منطقة السدرة والدريب بلودر ومعاناتهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة

> «الأيام» سالم لعور:

>
أعمدة وأسلاك الضغط العالي بحاجة لشبكة داخلية لمشروع كهرباء السدرة- الدريب
أعمدة وأسلاك الضغط العالي بحاجة لشبكة داخلية لمشروع كهرباء السدرة- الدريب
(من غاب عن العين غاب عن الخاطر).. هذا حال المناطق النائية المحرومة من أبسط مقومات الحياة كالمشاريع الخدماتية والتنموية التي غابت، ولم تشملها خطط التنمية لوجود هذه المناطق خارج نطاق التغطية للحكومات المتعاقبة، ومكاتب فروع الوزارات والمسئولين الذين غالبا ما يصابون بعمى الألوان فلايرون إلا مناطقهم هي الأولى بأن تتصدر قائمة المشاريع.

وعندما هممت بالقيام بهذا الاستطلاع وخلافا للمثل الشعبي (صابح القوم ولاتماسيهم) انطلقت بنا السيارة عند نحو الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر الأحد الماضي من مدينة لودر باتجاه قريتي (الدريب والسدرة) في رحلة مضنية، تمنيت أن يرافقني فيها قيادات السلطة المحلية في المديرية والمحافظ ومدراء مكاتب فروع الوزارات بالمحافظة ليشعروا بألم المعاناة وواقع الحال الذي يتجرعه أبناء المناطق النائية، ورغم أن التعب قد أخذ مني مأخذه، والسيارة التي تقلنا تسير في طريق وعرة وترابية، تغطي المارين فيها بأكوام من غبارها المتناثر هنا وهناك، إلا أنني شعرت بالسعادة إيمانا بسمو مهمة الاستطلاع الهادف إلى تلمس أحوال الناس بمنطقتي الدريب والسدرة اللتين تبعدان أكثر من 30 كم غرب مدينة لودر.

وصلنا بعد أن تجشمنا عناء الرحلة عند نحو الرابعة والنصف عصرا، وهناك وجدنا قرى بيوتها متواضعة، تبدو من بعيد كأنها معالم أثرية قديمة، وهناك وجدنا جمعا اصطف على جانبي الطريق لاستقبال «الأيام» التي وصفها أحدهم بـ«الرئة التي يتنفس من خلالها الجميع، لأنها تتلمس أحوالهم ومعاناتهم وهمومهم»، فيما أشار آخر إلى أن «الفرحة التي تبدو على وجوه الأهالي مرجعها دخول «الأيام» لأول مرة إلى منطقتهم، وهم يعتبرونها بمثابة بريق الأمل الذي يشع في ظلمات ليل هذه القرى».

شكرناهم على صدق مشاعرهم، وقمنا بجولة استطلاعية لتسليط الضوء على معاناتهم وحرمان منطقتهم من أبسط مقومات الحياة، إلا من جهود خيرة أنارت لهم وسط ظلمات من المعاناة والحرمان، وكانت حصيلة الاستطلاع على النحو التالي:

نأمل من المحافظ منح منطقتنا حقها من المشاريع

تحدث الأخ علي أحمد عوض طويرق قائلا: «تعاني منطقتا السدرة والدريب الحرمان من المشاريع الخدمية التنموية، فنحن بحاجة لاستكمال شبكة التيار الكهربائي بعد أن قام الشيخ حسين ناصر الحماطي عضو محلي أبين ومدير عام الوحدة التنفيذية لكهرباء أبين بتوصيل شبكة الضغط العالي، كما تحتاج المنطقة لخدمة الهاتف، لاسيما أن العالم قد أصبح قرية صغيرة، فمايزال أبناء المناطق النائية بعيشون حياة القرون الوسطى، ونطالب المهندس الميسري بمنح المنطقتين حقهما من المنحة الرئاسية المقدرة بعشرة مليارات ريال».

جهود الشيخ الحماطي تمخضت بمد شبكة التيار الكهربائي (الضغط العالي) لمنطقتنا

وتحدث الأستاذ والمربي الفاضل محمد ناصر منذوق قائلا: «منطقتا السدرة والدريب الواقعتان على بعد 30 كيلومتر باتجاه الغرب من مدينة لودر عاصمة المديرية واحدة من المناطق النائية التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة كالمياه والطرقات والهاتف وغيرها».

وعرفانا بجميل الجهود الخيرة أود القول: «إنه رغم حرمان الناس في منطقتنا من كثير من الخدمات إلا أن الشيخ حسين ناصر الحماطي عضو المجلس المحلي بأبين ومدير عام الوحدة التنفيذية لكهرباء محافظة أبين قد بذل جهودا كبيرا في متابعة كثير من المشاريع على مستوى المحافظة والمديرية، ومنها مشروع إيصال كهرباء منطقتي السدرة والدريب الذي كلفت خلال متابعاته كثيرا من المتاعب ولم يطلب أي مبلغ من الأشخاص أو الأهالي المنطقة، وقام بتوفير جميع المستلزمات من الأعمدة الكهربائية وأسلاك الضغط العالي، وإحضار المهندسين الذين قاموا مشكورين بمد شكبة التيار الكهربائي الضغط العالي من قرية الخالف إلى السدرة، ثم الدريب ثم آل مارم الرزم التي حرمت خلال الفترة الماضية منذ مد التيار الكهربائي للمناطق المجاورة لها في عام 1980 وحتى اليوم.. ومازال العمل مستمرا وبحاجة إلى من يستكمل ما تبقى من المشروع الذي بدل في تأسيسه الشيخ حسين الحماطي».

مشكلة المبنى عامل رئيس في تسرب فتياتنا من التعليم

وتحدث الأستاذ محمد علي الحامدي مدير مدرسة السدرة قائلا: «في مجال التربية والتعليم تم بناء (3) فصول فقط لمدرسة السدرة مع أن أعداد التلاميذ تزداد يوما عن يوم، حيث إن البنات قد تركن الدراسة لعدم وجود صفوف كافية في المدرسة، فمشكلة المبنى إحدى العوامل الرئيسة في تسرب الفتيات من التعليم، نطالب السلطة المحلية بقيادة م. أحمد الميسري محافظ أبين بزيارة هذه المنطقة النائية ليرى عن كثب معاناة وحرمان المنطقة من معظم الخدمات للتأكد مما تحدثنا عنه في هذا الحيز المتاح لنا في الاستطلاع والنظر بعين الرحمة لفلذات الأكباد الذين يحرمون من حق التعليم والصحة وغيرها من حقوق الطفل وحقوق المواطن بشكل عام، ونناشد محافظ أبين بتوظيف أبناء منطقتي السدرة والدريب من خريجي بكلاريوس (رياضيات وفيزياء) الذين مايزالون في المنازل دون توظيف من أجل سد النقص الحاد في المعلمين بمدارس المنطقة النائية هذه».

وأضاف الحامدي: «توجد في المنطقة مدارس السدرة والدريب وقد كان للإخوة في قيادة المديرية والمحافظة ومكتبي التربية والتعليم في المديرية والمحافظة والشيخ حسين الحماطي جهودا كبيرة وبصمات واضحة في تنفيذها واستكمالها»..

لم تحفر بئر في منطقتنا منذ أيام الاستعمار

وعن جانب المياه تحدث الشيخ عبدالله ناصر حسن شولان فقال: «منطقة السدرة والدريب محرومة من المياه الصالحة للشرب، حيث يصل سعر الصهريج لمياه الشرب إلى خمسة آلاف ريال تثقل كاهل المواطنين الغلابى، وعلى الرغم أن المنطقة بها (مياه حالية) صالحة لشرب وخالية من الملوحة إلا أنها تفتقر لبئر ارتوازية لهذه المنطقة التي تتكون من قرى عديدة مجاورة ومحرومة من مياه الشرب منذ زمن طويل، كما توجد بها ثروة حيوانية كبيرة وأراض زراعية خصبة تعتمد على مياه الأمطار، كما تعتمد زراعة مختلف أنواع الحبوب والخضار والفواكه، ومناطق المنطقة المحرومة هي قرى (السدرة، الدريب، الخنق، القوز) ولم يتم حفر بئر واحدة للمنطقة خلال حكم الاستعمار والثورة بعدها إلى وقتنا الحاضر، وهذه القرى محتاجة إلى هذه البئر لتحل كثيرا من المعاناة والحرمان للمواطنين في الحصول على شربة ماء.. ونوجه نداءنا لجهات الاختصاص بإيلاء أهمية لهذا الجانب الحيوي والهام لأبناء المناطق النائية».

اختيار الشيخ الحماطي مديرا عاما للوحدة التنفيذية كهرباء أبين كان موفقا

الشيخ أبومالك تحدث قائلا: «الطريق هو عصب الحياة وماتزال الطريق الحضن- امسيلة وعرة لم يتم تنفيذها، علما أن الطريق حيوي وتمت متابعته من قبل السلطة المحلية في المديرية والمحافظة، وكان للشيخ حسين ناصر الحماطي دور في متابعة الطريق، وقد تم نزول المهندسين إلى المنطقة ووضع التصاميم الهندسية قبل مشاريع الطرق الريفية، وسيبدأ العمل في الطريق بعد أن يتم إنجاز التصاميم فيه وإعلان المناقصة».

وأضاف: «نطالب السلطة المحلية بلودر وأبين ممثلة بالأخ المحافظ إكمال ومتابعة تنفيذ هذا الطريق الذي سيربط مديرية لودر بمديريات يافع.. وخلاصة القول وبدون مبالغة إنه قد عاد الأمل لأبناء المحافظة في ظل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي التي وفقت باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وكان اختيارها للشيخ المهندس حسين ناصر الحماطي عضو محلي أبين مديرا عاما للوحدة التنفيذية بكهرباء أبين موفقا، واستطاع إيصال نور الكهرباء إلى قرى ومناطق نائية محرومة.. وأتقدم بالشكر للمهندس عوض السقطري وزير الكهرباء والمهندس إسماعيل مدير عام الوحدة التنفيذية وكل العاملين في الوحدة التنفيذية بوزارة الكهرباء والشكر لـ «الأيام» وناشريها هشام وتمام باشراحيل ومحرريها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى