في مهرجان المكلا..وحدين:على الرغم من قصر الحراك الجنوبي لكنه استطاع أن يفرض معادلة جديدة

> المكلا «الأيام» خاص

> أقامت هيئة تنسيق الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بمحافظة حضرموت مهرجانا جماهيريا بمناسبة الذكرى الـ 41 للاستقلال المجيد (30 نوفمبر) مساء أمس بساحة الحرية أمام مقر الحزب الاشتراكي في المكلا، حضره رؤساء أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة والتجمع اليمني الوحدوي.

في الحفل الذي بدئ بآيات من القرآن الكريم ألقى الأخ محمد عبدالله الحامد سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي كلمة، قال فيها: «تأتي ذكرى نوفمبر اليوم وبلادنا تمر بأزمات وكوارث سياسية واقتصادية وبيئية جمة، ما انفكت أحداثها ونتائجها تتوالى على المواطن والوطن، فالحالة المعيشية تتردى إلى الأسوأ والأسعار تتصاعد بجنون يتآكل معه دخل الفرد، وتفقد العملة الوطنية جزءا غير يسير من قيمتها، مما يجعل النتائج تزداد سوءا، كما أن تردي أوضاع التعليم والصحة والخدمات وصل حدا جعل صورة المستقبل تزداد قتامة وحلكة، ومما زاد الطين بلة أن كارثة السيول والطوفان المصاحب لها وما نتج عنها من دمار، وكيف تعاملت الحكومة وحزبها الحاكم معها، ليثبت بما لا يدع مجالا للشك هشاشة النظام وضحالة مراميه، ويؤكد عدم أهليته لإدارة أزمات البلاد، ناهيك عن قدرته على حلها، فالنظام- رغم سخاء معونات الأشقاء والأصدقاء التي يشكرون عليها- بدلا من أن يقوم بتوزيعها على المتضررين من المواطنين الذين فقدوا الأهل والمأوى، نراه يعتبر هذه المعونات فيدا وغنيمة، كما نراه يضع أمام رغبة الإخوة والأشقاء في إقامة مشاريع كريمة تعيد البسمة لشفاه افتقرت إليها جراء الألم والثكل واليتم، عثرات وعراقيل تحت ذرائع واهية وأسباب هشة.

إن تفاعلكم المسئول مع مجريات عملية القيد والتسجيل التي أريد لها إعادة إنتاج هذا النظام، ومقاطعتكم لها، هو بمثابة وسام على صدورنا وصدور كل الشرفاء في هذا الوطن وخارجه، ونحن إذ نشكركم على ذلك ونشد على أيديكم فردا فردا، فإننا نعتبر ذلك تكليفا صريحا منكم لمواصلة النضال حتى يعود الحق إلى نصابه، ويعود الوطن كما كان أرض الأمن والأمان وسيادة القانون، أرض الحرية والعدالة والمساواة».

بعد ذلك ألقى الأخ عبدالمجيد سعيد وحدين رئيس ملتقى حضرموت التضامني كلمة هيئة التنسيق المنظمة للفعالية، قال فيها: «إن الإنقاذ والإغاثة والتعويضات وإعادة الإعمار واجب على الدولة وليست مكرمة من الحاكم، وتتحمل الدولة كامل المسئولية عن كل ما جرى ويجري، وشعبنا لن يغفر لهم تقصيرهم واستغلالهم لمعاناة المواطنين وأوجاعهم، وعلى السلطة المحلية أن لاتكتفي بالشكوى من الغرف المغلقة، وأن تعلن للناس الأرقام والوقائع كما هي، على الأقل لتبرئة ذمتهم وإراحة ضميرهم ما لم يكونوا ضالعين في ما يجري، ونطاب بالمحاسبة على التقصير والإهمال والمشاريع الفاشلة التي ساهمت في رفع حجم الأضرار، وإن واجبنا الديني والأخلاقي يحتم علينا في الحد الأدنى أن نتوجه بالشكر والعرفان للأشقاء والأصدقاء والجمعيات الخيرية الذين تحملوا الكثير من العناء لتقديم المساعدة لمن يستحقها».

وحول الاحتفاء بذكرى الاستقلال، قال: «في ذكرى الاستقلال نحيي أرواح شهداء الحركة الوطنية وشهداء الاستقلال الذين يتنكر النظام القائم اليوم لتاريخهم وتضحياتهم وتضحيات زملائهم من المناضلين الذين مايزالون على قيد الحياة، كما نحيي شهداء الحراك السلمي من حضرموت والجنوب، وإنه لمن المحزن أن نجد أنفسنا بعد 41 عاما من الاستقلال في وضع أسوأ من ما كنا نشكو منه قبل الاستقلال في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وحول الحراك السلمي، قال وحدين: «على الرغم من قصر عمر الحراك الجنوبي، فقد بدأ يعطي ثمارا، واستطاع أن يفرض معادلة جديدة على الساحة السياسية في اليمن بأسره، ولعل ما يبعث التفاؤل أن تتزامن ذكرى الاستقلال هذا العام مع إشهار اللجنة التحضيرية للنضال السلمي في الجنوب التي نرى فيها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لتوحيد الصف، وبلورة أدوات النضال المناسبة في هذه المرحلة، لاستعادة الحقوق المسلوبة والهوية الجنوبية المستهدفة بكثير من محاولات الطمس والإلغاء.

وبصرف النظر عن الخطاب الإعلامي المتشنج للنظام فلا يمكن بعد اليوم تجاوز القضية الجنوبية كمدخل إجباري لمعالجة قضايا الوطن الأخرى.

ولايمكن اختزال المسألة في شعار الاعتراف بالقضية الجنوبية، فالمطلوب هو حل عادل وشامل، ينطلق من مراجعة الاختلالات التي شابت قيام الوحدة، ولاينتهي عند إلغاء التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لحرب عام 94م.وإذا قدر لأي مؤتمر وطني للحوار أن يرى النور فلابد أن ينعقد تحت سماء الوطن المفتوحة أمام الجميع، وليس تحت قبة برلمان الأغلبية المزورة.إن الحديث عن الانتخابات في ظل هذه الظروف ليس أكثر من محاولة للهروب إلى الأمام في وجه الاستحقاقات الوطنية والدولية، والبلاد لاتحتمل المزيد من العبث، فالانتخابات الديمقراطية السلمية هي الآلية المناسبة للتغيير والتطوير، ولكنها في اليمن تحولت إلى مجرد طقوس احتفالية ومصدر للرزق غير المشروع، وهدفها إعادة إنتاج النظام وتكريس الظلم والمعاناة».

في ختام المهرجان ألقى م.محسن علي باصرة عضو مجلس النواب رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح حضرموت كلمة تحدث في بدايتها عن ما حدث مساء السبت من سقوط حجر كبير من جبل المكلا أصاب منزل الشاعر الكبير ناجي بن غالب الحاج الذي شيده منذ زهاء قرن ومنازل أخرى، وقدم المواساة لأصحاب تلك المنازل، وقال: «لسنا ضد الاستثمار، ولكننا مع التوازن بين مصلحة الوطن والمواطن ومصلحة الاستثمار».وعن الانتخابات، قال باصرة: «الانتخابات الطريقة السلمية للتغيير، شريطة أن تكون باتفاق جميع الفرقاء في منافسة ديمقراطية شريفة ونزيهة». وأضاف:«التغيير صعب بدون توازن سياسي داخل البرلمان، ونحن لدينا منظومة متكاملة للتغيير قدمناها في برنامج واضح للناس».

وتحدث كذلك عن الاعتقالات التي قامت بها السلطة للمحتجين سلميا على قساوة الأوضاع، وطالب السلطة بمحاسبة الفاسدين الذين وردت أسماؤهم في التقارير الحكومية.

وجدد النائب باصرة تأكيده «عدم دخول الانتخابات بشروط الحاكم، وبهذا السجل المزور، ولن ندخلها حتى تحل كافة القضايا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى