عبدالرحمن السقاف يوقع مجموعته الشعرية (مدينة بلا بيوت).. مبارك سالمين :حضورنا حضور المحبة وانتصار للحب في مدينة عدن

> «الايام» مختار مقطري:

> هذا شاعر يكتب الشعر، لا ليصبح شاعراً أو ليؤكد أنه شاعر، ولكن لأنه إنسان غير أنه ليس كأي إنسان، فهو الإنسان الشاعر بالإنسان أو الإنسان الشاعر بالإنسان غير الشاعر، عبد الرحمن السقاف يكتب الشعر بكل ما في قلبه من ضوء وحب ومشاعر ليلكية، لكنها مغسولة بالعذابات .. عذابات الناس .. معاناتهم.. أحزانهم وكذا أفراحهم .. شجونهم.. آمالهم.. تجاربهم الإنسانية.. إخفاقاتهم ونجاحاتهم .. وكأنها كلها تشكل حياته.. فينسى جراحاته، ليكتب جراحات الناس شعراً جميلاً.. فلاعجب أن يغني في شعره وأن يفجر ما في قلبه صمتاً كصمت ناسك يخشى أن يقلق الناس والحياة، فهو أرأف من أن يزعج زهرة، أو يغتال عصفوراً .

وعصرية الثلاثاء الماضي احتفى اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين -فرع عدن في مقره بصدور المجموعة الأخيرة للشاعر عبدالرحمن السقاف الذي تجشم عناء التوقيع على نسخ منها أهداها لحضور الفعالية الذين تقدمهم الأساتذة مبارك سالمين، رئيس الفرع، ونائبه جنيد محمد الجنيد، عبدالرحمن إبراهيم، عبدالرحمن عبدالخالق، علي محمد يحيى ، شوقي شفيق، د.عبده يحيى الدباني، د. محمد عزعزي، أحمد سعد، ميفع عبدالرحمن، علي حيمد، مازن توفيق، ياسر عبدالباقي، مصطفى غيلان، وغيرهم .

الفعالية أدارها باقتدار الشاعر القدير عبدالرحمن إبراهيم، الذي قال إن السقاف شاعر له حنكة وتجربة طويلة، ويعد واحدا من رعيل كان له محاولات في تأسيس رؤى جديدة في عالم الشعر في اليمن على صعيد القصيدة الحديثة، كما أن له تجارب ناجحة في كتابه (النص الغنائي) .

وقال الشاعر المتزن/ القلق/ الهادئ/ المتصدع/ صاحب القصيدة المتفجرة صمتاً مجلجاً وعشقاً مقداماً لكل ما هو جميل، مبارك سالمين :«علاقتي بالسقاف بدأت منذ عرفته دون أن يعرفني. تعرفت عليه كصوت في المسرح الشعبي بالمنصورة يقرأ نصوصاً لا أدري إن كانت أو ضمن النص المسرحي، فكان يشدني بصوته الجميل وأتمنى لو كنت أنا صاحب هذا الصوت، واليوم هاهو السقاف يجمعنا هنا ليوقع على ديوانه (مدينة بلا بيوت) وهو عنوان لمدينة مقفرة ثم نكتشف أنها مدينة قد تخلو من كل شيء إلا من المحبة، وحضورنا اليوم تأكيد على هذه المحبة، وانتصار للحب في مدينة عدن التي هي مدينته وهو أحد أعلامها البارزين، فثقافة هذه المدينة لا تذكر دون ذكر عبدالرحمن السقاف».. وعلق عبدالرحمن إبراهيم بالقول إنها وإن كانت مدينة بلا بيوت إلا أنها ليست مدينة بلا قلب كما يرى الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي مدينة القاهرة .

وقرأ الكاتب والباحث والفنان التشكيلي القدير علي محمد يحيى، قصاصات في منتهى الجمال لم يتجاوز فيها المناسبة للحديث عن علاقة الشاعر بالمدينة، بل والمفكر بالمدينة، وكم أتمـنى أن ينـشر مادته كامـلة في «الأيام».وقال الجميل المشع حباً وإبداعاً عبدالرحمن عبدالخالق إنه من الصعب أن تنظم هذه الفعالية دون أن تكون له كلمة فيها، وكانت كلمته ومضة هامسة تقول:

كيف التقتك القصيدة ياصاحبي ؟

أعلى قهوة الصبح

أم فاجأتك قبيل المنام

دلني عبدالرحمن

كيف وصلت إليها

وسط هذا الزحام

أما الشاعر العنائي الكبير عبدالله عبدالكريم فقد وصف شاعرنا الرائع عبدالرحمن السقاف، بالمشحون برقة الأحاسيس المرهفة، وكان قد جاء بقصيدة (نسجت حروف اسم الشاعر المحتفى به في أول كل بيت من أبيات القصيدة) سماها (أحاسيس محبة) يقول فيها :

ع : عن الأحباب سؤالك ما انقطع مرة
عساهم يسألون عنك وعن حالك

ب: بذلت الجهد فوق مافيك من قدرة
لأجل الحب وحب الناس شغل بالك

د: دموع من أجلهم تذرفها في حسرة
ومن شافك تمنى يحضن أمثالك

أ: أحاسيس لنا تحمل عناوينك
محبة للجميع ماتعرف الأحزان

ل: لأن الحب نابض في شرايينك
ويهدي للوجود باقة من الألحان

ر: رسمته أحلى لوحة في دواوينك
بلا تلوين أو تزييف أو بهتان

ح : حكاياتك وأشعارك وأفكارك
تعبر بالبساطة عن معاناتك

م: من الواقع تجلت كل أدوارك
عرفنا مآسي من عذاباتك

ن : نزيف ما بايجف في ظل إبحارك
إلى أعماق من أثروا خيالاتك

واختتم الفعالية الشاعر العذب شوقي شفيق بقراءة نماذج من المجموعة الشعرية (مدينة بلا بيوت) اختار منها عدة ومضات مدهشة وقصيدة العنوان، قرأها بوجدانه الشفاف قبل أن يقرأها بعينيه، ثم رددها بصوته التصويري المعبأ بزخات شاعرية ملونة من ومضات شاعرنا الجميل عبدالرحمن السقاف.

وأنا جد آسف إذا قل قلمي شأناً عن تصوير براعة شوقي في إلقاء الشعر.. كلا .. إلقاء كل شعر جميل وكل قصيدة شاعرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى