> «الأيام» عن «روسيا اليوم»:

أجرى موقع «روسيا اليوم» في برنامج «أصحاب القرار» لقاء مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حول العديد من القضايا الداخلية والإقليمية والدولية الراهنة.. وفي ما يلي نص اللقاء:

قضية القرصنة

وقد استهل الرئيس اليمني اللقاء بالحديث عن ظاهرة القرصنة الجديدة التي أدت إلى تعرض عشرات السفن للاعتداء والخطف من قبل القراصنة في منطقة خليج عدن . وأعلن علي عبد الله صالح قائلاً : «لقد دعونا إلى عقد مؤتمر دول يضم الأطراف المعنية وهي الدول المطلة على البحر الأحمر وكذلك الدول المتضررة والأمم المتحدة من أجل إحلال الأمن في المنطقة. وتوجد حالياً أساطيل أمريكية وأوروبية وروسية. ونحن مستعدون للتعاون معها لإحلال الأمن في البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي». وأشار الرئيس اليمني إلى أن هذه الأساطيل لا تشكل خطراً على أمن بلاده. وأكد في الوقت نفسه أن القضاء على ظاهرة القرصنة لا يمكن أن يتم بصورة نهائية إلا بعد إعادة بناء الدولة الصومالية. كما استبعد وجود جهات إقليمية وراء نشاط القراصنة ولكنه لم يستبعد أن يكون معظم القراصنة من كوادر البحرية الصومالية المتفككة نظراً لأن الأمر يحتاج إلى خبرة معينة.

مكافحة الإرهاب

وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب قال الرئيس اليمني إن ثمة تعاوناً أمنياً وتنسيقاً إعلامياً مع الولايات المتحدة بهذا الشأن. وأكد على وجود تعاون في هذا المجال مع الدول الأوروبية ودول الجوار. ولكنه أكد في الوقت نفسه بأن اليمن هي المتضرر الأول من الإرهاب في المنطقة.

الإدارة الأمريكية الجديدة والقضية الفلسطينية

ولدى تطرقه إلى آفاق السياسة الأمريكية بعد انتخاب باراك أوباما أعلن علي عبد الله صالح أن السياسة الخارجية الأمريكية لاتتبدل ، عادةً، مهما تبدل الرؤساء . ولذلك فإنه لا يتوقع حدوث أي تغيير جوهري إزاء الموقف الأمريكي من الصراع العربي الإسرائيلي ولاسيما ان أوباما سيكون ، حسب قوله، مشغولاً بالدرجة الأولى في القضايا الداخلية وخاصة تذليل الأزمة المالية الضخمة التي عصفت على نحو أساسي بالاقتصاد الأمريكي. كما أن أولوياته الخارجية ستتركز على الوضع في أفغانستان والعراق . وأضاف قائلاً:«من الجائز أن يهتم أوباما ، في حال إعادة انتخابه لولاية ثانية، بالقضية الفلسطينية. على كل حال نتمنى أن يهتم أوباما بالملف الشرق أوسطي. فالولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على إقناع إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة. وإن الدور الأساسي يعود لها حيث إنها القطب الوحيد والدولة العظمى الوحيدة. وبالنسبة لقضايا الإرهاب ينبغي أن يدرك الأمريكان أن حجر الزاوية هنا يكمن في استمرار قضية فلسطين بدون أي حل واستفحالها مما دفع الكثيرين إلى اليأس من إمكانية إيجاد حل. وهذا الأمر من أهم عوامل اندلاع الحركات المتطرفة وظهور (الإسلام الجديد). ومن شأن تسوية قضية الشرق الأوسط وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة أن تخفف الإرهاب إلى حد كبير» .

الوساطة اليمنية بين الفصائل الفلسطينية

وبالنسبة للوساطة اليمنية بين الفصائل الفلسطينية المتخاصمة أكد الرئيس علي عبد الله صالح بأن اليمن تقوم بذلك من اعتبارات قومية وإنسانية. واستطرد قائلاً: «ينبغي للفلسطينيين طرح الخلافات جانباً وتوحيد أنفسهم لإنهاء الاحتلال وإنشاء الدولة المستقلة. ونحن مع أي مبادرة لإزالة الخلافات بين الفلسطينيين ونتمنى أن يتوفقوا في رأب الصدع. وعلى الرغم من أن لكل طرف أجندته الخاصة به فإنه يتوجب على الفصائل الفلسطينية الاتفاق على خطوط عامة».

العلاقات الروسية اليمنية

وفي معرض تناوله للعلاقات الروسية اليمنية، التي يحتفل الجانبان في هذا العام بمرور 80 عاماً على إقامتها، أكد الرئيس اليمني على أن بلده يرتبط بعلاقات متميزة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية. وأشار إلى أن هذه العلاقات شهدت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي نوعاًُ من الجمود والركود ولكنها ما لبثت أن انتعشت بعد مجيء بوتين إلى السلطة. وقال إن بوتين أعاد العافية إلى روسيا وأعاد هيكلة الدولة الروسية.