مدير عام مستشفى الوحدة التعليمي عاهد وأوفى بالعهد

> «الأيام» فردوس العلمي

>
يعتبر مستشفى الوحدة التعليمي الواقع في مديرية الشيخ عثمان من المستشفيات الحكومية بمحافظة عدن وقد أقيم على مساحة قدرها 72 ألف متر مربع من جملة مساحة قدرها 90 ألف متر مربع تابعة للمستشفى خصص بقيتها كسكن للأطباء والممرضين الروس، وقد فصلت حاليا عن المستشفى، وذلك بدعم من الاتحاد السوفيتي (سابقا)، وعرف آنذاك بمستشفى (الصداقة) للأمومة والطفولة. افتتح المستشفى في تلك الفترة على ثلاث مراحل، وكان إجمالي تكلفة بنائه 11 مليونا و172 ألفا و286 دينارا يمنيا ، قدمت الحكومة السوفيتية منها سبعة ملايين و882 ألفا و777 روبلا سوفيتيا، أي ما يعادل ثلاثة ملايين و448 ألفا و800 دينار يمني، وكانت الجهة المنفذة للمشروع آنذاك المؤسسة العامة للإنشاءات والتركيبات الصناعية.

المرحلة الأولى افتتحت فيها العيادات الخارجية عام 1984م، ومن ثم افتتح مبنى الأطفال عام 1986م ، واكتمل المستشفى بافتتاح مبنى النساء والولادة عام 1989م.

ويقدم هذا الصرح الطبي خدماته الطبية إلى مديريات محافظة عدن والمحافظات المجاورة كافة. وأصبح المستشفى منذ عام 1998م يعرف بـ«مستشفى الوحدة التعليمي» تيمنا بالوحدة اليمنية، وهو يتكون من ستة طوابق، وبلغت سعة المستشفى السريرية عند افتتاحه 500 سرير.

وعلى صفحات «الأيام» أجريت أنا وزميلتي خديجة بن بريك تحقيقا عن أوضاع مستشفيات محافظة عدن، وكان هذا الصرح الطبي من بين المواقع التي تناولها التحقيق الذي اشتمل على عشر حلقات، تناولنا فيها الوضع الصحي المزري الذي آلت إليه المنشآت الصحية بمحافظة عدن، وكيف أصبحت القطط والفئران تنافس المرضى داخل هذه المواقع الطبية.

ووجدنا مستشفى الوحدة التعليمي الذي قمنا بزيارته على غير الصورة المألوفة في بقية المنشآت الصحية التي زرناها، وقمنا جولة سريعة في مستشفى الوحدة التعليمي لنشاهد التغير الذي يشهده هذا الصرح الطبي ، وكيف تم إعادة بناء هذا المستشفى بهيئته الجديدة، رغم أن المستشفى كان يؤدي واجبه الإنساني والخدمي، ولم يتوقف عن العمل طوال فترة إعادة تأهيله.

ولمعرفة المزيد، كان لنا لقاء مع الدكتور محمد سالم باعزب، مدير مستشفى الوحدة التعليمي، الذي يقول:«مستشفي الوحدة التعليمي العام في محافظة عدن، يعتبر مستشفى مرجعيا للأمومة والطفولة، بدأ الاهتمام بإعادة تأهيله في الفترة الماضية ، حيث أعيد تأهيل المرحلة الأولى من مبنى الأمومة المتمثل في مبنى النساء والولادة والتي رصد لها 67 مليون ريال، وتم الانتهاء من هذه المرحلة، حيث استحدثت فيها أقسام الحوادث ، والوضع والحوامل والنزيف، وأقسام للجراحة (3-2-1) إلى جانب غرف الإنعاش ، و إعادة تأهيل قسم المناظير الجراحية ، وتم إدخال محول كهربائي بقوة 500 فولت أمبير ، ويأتي ذلك بدعم من وزارة الصحة والسكان ، وحاليا تم إنزال مناقصة وسيتم فتحها في 10 ديسمبر الجاري لاستكمال المرحلة الثانية من مبنى الأمومة ، كما سيتم إدخال خمسة مصاعد جديدة وإعادة تأهيل الأقسام المتبقية، بما فيها غرف العمليات الجراحية».

ويواصل قائلا:«ساهمت السلطة المحلية في محافظة عدن في تنفيذ مبنى الأطفال بتكلفة قدرت بأكثر من 250 مليون ريال يمني ، تم فيها استكمال إعادة تأهيل حوالي ستة أقسام للأطفال، بالإضافة إلى قسمي العلاج الطبيعي والأشعة التشخيصية، إلى جانب الدور السادس الذي يحتوي على غرف العمليات الجراحية، (أربع غرف كبيرة وغرفتين صغيرتين)، وتم أيضا سفلتة الطرق الداخلية للمستشفى، وإدخال محولين كهربائيين للمستشفى، بعد أن كان المحولان السابقان الخاصان بالمستشفى خارج الجاهزية ،وكذا إدخال أربعة مصاعد جديدة للمستشفى. ومن ضمن المشاريع اعتماد تجهيز المستشفى، وذلك حسب توجيهات رئيس الجمهورية، الذي وجه مجلس الوزراء خاصة بعد إعادة تأهيل المبنيين بمرحلتهما الأولى، وقد أرسلت المناقصات ووردت لنا بعض الشركات الأجهزة، ونحن في انتظار باقي الشركات، وبلغ إجمالي قيمة مناقصة تجهيزات مستشفى الوحدة التعليمي 344 مليونا، وهذه التجهيزات والمعدات أحدثت نقلة نوعية في الخدمات الصحية للمستشفى .

الأدوات والتجهيزات الطبية:

تم رصد مبلغ ضمن الموازنة التشغيلية للعام الحالي، لشراء الجهاز المقطعي من قبل وزير الصحة، بالإضافة إلى أن السلطة المحلية دفعت قيمة المبلغ المتبقي لهذا الجهاز ، وتم إعلان مناقصة في ذلك، إلى جانب عدد من الأجهزة التشخيصية الأخرى مثل جهاز القلب (الإيكو) وجهاز فحص الثدي للفحص المبكر للأورام، وهذه الأجهزة لأول مرة تدخل المستشفى، إلى جانب خمسة أجهزة خاصة بالموجات فوق الصوتية موجودة في مختلف الأقسام مما سيخفف العبء لانتقال المرضى من القسم إلى غرف الأشعة والأجهزة التشخيصية مثل جهاز (الأليزا) وسوف يساعد في عملية نقل الدم وهي أكثر ثقة للفحوصات ونقل الدم بأمان للمريض، وجهاز تصوير الأشعة المباشر .

لدينا جهاز CD4 هو جهاز حديث لتشخيص وتقسيم مرضى الإيدز وإمكانية إعطاء المرضى العلاج وبأي مرحلة وصل المريض من مراحل المرض».

ويضيف د. باعزب:«يفتخر المستشفى بوجود المركزين: مركز رعاية وعلاج مرضي الإيدز، ويعتبر المركز الثاني على مستوى الجمهورية، حيث يوجد المركز الأول في مستشفى الثورة بصنعاء، ويقدم خدمات رعاية وعلاج مرضى الإيدز، وهو مقدم كدعم من البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز.

ولدينا أيضا مركز تغذية هو الآخر بدعم من منظمة اليونيسف ويهتم بتوفير الأغذية الخاصة بمرضى سوء التغذية، وخاصة مع تزايد الحالات في الفترة الأخيرة، وهذه الحالات لا تأتي بأمراض عامة وشائعة، ولكن يأتون مصابين بنقص التغذية، والحمد لله هناك أغذية خاصة للمصابين بسوء التغذية ويتم إعطاؤهم الجرعات المحددة».

ويؤكد الدكتور باعزب بقوله: «إن إصابة الأطفال بسوء التغذية تحدث بسبب الفقر إلى جانب الجهل، فعندما لا تعلم الأم ماذا تعطي طفلها يسبب ذلك سوء تغذية للطفل في مرحلته الأولى، ومعالجة سوء التغذية تتم بدرجة أساسية في مستشفيين: أحدهما مستشفى الوحدة التعليمي والآخر في تعز، وهو المستشفى السويدي، ونعتبر مركزا رسميا تدريبيا في هذا المجال، حيث يعمل ممرضو القسم على تحديد الجرعة للأطفال وتحضيرها ولا يبقى الطفل أكثر من أربعة أيام حتى يستعيد فيها عافيته».

المشاريع المستقبلية للمستشفى:

وعن المشاريع المستقبلية يقول د. باعزب: «لدينا مركز الكلية مكون من دورين ويتسع لأكثر من 50 سريرا ويشمل قسم الغسيل الكلوي، وكذا غرف عمليات لزراعة الكلية وهو حالياً في المراحل الأخيرة لإنشائه، حيث تم إنجاز حوالي %70 منه، ونتوقع أن يتم الانتهاء منه في النصف الأول من العام القادم، كما أن هناك مبلغا رصد من قيادة وزارة الصحة لتجهيز هذا المبنى في العام القادم 2009م.

و قيمة هذا المشروع الخاص بمبنى الكلية 200 مليون لتجهيزه كدفعة أولية بينما بلغت قيمة بناء المبنى 420 مليونا .

إعادة المستشفى استهلكت ميزانية كبيرة والكادر الطبي والصحي إذا لم يكن على مستوى التجهيز والتحديث فلن تصل الخدمات الصحية إلى المستوى المطلوب.

وهناك أيضا تعاون وتنسيق مع السفارة الأمريكية وتم الاتفاق على استكمال مشروع الطوارئ التوليدية ووافقت السفارة وتم إنزال المناقصة وسوف يبدأ المشروع الذي سيكون في مبنى مستقل وسيتم إجراء العمليات القيصرية فيه، وهذا سيخفف العبء علينا، فالمستشفى كما هو معروف مكون من عدة طوابق، ورغم أن لدينا مصاعد، ولكن أي عطل يسبب لنا إرباكا في العمل، لهذا تم فصل الطوارئ التوليدية، ونشكر السفارة الأمريكية على هذا التعاون الطيب».

التدريب والتأهيل:

يعتبر التدريب والتأهيل عنصرا مهما في حياة كل الموظفين بصفة عامة والكوادر الطبية بصفة خاصة كون مجال الطب يشهد تطورا في كل سنة إن لم نقل كل يوم، وعن أهمية ذلك يقول د. باعزب:«مختلف كوادر المستشفى تلقوا عددا من الدورات التدريبية في أوغندا والمغرب، وتم تأهيلهم تأهيلا عاليا لتقديم الخدمات الطبية لمرضى الإيدز، وكذا دورات تدريبية في مجال تنمية المهارات الإدارية لقيادة التنظيم، وكذا أخلاقيات العمل في المؤسسات الطبية بهدف رفع مهارات الكادر الطبي والإداري والفني للوصول إلى تكامل الأداء والارتقاء بالخدمات الإنسانية المقدمة ، وهذه الدورات تأتي استمرارا لنظام التعليم المستمر الموجود في المستشفى ولدينا مركز يعمل دورات في أسس الإدارة الحديثة والمحاسبية في مجال الإحصاء الطبي، وتم إقامة عدد من الدورات في مجال الكمبيوتر داخل المستشفى أو عبر معاهد خارج المستشفى، وقد تم إرسال عدد من الكوادر إلى التدريب .

نحن في إطار أن يكون كل الطاقم العامل في المستشفى الإداري والفني والطبي يتعرفون على مهارات الحاسوب ويتعاملون معه، فنحن لنا اتجاه نحو أتمتة العمل في المستشفى (أي العمل بالحاسوب) أينما وجدت الخدمة، وهذا طموح ومن حقنا أن نطمح فإذا وصلنا إلى هذا الحلم سيكون لا داعي لاستخدام القلم والورقة».

ويؤكد: «هذا ليس مجرد حلم، ولكن هناك دراسة متكاملة قدمت لقيادة المحافظة وهي الآن في برنامج تطوير مدن الموانئ للنظر فيها، ونتمنى أن يتم البت فيه فعندها سيتم التعامل من المريض آليا في الخدمة مما يسهل له الحصول على الخدمة بسهولة».

وفي المجال الطبي تم تدريب عدد من الكوادر بالدورات التخصصية الطبية البحتة في مجال المناظير، وقد شارك في هذا التدريب عدد من الأطباء عن طريق كلية الطب جامعة عدن، بالإضافة إلى دورات في مجال الموجات فوق الصوتية والباطنة العامة والنساء والولادة وعدد كبير من الأطباء استفادوا من هذه الدورات، كما تم عمل دورات تدريبية في مجال التعامل مع أنظمة المعلومات نظام SPSS وتم الاستعانة بكلية الطب. نحن مستمرون ونتوقع في عام 2009 أن نستهدف أكبر عدد من طاقم العمل في المستشفى».

ويوضح قائلا بأن هناك دورات تدربية شهرية في العاصمة صنعاء بالتنسيق مع مستشفى الثورة بشكل مستمر «كما يتم التواصل مع صندوق المرضى الكويتي بإرسال أطباء زائرين، وهذا يعود بمردود إيجابي من خلال تبادل الخبرات».

العلاج والأدوية ومجانية الولادة:

تقديم العلاج والأدوية شيء أساسي في كل مستشفى وبهذا الصدد يقول د. باعزب: «كان لدينا نظام صندوق الأدوية ما قبل يناير 2008 وبدءًا من نوفمبر وبقرار من وزير الصحة تم إلغاء العمل بنظام استعادة تكلفة الأدوية، وتم صرف الأدوية بصورة مجانية، وهو ما أثر على موازنة المستشفيات وبالمقابل تم زيادة الموازنة من نوفمبر 2007م بنسبة %100 وتبلغ الموازنة الشهرية 12 مليون ريال موزعة على بنود عدة يخصص منها مليون ريال للأدوية و المستلزمات الطبية، وهذا المبلغ يستهلك في توفير الأدوية والمستلزمات الطارئة في غرف العمليات والولادة، وإخراج المريض من الحالة الحرجة، بعدها يساهم المريض بباقي العلاج، ونحن نعاني نقصا في علاج مرضى السرطان، كون المستشفى يوجد فيه قسم خاص بالأورام السرطانية والدم للأطفال المصابين .

والحمد لله بعد زيارة وزير الصحة للمستشفى، الذي وجه مدير مكتب الأورام بصنعاء، وهو الآخر وعد بتجهيز صيدلية في القسم كون أسعار هذا الأدوية غالية ومكلفة، ومريض السرطان دائماًبحاجة للعلاج. والوزارة وعدت بتوفير الخط الأول من العلاج، وإن شاء الله لدينا وعد بفتح الصيدلية بداية ديسمبر لتنفيذ توجيهات وزير الصحة».

الصعوبات:

أي عمل جيد ومنظم لا يخلو من الصعوبات والمشاكل خاصة مع المواطنين، وفيما يتعلق بأوقات الزيارة ينصح الدكتور باعزب بهذا الصدد بأن يلتزم أهالي المرضى بقواعد الزيارات ومواعيدها ليس فقط في مستشفى الوحدة، ولكن في كل مستشفى حكومي أو خاص «لأنها تسهل عمل الطبيب وتريح المريض، فكثير من المرفقين يسببون القلق لاهتمامهم الزائد بأن يبقى الطبيب بقرب مريضهم وهذا بالتأكيد سيكون على حساب مرضى آخرين، لهذا جاء تنظيم مواقيت الزيارة حتى يتمكن الأطباء والممرضون والكادر الفني من أداء عملهم والقيام بواجباتهم».

وبخصوص الكثير من التطورات التي يشهدها المستشفى، والسؤال عن اختفاء الزي التمريضي المعروف للممرضين، وعن تنظيم زيارات المرضى وعن الحراسة في المستشفى، هل هي الأخرى شهدت تغييرا، يجيب د. باعزب عن هذه التساؤلات قائلا:

«تم الاستعانة بشركة حراسة وهي شركة (جروب فور) للحراسة مما أدى إلى تحسن الأداء وفي ضوء ذلك تم إلزام كافة الكوادر الصحية بارتداد الزي الرسمي وتعليق البطاقة الوظيفية بمن فيهم (أنا) كمدير مستشفى، كما ألزمنا الطاقم العامل بضرورة التقيد بالأنظمة وتم إعادة النظام القديم والخاص بنظام مواقيت الزيارة المسموح فيها .

ولتأكيد التزام المستشفى بواجبه الإنساني لتقديم الخدمات الطبية تم إدخال نظام البصمة في مجال التحضير اليومي، وهو ما سيؤكد لنا وجود كافة الأطباء والممرضين والفنيين والإداريين في مواقع عملهم».

ويضيف د.باعزب:«نحن نفتخر بهذا المستشفى وبوجود الخدمات المسهلة لنقل الأطباء والمرضى, خاصة وأن المستشفى يتكون من ستة أدوار وتعمل جميعها بقوة وبطاقتها الاعتيادية».

وفي نهاية هذا الحديث يؤكد الدكتور باعزب ويناشد المواطنين أن يستعيدوا ثقتهم بالمستشفيات الحكومية عامة ومستشفى الوحدة التعليمي خاصة، وبالطبيب اليمني المتمرس وأستاذ الجامعة والكادر الفني المؤهل لما في ذلك من تحسين مستوى الخدمات الصحية والرقي بها بإذن الله تعالى .

ولي كلمة في ختام هذا اللقاء وهي أن ما شاهدته في هذا المستشفى مسح ما حز في النفس من الزيارة السابقة التي أكدت لي أن لا أمل في المستشفيات الحكومية، ولكن ما رأيته في هذه الزيارة أعاد لي الأمل وبقوة بأن المستشفيات الحكومية باستطاعتها أن تنافس المستشفيات الخاصة، وتتفوق عليها إذا توفر لها سبل العلاج والمستلزمات الطبية الحديثة، وكذا الكادر الطبي المؤهل بكافة التخصصات، بشرط أن يكون خلفها قائد متمكن يستطيع أن يدير دفة العمل بالصورة الصحيحة، والدكتور باعزب عاهد على التغيير وأوفى بالعهد، وما رأيته في هذا الصرح الطبي يزرع في داخلي أملا وحلما بأن يتحول مستشفى الوحدة التعليمي بهيئته الجديدة إلى هيئة تعليمية أسوة بمستشفى الثورة و الجمهورية التعليميين، ليكون لدينا ثلاث هيئات تعليمية. نشكر د. محمد سالم باعزب على تزويدنا بالمعلومات العامة عن المستشفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى