مصارحة حـرة .. أهل العزم!!

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> وتأتي على قدر الكرام المكارم..شطر يكمل بيتا ينتصر لأهل العزم.. للأعزاء في صحيفتي «الأيام» و«الأيام الرياضي» .. حسبة خاصة تكتسب أهميتها بما فيها من الدلالة والمعنى.

من كونها انتصرت لرواد العصر الذهبي للكرة اليمنية..ففي الوقت الذي يقرأ كل قارئ لبيب هذا العدد، عليه أن يعلم أن طابورا طويلا من مبدعي (الأناقة) الكروية يقفون في فندق (ميركيور) تزين صدورهم (أوسمة) التقدير و(شهادات) العرفان.

انتظر هؤلاء الرواد أن تدق الوزارة الرياضية والشبابية أبوابهم والتذكير بمواسم النصر والنصير وزمن السير والمسير، لكن (بابا نويل) زار أطفالا يقبضون (رزم..رزم) مكافأة على إحراق أعصاب أمة «لا إله إلا الله» .. وفي الوقت الذي كان فيه (رواد) الطرب الكروي الأصيل يتوارون عن الأنظار باعتبارهم ليسوا من هواة (حرق البخور) وتعليق (تمائم) الاستجداء.. ولم يسبق لهم أن مارسوا ضرب (الدفوف) أمام قياداتنا الرياضية..كانت مؤسسة «الأيام» الرائدة تكتب شهادة ميلاد لكل (رائد كروي) عزف بقدميه ورأسه أروع الألحان.

ويستطيع الكادر الرياضي في «الأيام» أن يفخر ويملأ رئتيه بهواء الاعتزاز..ليس لأن الذي يرصد الحدث الرياضي ويحلله إنغمس في سرد سيرة ذاتية لكل لاعب صال وجال في زمن عمالقة الجيل الذهبي، ولكن لأن الذين لم يشاهدوهم في زمن(البلاش) والهواية الذاتية (الذكية) حيث لا مكان في ذلك الزمن للاعب (النطيحة) واللاعب (المتردية).. ستكبر أمامه الأحلام وتبتعد عن طريقه الأوهام..فما دام هناك من يتذكر عمالقة الكرة الجميلة وينفض عنهم غبار الإهمال والتجاهل فإن الدنيا ما زالت بخير حتى وإن بدأ وجه الليل الكروي عابسا بصورة تدفعنا لأن نردد مع كل لاعب (مظلوم) :«ياقافلة عاد المراحل طوال».

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن نهائي بطولة كأس عيد الاستقلال في نسختها الرابعة فرصة ليتواصل فريقا (العين) الأبيني و(الشعب) الإبي بحق الأداء الراقي الذي يترقبه جمهور في المدرجات وأمام الشاشة الفضية في حال إن توكلت قناة «يمانية» على الله، ونقلت الحدث مباشرة كخدمة ينتظرها متذوقو الإثارة الكروية في داخل الوطن اليمني وخارجه..وبعيدا عن من يعانق اللقب الغالي العين صائد الكبار والقوة الطاردة لأطماع كبار دوري الأضواء.. أم الشعب العنيد المتعطش للقب قد يكون «فاتحة» خير عليه في ظل الدعم اللا محدود من رئيسه الشيخ علي جلب الذي سيتابع اللقاء على أعصابه من السعودية..مع الإشارة إلى أن (جلب) من أبرز الداعمين لفريق العين..وكما قال قبل أن يغادر لأداء مناسك الحج:«لا فرق عندي بين الشعب والعين، كلاهما يجريان في عروقي مجرى الدم»..وهذا الاعتراف قد يفرمل أعصاب اللاعبين المشدودة، وقد يلعب دورا في تقديم نهائي يليق بحجم هذه المناسبة الغالية على قلوب اليمنيين الأحياء منهم والأموات..وقبل أن يعزف الفريقان بأقدامهما (نوتات) النهائي الكبير على اللاعبين أن يتذكروا أن كرة القدم فيها الفائز الظافر الغانم، وفيها الخاسر الشجاع الذي يكون مبادرا لتهنئة منافسه..إذا لم يكن من باب التواصي بأن الابتسامة في وجه الأخ صدقة فعلى الأقل عملا بمبادئ رياضية زرعها فرسان الروح العالية والأخلاق الرياضية الحميدة.

وأجدها فرصة لأن يستعيد الجمهور الحضاري دوره كلاعب محوري في إنجاح نهائي بحجم المناسبة الغالية، وتقديم صورة مشرفة لفن المساندة الشريف بعيدا عن انفعالات بعض المراهقين، وفي تصوري أن الفائز الحقيقي في هذا النهائي هو الجمهور الذي سيحتفظ بأدبه وأخلاقه وقواعد لعبة علمتنا أن نكون مشجعين حضاريين بغض النظر عن هوية الفائز بالبطولة..العين بطل في نظر كل راصد لفعاليات البطولة، فمجرد وصوله إلى النهائي إنجاز يحسب له ولجماهيره المطالبة اليوم بأن تكون (واعية) ومساندة لفريقها دون المساس بالأخلاق التي باتت شعارا يرفعه (الفيفا) في جميع المناسبات.

مقدما مبارك لعريس الليلة الكبيرة وهاردلك للخاسر، ويا جماهير الشعب والعين أطربونا بتشجيع أخلاقي وراق..صفقوا للتمريرة الذكية، وغنوا لهدف ملعوب وتفاعلوا مع جمل فنية تستحق الإطراء، بعيدا عن (القاموس) الذي يسيء للنادي قبل الجمهور..دعونا نستمتع بنهائي (متوازن) خال من بهارات الشد النفسي والعصبي..وآخر قولي مثلما قلت أولا:«على قدر أهل العزم تأتي العزائم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى