قصة قصيرة.. السفينة الراسية

> «الأيام» حسين فضل محسن الفضلي:

> يبحث عن تحجيم شخصيته بين أركان ودوائر الضياع، وعندما يفلس صاحبي يقوم برسم رموز بقلم أحمر داكن لماع.. هذه الرموز وهذه الشفرات تعني السفر عن الحياة دون وداع.. وصاحبي لم ير نفسه لحظة مخطئاً، بل مدعياً أو محل دفاع.

وهو لا يكترث لوضع المبررات لنفسه قبل أية أنباء عنه تشاع.. وعند تطبيق رسوماته ميدانياً يكون للأطرش فيها نصيب من الاستماع.. صاحبي يعمل ليلاً كالخفاش، ولم ير الضوء أو حتى وميض شعاع.. صاحبي يحب الظلام مكرهاً، ويعشقه مرغماً حتى النخاع.. نتائج أعماله حولته إلى خفاش، لكن عيون عصبته قد رأت فيه سبع السباع.. صاحبي وضع نفسه زعيماً، وقد قوبل هذا التنصيب بالمباركة والإجماع.. لم يحصل في مجموعته أي شقاق أو خلاف وصراع.. لا محل للمشاكل مادامت الرسومات تدر عليهم أموالاً وشهرة وفائدة وانتفاع.. أقلع صاحبي عن إدمانه للخمرة والقات والتدخين، لكنه عاد، والتطبع لا يغلب الطباع..فدعته نفسه الشيطانية للعودة، لأنها بحاجة للترفيه والإشباع، رغم فوزه صحياً على كوابيس شهور الإقلاع.. تكاثرت مهام صاحبي والنتيجة أنه يعاني السكر، وضغطه بين انخفاض وارتفاع.. ولن يبارحه القلق والتوتر والصداع.. وكلما فكر صاحبي في أن يضع حداً لرسوماته تزداد إليه الهدايا والمتاع.. سفينة صاحبي متعطلة وراسية في عرض البحر، ويبحث عن مجداف وبوصلة أو حتى شراع.

رئيس منتدى الاثنين الثقافي - زنجبار

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى