تشكيلة اوباما الحكومية: تغيير ام اعادة احياء لعهد كلينتون؟

> واشنطن «الأيام» ستيفن كولينسون :

> تثير التشكيلة الحكومية للرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما التي بدأ الكشف عن بعض الاسماء فيها، انتقادات الجمهوريين الذين يشككون بوعود اوباما حول التغيير مع عودة بعض الذين كانوا الى جانب الرئيس الاسبق بيل كلينتون وسياسيين مخضرمين.

وذكرت مصادر من فريق الرئيس المنتخب المكلف الاعداد للمرحلة الانتقالية ان اوباما سيعرض على منافسته السابقة في الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون التي قام بحملة ضدها لاشهر طويلة، منصب وزيرة الخارجية.

ويتوقع ان يتسلم السناتور السابق توم داشل الذي قاد معارك عنيفة ضد الجمهوريين في الكونغرس، وهي معارك وعد اوباما بوضع حد لها، منصب وزير الصحة. بينما سيعين رام ايمانويل المعروف بتشدده خلال عهد كلينتون وفي مجلس النواب، الامانة العامة للبيت الابيض على ما يبدو.

اما وزارة العدل، فستؤول على الارجح الى اريك هولدر، ووزارة التجارة الى بيل ريتشاردسون، والاثنان من قدامى المسؤولين في ادارة كلينتون.

وتثير لائحة الاسماء هذه انتقادات الجمهوريين الذين هزموا في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاخيرة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال المتحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري اليكس كونانت "الوجوه الجديدة لا تملك اي فرصة على ما يبدو لدخول ادارة اوباما".

واضاف "باتت حكومة اوباما تشبه تجمعا للكلينتونيين".

وعلقت صحيفة "نيويورك بوست" بسخرية على الموضوع "تهانينا الى هيلاري وبيل كلينتون اللذين يبدو انهما فازا في الانتخابات الرئاسية رغم النتائج الرسمية للرابع من تشرين الثاني/نوفمبر".

ويرى البعض ان هذه التعليقات مجرد هجمات منتظرة من خصوم في موقع دفاعي، الا ان عددا من المحللين يعتبرون ان خيار الشخصيات التي يمكن ان تتولى الوزارات الرئيسية هو خيار محدود امام الرئيس المنتخب.

ويجسد باراك اوباما بعد سنتين من الحملات الانتخابية، التغيير. وستقع على عاتقه المهمة الصعبة المتمثلة بقيادة حربين والتعامل مع ازمة مالية واقتصادية خطيرة,وهذه معركة تتطلب فريقا يتمتع بالخبرة ومستعد للعمل منذ اليوم الاول.

بالاضافة الى ذلك، ان اختيار اوباما لوجوه جديدة قد يضعه في وضع شبيه بوضع بيل كلينتون في 1992 عندما اراد ان يتخلص نهائيا من كل رواسب عهد جيمي كارتر، فاختار عناصر جديدة. الا ان سلسلة من الاخطاء دفعته في وقت لاحق الى التراجع.

وقالت خبيرة الشؤون السياسية في توسون يونيفرستي مارثا كومار "مع اقتصاد مشلع مثل هذا، من الجنون عدم اختيار اشخاص يملكون الخبرة".

وقال ديفيد روتكوبف، واضع كتاب يعتبر مرجعا في مجلس الامن القومي، "في الولايات المتحدة، الرئيس هو بدرجة اولى، في اساس التغيير".

وتابع "باراك اوباما يجسد هذا التغيير"، مشيرا الى ان السلطة التنفيذية بكاملها هي تحت سلطة الرئيس.

واضاف روتكوبف "هو في النهاية من يقرر صلاحيات كل فرد في الادارة".

الا ان باراك اوباما لم يكتف باستدعاء سياسيين متمرسين، بل احاط نفسه ايضا باصدقاء قريبين مثل ديفيد اكزيلرود الذي ساهم بشكل اساسي في فوزه، وصديقته من مدة طويلة فاليري جاريت. كما ان التعهدات التي اخذها على عاتقه منذ انتخابه تعتبر قطيعة واضحة مع ادارة الرئيس الجمهوري جورج بوش.

فقد وعد بمكافحة الاحتباس الحراري واغلاق معسكر غوانتانامو وبتغيير اللهجة في واشنطن. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى