أحلام المدينة ونكبة الغزال

> «الأيام» علي حامد السقاف:

> بيني وبينك ما تبقى من نجوم آفلاتْ ..تعب يصادر دمعة الأسفار حائرة على جثث، تسلقت الليالي العاثراتْ ..رحلوا ! سوى عصفور فوق جنائز الأشجار يروي للغريب سلاسل النكبات من رومان أو يونان أو عرب، وكيف تناثرت.

أحلام خطتها المدينة بين شفرات الطغاةْ.

حملوا بشائرهم، ودقوا الطبل للنمل المُسجّى في ذخائر وقتهم.

صعدوا سلالم أمسهم.

ما واجهوا إلا العواصف تطرد الغيمات أرتالاً إلى خيمة الشتاتْ

رُدُّوا على أعقابهم.

فتحوا حقائبهم، رأوا ملحاً وشيئاً من مرارتهم وبعض الدمع،

والشجنَ المجفَّف بين ميتِّهم وأركان الجزيرة والفرات.

ودوائر الطوفان تهدي باكيات الليل فوق جراحهم، برقاً

يرتل سورة «العُزّى» فتنفجر الصواعق من «مناة».

موسيقى شهوات إلى «هُبَل» الجديد.

ورسائل الغزل اللذيذة من«سليمان» النشيدْ.

بلقيس يابلقيس باقيثارة العشاق واللحن الفريدْ

هل حان وقت عناقنا بعد الرجوع من البعيد إلى البعيدْ

كما ضاع في الأخدود دهراً، لا دليل سوى وميضٍ،

رفَّ من خلل الرماد يراود الأحلام حيّا على الحياةّ.

لم يسمعوا إلا الظلام يرنُّ من قلب إلى قلب ومن كهف إلى كهف،

فأسروا بالنهار فضاء أغنية إلى نفق الرفاتْ.

يتقدم الكلب الدليل أمام قافلة الجفاف ويمتطي الجرح المغرِّد في الجسدْ.

ريحٌ تثاقل خطوها، رجلٌ على الصحراء ينحت من غبار،

نصبُهُ المربوط في وتد الزمان يشدُّهُ فأر وحبلٌ من مسدْ.

سالت لياليهم وصبّوا في زجاجة وهمهم، بعض الذي

قد كان وعداً في سوءات البنفسج الصفوي، وكيف يغدو ريشها جبلاً على صدر البلدْ.

الله أكبر يا بنفسج من شهودك ليس يُستثني أحد.

هم قالوا للطاعون، للكوليرا، للأفيون، هيا أدخلوها، آمنين وكالقضاء مسلطين فلا مردْ.

الله أكبر يابنفسج، كما توسّعت المنافي في مآقينا، فما ندري من المنفي فينا.

هل عاجزٌ تمتصه مأساته أم مستبد وما استبدْ.

مابين منفى والذي سيجيء مبتهجاً، تضيق مسافة، تتصادم الكلمات يختزل الأبدْ.

والحرف يبدأ سيداً تتزاحم الكلمات فوق بنانه رهن الإشارهْ.

حطوا الحمامة فوق حربتهم مسيحاً قدم القربان دمه وأعطاهم بشارهْ.

نسي الحواريون ما معنى الورود إلى الصليب، وكيف هبت، مريم مذعورة أين المخلص، أين زيتون العبارهْ.

بل أين يارباه ما خطت يداك على تقاويم الأممْ.

أن الدهور ستسدير مغارة ثكلى، فتنطلق الشرارهْ.

هل فيهم روحٌ يكابدْ.. بطلٌ يفك الشفرة الأولى على التابوت واللوح المعاندْ.

لم يسمعوا العذراء إلا حين قادتهم ليالي شهرزاد إلى دهاليز الخسارهْ.

فجثوا على رُكَبٍ مقشرة ينادون السماء، يقطرون جلافة الزمن المهجنة الخلايا، ينشرون لحود موتاهم على جبل الإثارهْ.

صعدوا! وما صعدوا امتداداً للأماني والخيالْ.

عادوا إلى قوس البداوة، يخطفون البحر من عين الغزالْ.

ربطوا النهاية بالبداية، أحرقوا سعف الظلالْ.

حملوا الجواب على ظهور جمالهم من بر تركستان حتى، مغرب الشمس المرصع باللغات.

حطّوا الرحال، تنسموا عطر الفراغ، تبوأوا الأشعار والخذلان، هذا بحرهم يتناسلون من الهلال، إلى الهلالْ.

ويؤثثون الموت درباً مشتهى، تتزاحم الأقدام، فوق حريره، كي تتقي سخط النعال.

يتقافزون ضفادعاً من قاع بركتهم، ولا يدرون أن البحر قد مل الرمال.

لـم يدركوا وجع السؤال، وكيف يشتعل السؤالْ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى