اردنيات يبدأن العمل في ازالة الالغام في مهمة محفوفة بالمخاطر

> المفرق «الأيام» كمال طه :

> تقول صباح جاسم المساعيد انها قررت الانضمام الى اول فريق نسوي اردني يعمل على ازالة الالغام في المملكة بعدما انفجرت واحدة منها في والدها الذي يعمل في تربية الاغنام ما ادى الى بتر احدى ساقيه.

وصباح التي لا يتعدى عمرها الثلاثين واحدة من 23 فتاة شابة باشرن العمل في هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر أمس الأربعاء في المفرق عند الحدود الفاصلة بين الاردن وسوريا التي زرعها الجيش الاردني مطلع السبعينات خلال فترة الصراعات العربية-الاسرائيلية بالالغام، بعدما تلقين تدريبا مكثفا في هذا المجال استمر 45 يوما على يد خبراء اجانب.

واختيرت الشابات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 20 و35 عاما، بناء على اختبارات صارمة اجريت على نحو 38 شابة وسيدة تقدمن للعمل من مدن وقرى حدودية مجاورة في شمال المملكة، من قبل جمعية المساعدات الشعبية النروجية غير الحكومية التي تعمل في هذا البلد منذ ثلاث سنوات تقريبا.

ويقول المنظمون ان هذه الشابات يشكلن اول فريق نسائي يعمل في مجال ازالة الالغام في الشرق الاوسط.

واغلب العاملات اللواتي يتقاضين راتبا شهريا يبلغ 761 دولار محجبات وكن عاطلات عن العمل.

وتضيف صباح (27 عاما) وهي من عائلة تعمل في تربية الاغنام لوكالة فرانس برس "انا اشعر كل يوم بالالم والحسرة الذي يمكن ان يسببه انفجار لغم لاي انسان".

وتتابع "لهذا السبب قررت الانخراط في هذا العمل كي اساهم مع الاخرين في ازالة هذا الخطر الكامن تحت الارض والذي يهدد حياة الاف الناس البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة".

وتؤكد صباح بابتسامة "انا لست خائفة بل على العكس حتى ان اهلي شجعوني ولم يمنعوني".

اما ولاء عواد العندلي (21 عاما)، اصغر اعضاء الفريق سنا، وكانت قد عملت فترة في صالون حلاقة نسائي فتقر بان "هذا العمل خطر وقد يكلفني حياتي"، قبل ان تضيف "لكنه مجد في نفس الوقت ويمكن ان يساعدني ان ابدأ حياتي".

وتحلم ولاء بفتح صالون حلاقة نسائي وشراء سيارة خاصة فضلا عن مساعدة عائلتها الكبيرة المكونة من 12 فردا.

وتضيف "يجب ان اعمل بجد كي اتوفق في هذا العمل، فامامي طريق طويل وشاق كي احقق احلامي وامنياتي وكل ما علي فعله ان اكون حذرة".

اما بروين هشام المهداوي (32 عاما) التي درست تصميم الازياء في احد معاهد عمان فضلا عن دراسة اللغة الانكليزية عام ونصف عام تقريبا في تكساس في الولايات المتحدة فتقول "انا احب هذا العمل الانساني رغم صعوبته وخطورته".

وتضيف "لا اريد ان يتعرض ابناء بلدي خصوصا من الاطفال والنساء لهذا الخطر وادعو الله ان يوفقني".

وتابعت "انا لست خائفة وكل ما احتاجه هو دقة وتركيز وانضباط والالتزام بالتعليمات بعدها انا واثقة بان كل شيء سيكون على ما يرام".

اما ايمان محمد (26 عاما) فتقر بان اهلها نصحوها ب"الابتعاد قدر الامكان عن هذا العمل الخطر".

وتضيف "اقنعتهم بان هناك خرائط واقنعة واقية وآلات كاشفة للمعادن وكلاب وبانني اريد ان اجرب حظي في الحياة واكسر حاجز الخوف الذي ينتابني من هذه الالغام".

ويقول خبير المتفجرات بانيير سيليفام الذي اشرف على التدريب لوكالة فرانس برس "انا معجب باندفاعهن وحماسهن وثقافتهن".

ويضيف سيليفام "مقارنة بالرجال هن اضعف جسديا بكل تأكيد، لكننا دربناهن على العمل واستخدام المعدات من دون اي مشاكل تذكر".

ويؤكد ستيفن براينت مدير برنامج الجمعية في الاردن ان "التجربة في العالم اثبتت ان مزيلات الالغام قد يكن ابطأ في العمل من زملائهن الرجال، الا انهن اكثر دقة".

واوضح ان "المدربين ابدوا ارتياحهم من المهارات التي اكتسبتها المتدربات وهم واثقون من قدرتهن على دخول حقول الالغام بسلامة وامان".

وانضمت الشابات الى فريق مزيلي الالغام العاملين في مشروع الازالة عند الحاجز الامني في شمال المملكة عند الحدود مع سوريا والذين يقدر عددهم ب 150 شخصا.

وبدأت الجمعية عملياتها في مشروع ازالة الالغام الارضية في شمال المملكة في نيسان/ابريل الماضي ولمدة ثلاث سنوات ويغطي نشاطها 104 كيلومترات تشمل 93 حقل الغام تضم حوالى 136 الف لغم ارضي، بتمويل من النروج وكندا واليابان والمانيا والاتحاد الاوروبي.

وكان خبراء الجمعية قد انتهوا في ايار/مايو الماضي من ازالة اكثر من 60 الف لغم ارضي في وادي عربة بين البحر الميت والبحر الاحمر على مساحة 14 مليون متر مربع.

وتوقع ياسين المجالي مدير المشروع الوطني لازالة الالغام "انتهاء العمل عند الحدود الاردنية-السورية بنهاية عام 2011".

واضاف "تمت ازالة حوالى 11 الف لغم ونحن مصممون على العمل حتى ازالة آخر لغم".

وكان الاردن بدأ عمليات ازالة الالغام من اراضيه عام 1993، اي قبل عام واحد من توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل.

وبحسب الهيئة الوطنية الاردنية لازالة الالغام كان هناك حوالى 305 الف لغم على الاراضي الاردنية بينها 73 الف لغم اسرائيلي و232 الف لغم اردني معظمها في وادي الاردن عند الحدود مع اسرائيل.

ووعد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في 17 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي بازالة جميع الالغام الموجودة فوق اراضي المملكة.

وقال "اننا ماضون قدما حتى تختفي الالغام الارضية وحتى نعيد للارض عافيتها وانتاجيتها لا من اجل اجيال المستقبل فحسب ولكن من اجل هذا الجيل الحاضر ايضا".

واضاف "نحن نقترب من الوقت الذي لن تعود الالغام الارضية فيه حدثا جديدا بل تاريخا ماضيا". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى