الرئيس الأفغاني يتمنى لو استطاع إسقاط طائرات أمريكية

> كابول «الأيام» سيد صلاح الدين :

>
قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس الأربعاء إنه سيسقط الطائرات الأمريكية التي تقصف القرى لو استطاع ذلك في إِشارة إلى تزايد التوتر بين أفغانستان ومسانديها الغربيين مع ازدياد قوة تمرد حركة طالبان.

ومع تصاعد عدم الرضا عن كرزاي لفشله في قمع الفساد وفي الحكم بكفاءة جاء ذلك ردا من الرئيس الأفغاني الذي يواجه انتخابات العام المقبل على مقتل عشرات المدنيين في غارات جوية نفذتها طائرات أجنبية.

وألقى كرزاي باللوم مرارا على الغرب خلال الأسابيع الماضية في تدهور الأمن في أفغانستان قائلا إن حلف شمال الأطلسي فشل في استهداف ملاذات تنظيم القاعدة وحركة طالبان في باكستان وداعيا إلى إبعاد
الحرب عن القرى الأفغانية.

وقال كرزاي في مؤتمر صحفي "ليس لدينا خيار آخر. ليست لدينا القوة لوقف الطائرات. لو استطعنا.. لو استطعت.. لكنا أوقفناها وأسقطناها."

وذكر أنه لو كان يملك مقلاعا كالذي يستخدم لإسقاط الطائرات الورقية في أفغانستان ويسمى شيلاك بلغة الداري لكان استخدمه.

وقال "لو كان لدينا شيلاك لاستخدمناه وأوقفنا الطائرات الأمريكية. لا نملك رادارا لوقفها في الجو ولا نملك طائرات. أتمنى لو كنت أستطيع اعتراض الطائرات التي ستقصف قرى أفغانية لكن هذا ليس في يدي."

وشهدت أفغانستان هذا العام أسوأ أعمال العنف منذ أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة وقوات أفغانية بحركة طالبان عام 2001 حيث قتل ما لا يقل عن 4000 شخص نحو نصفهم مدنيون.

ورغم وجود قوات أجنبية قوامها 65 ألف فرد تساند قوات الأمن الأفغانية البالغ قوامها 130 ألف فرد فقد تزايدت ثقة المتشددين من حركة طالبان بصورة مطردة.

وذكر كرزاي أن من سوء طالع أفغانستان أنها لا تستطيع وقف الحروب التي دارت على أرضها على مدى قرابة ثلاثة عقود منذ غزت القوات السوفيتية البلاد عام 1979.

وقال "هذا هو مبعث حزننا خلال الأعوام الثلاثين الماضية من الصراعات والبؤس. لم يكن لنا بالفعل خيار لإنقاذ أنفسنا من الشر ولذلك نبذل أقصى ما في وسعنا سعيا إلى حل من خلال محادثات سلام."

وكرر كرزاي عرضا بضمان شخصي لسلامة الملا محمد عمر زعيم طالبان إذا سلم نفسه ووافق على الالتزام بالدستور الأفغاني.

وكان مسؤولون أفغان قد بدأوا محادثات استطلاعية مع زعماء طالبان السابقين برعاية المملكة العربية السعودية كوسيلة لمد الجسور إلى المتشددين لكن محللين ذكروا أن زعامة طالبان يرجح ألا تنخرط في حوار جاد في وقت تشعر فيه بوجود تشوش بين أعدائها وبأنها تحقق النصر في الحرب.

وذكر ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف الأطلسي الذي يزور أفغانستان أن القوات الدولية تفعل ما في وسعها لتقليل الضحايا المدنيين وأن محادثات المصالحة مع طالبان أمر يرجع القرار فيه إلى الحكومة الأفغانية.

وذكر كرزاي أنه طلب من المجتمع الدولي إبلاغ الأفغان بالوقت الذي يحتمل أن تنتهي فيه أعمال العنف التي تنفذها طالبان والقاعدة.

وقال "طلبت تحديد إطار زمني لإنهاء الإرهاب في الحملة العسكرية.. لم أطلب تحديد إطار زمني لانسحاب القوات الأجنبية."

وأضاف "نطلب من المجتمع الدولي الحضور إلى أفغانستان لتحسين الموقف لا لمفاقمته. لا نريد حربا إلى الأبد. نريد مستقبلا واضحا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى