اوباما يعد باصلاح الميزانية رغم خطط تحفيز الاقتصاد

> شيكاغو «الأيام» ميرا اوبرمان :

>
تعهد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما أمس الثلاثاء بالتخلص من الديون والقضاء على الهدر في الانفاق في الميزانية الاميركية التي تعاني من العجز وذلك رغم وعده بان يفعل ما في وسعه لانعاش الاقتصاد المتعثر في فترة قصيرة.

واقر اوباما بان خططه لضخ مليارات الدولارات لتحفيز الاقتصاد سيزيد من عجز الميزانية، الا انه اكد على الفوائد الطويلة الامد للاستثمار في البنية التحتية الاميركية المتعثرة وانظمة الرعاية الصحية.

واعلن اوباما ترشيح بيتر اورسزاغ رئيسا لمكتب الادارة والميزانية في البيت الابيض الذي ستقع على كاهله المهمة الصعبة بالتخلص من الهدر الحكومي المقدر بمليارات الدولارات.

وقال اوباما في مؤتمر صحافي ان اورسزاغ (39 عاما) خريج جامعة برنستون وكلية لندن للاقتصاد، سيضمن عدم ترك "جبال من الديون" للاجيال المقبلة.

واكد ان اورسزاغ الذي يشغل حاليا منصب مدير مكتب ميزانية الكونغرس، وهي وكالة غير تابعة لاي حزب وتقدم النصح والمشورة بشان الميزانية لاعضاء الكونغرس الاميركيين، "لا يحتاج الى خارطة ليستدل بها على اماكن الخلل في الميزانية الفدرالية".

واكد اوباما الذي سيتولى الرئاسة في 20 كانون الثاني/يناير، انه لا يتعدى على صلاحيات الرئيس الحالي جورج بوش، مؤكدا ان الحالة الاقتصادية الطارئة تتطلب وضوح الاتجاه خلال السنوات المقبلة.

واضاف "سنراجع ميزانيتنا الفدرالية صفحة صفحة وسطرا سطرا -- للتخلص من البرامج التي لا نحتاجها ونضمن ان تكون البرامج التي نشغلها منطقية وغير مكلفة".

كما رشح الرئيس المنتخب روب نابورز نائبا لاورسزاغ. ويشغل نابورز حاليا منصب مديؤ الموظفين في لجنة المخصصات في مجلس النواب.

وقال اوباما في مؤتمره الصحافي في شيكاغو ان أمس الأول هما "موظفان رائعان".

وكان اوباما رشح أمس الأول مدير البنك المركزي الاميركي في نيويورك تيموثي غايتنر وزيرا للخزانة ولاري سامرز كبير المستشارين الاقتصاديين.

وكان كل من سامرز وغايتنر عملا في الفريق الاقتصادي للرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي عرف عن ادارته تمكنها من خفض العجز.

واغلقت الحكومة حساباتها للعام المالي 2008 الذي انتهى في 30 ايلول/سبتمبر بعجز قياسي بلغ 455 مليار دولار، ويقول العديد من المحللين ان العام المالي الحالي سينتهي بعجز كبير يقدر بتريليون دولار.

واكد اوباما ان خططه الفورية بايجاد 5،2 مليون فرصة عمل من خلال الانفاق على البنية التحتية، يتطلب خطة تحفيز ضخمة تقدر قيمتها بنحو 700 مليار دولار.

وجدد اوباما تعهده بخفض الضرائب على 95% من الاميركيين العاملين، وترك لنفسه هامشا للمناورة حول ما اذا كان سيستمر في سياسة بوش بخفض الضرائب على الاثرياء بعد العام 2010.

وقال "لكن فور ان يبدأ الانتعاش الاقتصادي، علينا ان نضع خطة طويلة الامد لخفض العجز الهيكلي ولنضمن ان لا نترك جبلا من الديون للجيل التالي".

ويتوقع ان يعلن اوباما عن ترشيحات جديدة لمناصب اقتصادية قريبا وربما يتم ذلك في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الاربعاء.

وقد تشتمل تلك الترشيحات على اسم المرشح لوزارة الاقتصاد، كما يتوقع ان يعين اوباما حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون مسؤولا عن ترويج الصناعة المحلية، وقد يرشح حاكم بنسيلفانيا ايد رينديل وزيرا للطاقة.

كما يتوقع ان يقوم اوباما الاسبوع المقبل باعلان ترشيحه لمناصب في الامن القومي واختيار وزير للخارجية -- ويرجح ان تشغل هذا المنصب منافسته السابقة هيلاري كلينتون.

وبرز اسم سوزان رايس، مستشارة حملة اوباما الانتخابية والمساعدة السابقة لوزير الخارجية لشؤون افريقيا، كمرشحة محتملة لمنصب سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة، حسب ما ذكرت شبكة ايه بي سي الاخبارية.

وفي خطوة من غير المعتاد ان يقوم بها الرئيس المنتخب، اعلن اوباما عن اجندته الاقتصادية قبل ان يتولى منصبه بوقت طويل نسبيا وذلك في محاولة منه لطمأنة المستثمرين في انحاء العالم.

وفيما سعى بوش الى اطلاع اوباما على اخر التطورات ومن بينها صفقة انقاذ مجموعة "سيتي غروب" المالية العملاقة، الا ان اوباما حرص على ان يؤكد ان "هناك رئيسا واحدا للبلاد" في هذا الوقت.

غير ان اوباما قال انه نظرا "للظروف الحالية الاستثنائية"، فانه يجب ان يعلم الناس "اننا بدأنا في تشكيل فريق من الدرجة الاولى لكي يتضح لهم اننا لا ننوي ان نتعثر في الادارة المقبلة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى