> هشام عطيري:
- الحملة الأمنية تحقق نجاحات غير مسبوقة في مكافحة تهريب البشر على سواحل لحج
- ضبط أكثر من 15 ألف مهاجر غير شرعي في مديرية المضاربة خلال عام
- القوات المشتركة للحملة تمهد الطريق لتنمية شاملة في مناطق الصبيحة
- مركز الإنزال البحري في المضاربة.. رافد اقتصادي يدعم التنمية المحلية ويعزز الاستقرار
- مسؤولون: الحملة نجحت في تطويق مظاهر الانفلات وضبط عشرات المطلوبين وتأمين الطرق
> شهدت مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج تحولًا ملحوظًا في الوضع الأمني والتنموي خلال العامين الماضيين، بعد دخول الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري، قائد اللواء السابع مشاة – الثاني عمالقة، والعميد بشير المضربي، القائد العام لقوات درع الوطن.

وقد ساهم انتشار ثلاثة ألوية من قوات درع الوطن، وعدد من ألوية العمالقة الجنوبية، إلى جانب تشكيلات أمنية متعددة، في فرض الأمن والاستقرار في المديرية، التي كانت سابقا تعاني من اختلالات أمنية متعددة وتحديات على مستوى الخدمات.
وأكدت مصادر ميدانية أن الحملة الأمنية نجحت في تطويق مظاهر الانفلات، وضبط عشرات المطلوبين، وتأمين الطرق الحيوية، خصوصا الطريق الساحلي الرابط بين تعز وعدن عبر رأس العارة، وهو ما وفر بيئة آمنة للمواطنين وساهم في عودة النشاط التجاري والزراعي تدريجيا.

وأدى هذا الاستقرار إلى فتح الباب أمام عدد من المبادرات التنموية التي شملت تحسين الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والتعليم والصحة، بدعم وتنسيق مع السلطات المحلية وشركاء التنمية.
وتعد التجربة الأمنية في المضاربة ورأس العارة نموذجًا على أهمية التنسيق بين التشكيلات العسكرية والأمنية، والتعامل الجاد مع التحديات الأمنية كمدخل رئيسي للنهوض بالخدمات والتنمية المحلية.

وتشهد المنطقة منذ عامين حالة من الاستقرار الأمني غير المسبوق، عقب تنفيذ حملة أمنية واسعة قادتها قوات درع الوطن وألوية العمالقة الجنوبية بإشراف مباشر من العميد حمدي شكري، قائد اللواء السابع مشاة - الثاني عمالقة، والعميد بشير المضربي، القائد العام لقوات درع الوطن، حيث جرى تأمين الخط الساحلي الدولي الرابط بين عدن وتعز، وهو أحد أهم شرايين النقل في البلاد.

قبل عامين، كانت هذه المناطق تشكل مصدر قلق أمني متواصل للمواطنين والتجار، بسبب حوادث التقطع والابتزاز والتهديدات المسلحة التي كانت تطال المسافرين وشاحنات النقل الثقيل.
أما اليوم، فقد تحول هذا الممر إلى طريق آمن تسلكه آلاف المركبات يوميًا، من شاحنات تجارية إلى حافلات نقل جماعي ومركبات خاصة، في ظل وجود أمني محكم ونقاط تفتيش فاعلة وخطط انتشار مدروسة.

ويشمل التأمين جميع الطرق الرابطة بين عدن والمضاربة ورأس العارة، وصولا إلى باب المندب ثم إلى الوازعية والمقاطرة فتعز، ومنها إلى محافظات إب وذمار وصنعاء، ما جعل هذه الخطوط الحيوية ممرا موثوقا لنقل البضائع والركاب.
ساهم هذا الإنجاز الأمني في إنعاش الحركة التجارية بين الموانئ والمناطق الداخلية، حيث بات ميناء عدن نقطة انطلاق رئيسية للبضائع إلى الأسواق في تعز والوسطى وحتى مناطق الشمال الأخرى.

كما شجع هذا الاستقرار على عودة شركات النقل البري لمزاولة نشاطها، واستئناف خطوط المسافرين بين عدن وتعز وإب وصنعاء، ما خفف من معاناة الآلاف من المسافرين، خاصة المرضى والطلاب وأصحاب الأعمال.
وتؤكد القيادات العسكرية أن حملة الاستقرار لم تكن مؤقتة، بل هي جزء من استراتيجية مستمرة لتأمين كل الطرق الرابطة بين الجنوب والمناطق الأخرى، مشيرين إلى أن التنسيق جار لتوسيع الانتشار الأمني وتعزيز النقاط الحساسة على طول الخطوط الحيوية.
- نجاحات تنموية
المنفذ، الذي كان يعد في السابق معبرًا رئيسيًا لعمليات التهريب، تحول بفعل الحملة الأمنية إلى منفذ رسمي نشط يستقبل مختلف أنواع البضائع، كما أصبح محطة لتصدير العديد من المنتجات الزراعية المحلية إلى دول القرن الأفريقي. وشملت المشاريع المنفذة مجالات متعددة، أبرزها مشاريع في قطاع المياه التي ساهمت في تحسين مستوى الخدمات في المنطقة.

قال عفّان الجاوي، المدير المالي لمديرية المضاربة ورأس العارة، إن الحملة الأمنية كان لها تأثير بالغ في مختلف مناحي الحياة بالمديرية، ولم تقتصر آثارها على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الأمنية والاجتماعية أيضًا.
وأضاف الجاوي: "لقد أسهمت الحملة الأمنية في القضاء على ظاهرة التقطعات التي كانت تنتشر على طول خطوط المديرية، مما أسهم في استتباب الأمن. وأصبح المسافرون – أيا كانت وجهتهم – يشعرون بالأمان على أنفسهم وأموالهم وعائلاتهم، سواء كانوا يستقلون سيارة خاصة أو باصات أو شاحنات".

منطقة رأس العارة تودع الفوضى بعد انتشار قوات درع الوطن والعمالقة
وأشار إلى أن هذا التحسن في الوضع الأمني انعكس إيجابًا على الحركة التنموية والاقتصادية، حيث بات أبناء المديرية يلمسون التغيير على أرض الواقع، وكذلك الزوار والمسؤولون وكل من يتابع شؤون المديرية.
وأوضح الجاوي أن المنظمات والصناديق الداعمة عادت لمزاولة نشاطها داخل المديرية بعد توقف طويل، وبدأت بتنفيذ مشاريع في قطاعات حيوية مثل المياه، والصحة، والتعليم. كما عاد الصندوق الاجتماعي للتنمية بقوة إلى العمل، من خلال دعم وتنفيذ مشاريع تنموية متنوعة.

وأكد أن هذه التحولات لم تكن لتتحقق لولا وجود الحملة الأمنية، التي تشكلت من قوات ألوية العمالقة ودرع الوطن، وأسهمت في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبحسب المسؤول الحكومي، فأن من ثمار وجود الحملة الأمنية هي تمكين السلطة المحلية من الإشراف وإدارة موقع الإنزال المصغر الذي تنزل فيه بعض السلع والمواد الصغيرة المتداولة في السوق برسوم بسيطة جدا أسهم إسهامًا كبيرًا في تنمية البنية التحتية للمديرية والتي ظلت محرومة منها المديرية لعقود من الزمن وكان ذلك بفضل جهود القيادة الحكيمة بالسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية والحملة الأمنية وعلى الأخص في جانبأهم قطاع وهو قطاع المياه.

وأشار الجاوي إلى أن مناطق المديرية ظلت محرومة من شربة الماء لعقود من الزمن، وها هي اليوم تنعم بوصول المياه إلى كل منزل.
كما أكد دعمه لقطاع التربية والتعليم، وقطاع الصحة في المديرية، مشيرًا إلى أن هذه الجهود لا ينكرها إلا جاحد.

وأضاف أن ما تحقق مثبت بشهادات العاملين في هذه القطاعات، وكل مواطن لمس ذلك عن قرب.
وخلال عام واحد فقط، شهدت المديرية طفرة نوعية وقفزة ملموسة في معظم القطاعات، بما في ذلك قطاع الشباب والرياضة، لافتًا إلى أن الواقع هو خير شاهد على كل ما ذكر.
وشهدت المديرية تنفيذ مشاريع كبيرة في قطاع المياه، تم تمويلها من إيرادات مركز الإنزال البحري في المديرية، التي شكلت نقطة تحول كبيرة في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
من أبرز هذه المشاريع: مشروع مياه العارة، مشروع مياه عزافه، ومشروع مياه خور العميره، بالإضافة إلى المساهمة الفعّالة في استكمال وتأهيل عدد من مشاريع المياه الأخرى. شمل ذلك شراء غطاسات جديدة، وتركيب منظومات طاقة شمسية في العديد من قرى المديرية، ما ساهم بشكل مباشر في تحسين مستوى خدمات المياه في المناطق الريفية.

وفي مجال التعليم والصحة، تعاقدت السلطة المحلية مع كوادر متخصصة في قطاعي التربية والتعليم والصحة، لضمان تقديم خدمات متميزة للمواطنين. كما تم إعادة الخدمة لسيارة الإسعاف التابعة لمستشفى العارة بعد أن ظلت مركونة لسنوات، وكذلك سيارة إسعاف مستشفى الشط. بالإضافة إلى ذلك، تم إعادة تأهيل وترميم مبنى النيابة والمحكمة في المديرية، وهو ما يعكس الجهود المبذولة في تحسين البنية التحتية للمرافق الحيوية.
من جانب آخر، تم تنفيذ عدة مشاريع صغيرة تهدف إلى تحسين الخدمات العامة، حيث شهدت المديرية تطورًا ملحوظًا في العديد من القطاعات الخدمية والتنموية. كل هذه الإنجازات كانت نتيجة للمورد البسيط المحصل من مركز الإنزال البحري، الذي استطاع من خلاله العديد من المزارعين تصدير محاصيلهم الزراعية، وخاصة البصل، إلى أسواق القرن الأفريقي. كما أصبح المركز نقطة رئيسية لاستيراد الماشية خلال المناسبات والأعياد، مما ساهم في تعزيز اقتصاد المنطقة ورفع مستوى معيشة المواطنين.
لقد شهدت المديرية تحولا كبيرا من صورة قاتمة قبل الحملة الأمنية إلى صورة مضيئة بعد دخول الحملة الأمنية. وكان للواء درع الوطن وقوات العمالقة الجنوبية دور كبير في القضاء على الظواهر السلبية مثل انتشار السلاح والتهريب، وهو ما أدى إلى تحسن الوضع الأمني وتوفير بيئة أفضل للمواطنين.
ورغم النجاحات التي حققتها الحملة الأمنية في تحسين الجانب التنموي والخدمي في المديرية، إلا أنها تواجه هجمة شرسة من بعض المجموعات التي فقدت مصالحها. تحاول هذه المجموعات تشويه جهود الحملة الأمنية، رغم ما حققته من استقرار وتحسين ملموس في الوضع الأمني والخدمات العامة. هذه الحملات المغرضة تأتي في وقت تشهد فيه المديرية نهضة كبيرة في مختلف القطاعات، ويجب على الجميع العمل على دعم هذه الجهود للحفاظ على المكتسبات المحققة.
- نجاحات أمنية
شهدت مديرية المضاربة ورأس العارة نجاحات أمنية كبيرة بفضل جهود الحملة الأمنية المشتركة، التي أسفرت عن الحد من عمليات التهريب والاتجار بالبشر التي كانت تديرها شبكات دولية تربط القرن الأفريقي بسواحل رأس العارة.
هذه الشبكات كانت تستغل قوارب غير آمنة لنقل المهاجرين غير الشرعيين، مما يعرضهم لمخاطر الموت في البحر أو عند الوصول للساحل عبر طرق غير قانونية.

وأشار مراد جوبح، مدير عام مديرية المضاربة ورأس العارة، إلى أن الحملة الأمنية تمكنت من ضبط أكثر من 350 مهاجرًا غير شرعي في الشهرين الماضيين، ليتم نقلهم إلى مواقع الاحتجاز. وأضاف جوبح أنه في غضون عام واحد فقط، تم ضبط أكثر من 15 ألف مهاجر غير شرعي، وهو عدد ضخم فرض أعباء كبيرة على الحملة الأمنية والسلطة المحلية فيما يتعلق بتقديم الرعاية والتغذية وإيواء هؤلاء المهاجرين. وأوضح جوبح أن تلك الجهود تأتي في إطار الحد من الأضرار التي يسببها هؤلاء المهاجرون على المجتمع المحلي في المديرية والمناطق المجاورة في عدن ولحج.

كما أكد جوبح أن الحملة الأمنية نجحت في تسديد المنافذ البرية وإغلاق الطرق التي كان يستخدمها المهربون لنقل المهاجرين، وناشد المنظمات الدولية والمجتمع الدولي وحكومة الشرعية بتوفير حلول فعالة لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتوفير الإمكانيات اللازمة لإعادة ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم.
من جانبه، أكد أسعد اليوسفي، المتحدث الإعلامي للحملة الأمنية، أن جهود الحملة الأمنية أسفرت عن ضبط أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين رغم قلة الإمكانيات المتاحة. وأوضح اليوسفي أن الحملة الأمنية نجحت في تأمين الساحل، مما اضطر المهربين إلى اتخاذ طرق أخرى بعيدة عن مناطق سيطرة الحملة الأمنية.
الحملة الأمنية المشتركة، المكونة من ألوية درع الوطن والعمالقة الجنوبية، شكلت نقلة نوعية في حياة أبناء المديرية. فبفضلها، تم إنهاء العديد من الظواهر الأمنية السلبية مثل انتشار السلاح والتهريب، وتم تفعيل دور القضاء والنيابات، وأصبح للسلطة المحلية دور أكبر في تقديم الخدمات. كما دخلت العديد من المنظمات في مشاريع تنموية بعد أن كانت المديرية تشهد حالة من الانفلات الأمني.
خلال عامين من دخول الحملة الأمنية إلى المديرية، تحققت إنجازات كبيرة، ما جعل السلطة المحلية والمركزية تركز على تنفيذ مشاريع تطويرية اجتماعية وتنموية. ومن بين المشاريع المستقبلية، يُتوقع أن تشهد المديرية إقامة مشاريع سياحية واقتصادية استثمارية، بما في ذلك ميناء رأس العارة المستقبلي.