ضربة يوجهها القراصنة حتى الآن.

وقال الرجل المسن الذي امتنع عن ذكر اسمه «وصل الاسلاميون للبحث عن القراصنة وعن مكان السفينة السعودية.. شاهدت أربع سيارات مملوءة بإسلاميين يطوفون بكل ركن في البلدة».

واضاف:«الاسلاميون قالوا انهم سيهاجمون القراصنة لخطفهم سفينة مملوكة لدولة اسلامية». وقال شهود ان أفرادا من متمردي الشباب المسلحين توجهوا الى منزل رئيس حي (المدينة) في مقديشو في ساعة مبكرة من صباح أمس لكنهم وجدوا ضباط الشرطة في انتظارهم.

وقال عبد الله حسن باريسي المتحدث باسم الشرطة الصومالية لرويترز ان غالبية جثث المتمردين القتلى تركت في الشارع في مكان سقوطها.

وقال:«بلغتنا معلومات قبل ان يتحركوا من مخابئهم ولذلك تمكنا من تطويقهم.

13 جثة ملقاة في الشوارع قرب منزل رئيس الحي».

وقال سكان ان مقاتلي حركة الشباب كانوا يربطون رؤوسهم بأوشحة سوداء كتب عليها بالعربية «الله أكبر».

ويقول محللون ان حركة الشباب التي تعتبرها الولايات المتحدة حركة ارهابية لها صلات وثيقة بالقاعدة لا تحظى بتأييد شعبي كبير لكن لها اليد العليا عسكريا.

وادى احتجاز الناقلة السعودية سيريوس ستار الى انتشار الذعر في انحاء العالم.

واستدعى وزير خارجية كينيا موسيز ويتانجولا السفراء الاجانب في نيروبي ليوجه اليهم نداء لكي تبذل دولهم كل الجهود الممكنة لإنهاء اعمال القرصنة. وقال لهم:«لا بد من التحرك الآن وليس غدا».

وقال الرئيس عبد الله يوسف في نيروبي انه يجب على الصوماليين ان يوجهوا اللوم الى انفسهم في الظروف الصعبة التي يواجهونها.

وقال للصحفيين:«لم يهاجمنا أحد أو يضعنا في هذه الاحوال.. انها نتيجة لأفعالنا لأننا دمرنا أمتنا ..

حرية ووحدة شعب الصومال على وشك ان تسقط». رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى