عندما يغيب القانون

> «الأيام» عبدالرحمن الراسني :

> إن الواقع يفرض نفسه ليحكي كل ما في جعبته ليقول بملء الفم وبكل شجاعة وبأعلى صوت، موضحا أسباب هي العامل الأساس لارتفاع معدل الجريمة بشكل متفاقم.

ما أن تحصل مشكلة معينة، ومن غير تحديد ثم تجد المشكلة من حلول سلبية لاتعطي الإشباع الكامل لإنصاف الطرف الأصغر (الغلبان)، لكون الطرف الأكبر مبسوط الأجنحة بدعم القوة أيا كان نوعها، منصبه، موقعه، مسندا ظهره إلى الجهة التي يتطلع ذلك البسيط لإشباع رغباته وإنصافه بقانون وضع في أيدي وحوش من البشر أو مرتزقة يحتمون تحت مظلة القانون لأنفسهم ليتركوا الآخرين في حر ولهيب الشمس.. أي قانون هذا إذا كان لايحاسب الكبار، فالصغير سيظل يعاني الويلات.

إن عدم إنصاف المواطنين من الظلم هو السبب الرئيس الذي يجعلهم يأخذون الثأر من هؤلاء المتسترين والمحميين والمستغلين لمناصبهم ومواقع عملهم في الدولة.

إن إنصاف القانون يكون بردع المعتوه حتى لاتسنح له الفرصة فيجد نفسه في الواقع الذي يمنعه من التطاول على غيره.

فإذا كان القانون يقف ضد المواطن من خلال عدم إنصافه يجعله يرتكب جريمة أكبر بحق نفسه، لكون المواطن (الغلبان) لايجد من يتوسط له ولايرشي ذاك ولايعطي هذا ولايخزن عند ذلك.. فمن هنا تكبر المشكلة ثم تتفاقم أكثر لتصل من خلاف بسيط إلى جريمة كبرى .

ومن قال إن أحدا سوف يعمل جريمة بدون أي مسببات أو مبرر، خاصة إذا كان من الباحثين عن الرزق ويتحمل مسئولية أسرة بأكملها ولا أحد يقف خلفه؟!.

وهل أسباب أخرى قد تدعه يعمل مشكلة أمام الآخرين؟!

فهؤلاء هم الذين يستغلون بعض الشباب الطائش لإغرائهم بما يسيل لعابهم وتسليحهم، وهو من سيحميهم ولا أحد يستطيع أن يقف أمامهم لكونه مسئولا وبحكم منصبه سيعمل على إخراجهم من قبضة الأمن..

هل من حل يحل ويردع هؤلاء أم أن البعير الذي خاف عمر على تعثرها لن تشتكي لكم؟، فعمر علمنا أن العدل أساس الحكم والأمن..فنام تحت شجرة لأنه لايخاف إلا الله ولم يظلم أحدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى