فارس بويز.. لبنان لم يخرج من "غرفة العناية الدولية والإقليمية المركزة"

> بيروت «الأيام» د.ب.أ :

> اعتبر المحلل الاستراتيجي ووزير الخارجية اللبنانية الأسبق فارس بويز أن الوضع اللبناني مازال مرتبطا بالكامل بالأوضاع الإقليمية ، وانه لم "يخرج بعد من غرفة العناية الدولية والإقليمية المركزة".

وكشف بويز في حديث خاص لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن كل ما حصل في الدوحة هو "اتفاق من تحت الطاولة لتمرير مرحلة تهدئة في العراق ، وكذلك الإعداد لسيناريو يخرج الولايات المتحدة من الرمال المتحركة في العراق وأفغانستان".

وتابع: "إضافة إلى وضع قطار العلاقات الأمريكية الإيرانية على سكة التهدئة أيضا لتمرير الاستحقاق الرئاسي الأمريكي ، وانتقال السلطة بهدوء ووفق المصالح الاستراتيجية الأمريكية".

وقال بويز: "شكل كل ما سبق تقاطعا استراتيجيا استفاد منه لبنان لدخول مرحلة الوقت الضائع بأقل قدر من التوتر الإقليمي وأعلى نسبة من التوتر السياسي على خلفية الانتخابات البرلمانية العامة التي ستؤسس بدورها للخريطة السياسية اللبنانية في المرحلة المقبلة التي ستشهد حالة من اثنين ، إما سلاما شاملا وهذه خطوة استراتيجية ممتدة لسنوات وإما العودة إلى الحرب الباردة مع ما يترتب عنها من توترات هنا وهناك".

وأضاف أن لبنان في مرحلة انتظار على "المحطة الشرق أوسطية" وهو مازال عرضة للانتكاسات الأمنية والسياسية ، لاسيما أن "الإرهاب المحاصر في لبنان لا بدان يبحث له عن متنفس قد يجده في لبنان إذا ما لم يحسن الفريق الحاكم السيطرة على الأمور غير أن ما يدعو إلى نوع من التفاؤل هو وجود الرئيس ميشال سليمان على رأس الهرم السياسي ومحاولته الحد من التداعيات الخارجية على لبنان ، وهذا ما يجعلنا نلاحظ أن زياراته الخارجية تشمل البلدان العربية والأوروبية والأمريكية التي هي على صلة مباشرة بالأزمة اللبنانية" .

وبشأن زيارة زعيم المعارضة المسيحية العماد ميشال عون إلى سوريا ، قال بويز ، الذي شغل منصب وزير الخارجية عام 1990 حتى 1998 ويعتبر احد ابرز مهندسي العلاقات اللبنانية - السورية في تلك الحقبة ، إنها زيارة "مفصلية" ستحدد مسار العلاقات بين البلدين من خلال العلاقات المسيحية السورية التي شهدت ثلاثة عقود من التوترات والحروب الباردة.

وأضاف أن هذه الزيارة يمكن أن تشكل "نهاية لتلك الحرب الباردة التي طبعت تلك المرحلة إذا جاز التعبير إضافة إلى حقيقة راسخة يجب أن يدركها اللبنانيون وهي أن لبنان لا يمكن له أن يرتاح وهو على خصام مع الجار الأقرب ، أي سوريا" .

ولفت بويز الى "حقيقة راسخة" وهي أن أي توتر في العلاقات الإقليمية لابد من أن ينعكس سلبا على لبنان ، ولذلك "فان كل اتصال يهدف إلى تبريد الوضع الإقليمي عموما ، والمسيحي خصوصا هو في مصلحة البلاد لا سيما أن الشرذمة المسيحية تحتاج إلى الكثير من الحكمة والسعي لإعادة اللحمة".

وعن العلاقات السورية السعودية ، اعتبر بويز أنها تدخل في إطار "الصراع الكبير الذي سيحدد موقع كل دولة في هذه البقعة سواء على الصعيد السياسي ، أو على المستوى الاقتصادي خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم والتي تفرض نمطا جديدا من التعاطي".

وبالنسبة للحرب على الإرهاب ، لاحظ بويز أنها "جاءت في أعقاب الضوء الأخضر الفرنسي والأوروبي المعطى على ما يبدو إلى سوريا ولبنان ، وهذا إن دل على شيء ، فعلى وجود تقاطع لبناني سوري دولي وحتى عربي وقد يكون سعودي أدى إلى مثل هذه النتائج التي سمحت للقوى الأمنية المحلية بوضع يدها على العديد من الشبكات بعد أن قامت بمراقبتها على مدى اشهر وأسابيع كانت كافية لحسم الموضوع قبل ذلك لو توفر الغطاء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى