الرئيس:صحف صفراء وأقلام مريضة تخلق ثقافة الكراهية

> «الأيام» استماع:

>
علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية
علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية
ألقى فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، صباح أمس كلمة في قاعة المجمع الحكومي لمحافظة أبين بحضور قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي والمجلس المحلي والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والمشايخ والأعيان بأبين، ضمن احتفالات العيد الواحد والأربعين لذكرى الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر المجيد.

وفيما يلي نص كلمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية:

«الإخوة والأخوات أبناء محافظة أبين البطلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أهنئكم بمناسبة العيد الواحد والأربعين للاستقلال الوطني من هذه القاعة ومن خلالكم إلى كل أبناء أبين، والذين كان لهم الشرف الكبير والباع الطويل في مقارعة الاستعمار ولنترحم على شهداء هذه المحافظة وكل محافظات الوطن.

أنا سعيد بأن ألتقي بالسلطة المحلية والمكتب التنفيذي والشخصيات الاجتماعية في هذا المكان، ولقد وضعنا حجر أساس لمائة وسبعة عشر مشروعا إستراتيجيا للمحافظة بخمسة وستين مليارا، هذه المشاريع مهمة وإستراتيجية، بالإضافة إلى عشرة مليارات تضاف إلى خمسة وستين مليار، و كما فهمت من الأخ محافظ المحافظة رئيس السلطة المحلية أنه سيتم تنفيذها خلالها 2009 - 2010 خلال سنتين، بما فيها السد الكبير سد حسان، وجميعها مشاريع إستراتيجية.

كذلك أهنئ أبناء المحافظة بانتخاب المحافظين من خلال المجالس المحلية في اتجاه الحكم المحلي الكامل الصلاحيات. نحن قادمون على حكم محلي كامل الصلاحيات إن شاء الله في كل أنحاء الوطن، وأعتقد أن الحل الأمثل والأفضل لكل المحافظات هو انتخاب السلطة المحلية، بدأنا بانتخاب المحافظين وسنأتي إن شاء الله على انتخاب مدراء المديريات، بمعنى حكم محلي واسع الصلاحيات، كل ما كان هناك من موارد تستطيعون أن تأتوا بها كسلطة محلية تفرض على السلطة المركزية مضاعفة الاعتمادات، وكلما كان ربط الإيراد في المحافظة والجباية سليما كلما استطعنا أن نضاعف الاعتمادات لصالح المحافظات، إن شاء الله تنمو الإيرادات في المحافظة وتتحسن أفضل مما هي عليه في الوقت الحاضر. يجب أن يتعاون المواطنون على تنمية الموارد لكي نستطيع أن نعتمد اعتمادات جيدة للمحافظة.

هذه الخمسة والسبعون مليار ريال لمحافظة أبين هي تعويض، تعويض لهذه المحافظة عن الأعوام الماضية أو ما مضى سابقا، فقد كانت محرومة. لن نتحدث عن المستشفيات أو المراكز الصحية أو مشاريع المياه أو المدارس أو الجامعات، والآن ستنشأ جامعة أبين، نحن في طريقنا إلى إنشاء هذه الجامعة، هو تعويض لهذه المحافظة التي قدمت خيرة رجالها دفاعا عن الثورة وعن الوحدة، فهذه الاعتمادات هي مكافأة لهذه المحافظة البطلة التي قدمت خيرة رجالها، لن أتحدث عن ما خسرته أبين من خيرة رجالها أيضا في الصراعات الداخلية التي صفيت فيها الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية خلال حقبة من الزمن تعرفونها أنتم ويعرفها الذين قدموا تلك التضحيات.

ثمانية عشر عاما من قيام الوحدة المباركة، لم تسل قطرة دم في كل أنحاء الوطن، ماعدا أحداث صعدة، ولكن أنتم تعرفون، خلال خمس وعشرين سنة من حكم النظام الشمولي كانت الصراعات داخل الوطن، وكل واحد يعمل وجبة، وكان الشعب هو المضحي خلال خمس وعشرين سنة، والآن صار لنا ثمانية عشر عاما على نعمة من الله، وكلنا رؤوسنا فوق أجسامنا، لا أحد فصل رأسه، لا جماعيا ولا فرديا، نحن نريد أن نحول في كل أنحاء الوطن عقيدة الناس إلى الثقة، الثقة هي الأساس وليس الشك، لأنه كان في كثير من الأوقات في الماضي الشك هو الأساس والثقة هي حالة استثنائية، نحن نريد أن نعكس الموضوع، ونقول الثقة هي الأساس والشك هو الحالة الاستثنائية، هذه لازم نوثقها ونؤكد عليها، ونخلق ثقافة جديدة، أن الثقة هي الأساس وليس الشك.

الذي صار في الماضي من صراعات هو نتيجة الشك، لذلك جرت تلك التصفيات، نحن مع المصالحة، لسنا ضد المصالحة، نحن نريد أن تكون مصالحة، كما جاءت الوحدة لتجب كل ما قبلها كذلك المصالحة تجب كل ما قبلها، ما عندنا مانع، بالعكس، نحن نريد مصالحة وطنية بين كل القبائل والقرى والعشائر، من أجل ماذا؟، من أجل أن نتفرغ للتنمية وبناء كل ما حرمت منه هذه المديريات والمحافظات في الماضي.

هذه الخمسة والسبعون مليار هي بحاجة إلى ماذا؟، هي بحاجة الى استقرار بحاجة إلى هدوء بحاجة إلى تعاون كل المواطنين من أجل أن تدور عجلة التنمية، لكن أي اختلالات أمنية ستوقف بالتأكيد أي تنمية. أنا متأكد أن أبناء هذه المحافظة البطلة هم من خيرة الناس المتعاونين، وكلها محافظة بطلة، ولسنا نمدحكم لشيء، أنا أعرفهم، رجالها وشيوخها وعشائرها، إنها فعلا بحق وحقيق محافظة بطلة، حالات بسيطة ونادرة والنادر لا حكم له، يمكن ثلاث أربع حالات مزوبعين أو كانوا خلايا نائمة تبدأ تطل برأسها كالأفعى، لكن لايشكلون خطرا لا على المحافظة ولا على وحدة الوطن، والوطن ليس ملكا لأحد، هو ملك كل المواطنين، وليس من حق أي شخصية أن تدعي الوصاية على هذا الوطن أو على تلك المحافظة أو على تلك المديريات، نحن خلقنا أحرارا أحرارا في هذا الوطن، وناضلنا ضد الاستعمار من أجل أن نكون أحرارا، وناضلنا من أجل الوحدة، من أجل أن نتوحد ونكون قوة نواجه كل أنواع التحديات، قوتنا في وحدتنا، قوتنا في أمننا، قوتنا في استقرارنا، تنميتنا في وحدتنا، لا تنمية بدون أمن واستقرار.

أشاهد الطرق التي شقت من عدن إلى أبين، ومن أبين إلى حضرموت في السبعينات أصبحت إلى جانب الطرق الجديدة مثل الكرفتة تنظر للماضي وتنظر إلى الحاضر. أنظر إلى وجه المواطن اليوم، ما أجمله، مبتسم لابس آكل شارب آمن، وصلنا إلى مرحلة الخوف عند المواطنين في بعض المحافظات نتيجة التآمر، الآن المواطنون مستقرون يأمنون على أعراضهم وعلى أموالهم، وهذا هو الأساس، الأمان هو الاستقرار الأمان هو التنمية الأمان هو الوحدة الوطنية الأمان هو الإخاء، فلننبذ ثقافة المناطقية وثقافة العنصرية ولنحاربها جميعا لأنها ثقافة رجعية قديمة، ثقافة استعمارية بحق وحقيق، وللأسف الشديد أن الاستعمار خلف لنا مخلفات سيئة في هذه المحافظات، لماذا؟. خلق كيانات.. إن ميزة الحزب الاشتراكي، أنا أقولها وأنصف الحزب الاشتراكي، إن ميزة الجبهة القومية، دعونا نقول الجبهة القومية لا الحزب الاشتراكي، الجبهة القومية عندما أمسكت بالسلطة، كان المفروض أن نعلن الوحدة في ذلك الوقت عندما رحل الاستعمار من الميناء كان المفروض تستعاد الوحدة فورا، لكن لابأس، كانت في الشمال حروب ومشاكل، ميزة الجبهة القومية أنها وحدت 22 مشيخة وسلطنة، وصرنا في كيان واحد، والآن شوف بدل الشطرين صرنا كيان واحد كيان واحد، إخاء وصفاء ومحبة ومودة، فلننمي من ثقافة المودة والمحبة والإخاء والتآخي بدل من ثقافة الكراهية والتعبئة الخاطئة، صحيح في صحف صفراء وصحف مرضية وأقلام مرضية، هنا في أي مكان في عدن في صنعاء في ذمار في تعز، هذه ثقافة القوى المتخلفة القوى التي فشلت في إدارة شؤون الدولة، كانت في الشمال أو الجنوب، وفشلت في تحقيق الوحدة اليمنية، الآن تخلق ثقافة الكراهية، الله سبحانه وتعالى خلق لنا سمع وبصر كيف كنا وكيف أصبحنا، وجود كيانين في جسم الوطن اليمني ما هو إلا مؤامرة، وجربنا عندما كنا شطرين، كان الشمال يتآمر على الجنوب، ويريد أن يحقق الوحدة في ثقافة معينة، وكان الجنوب أيضا وأراد يحقق الوحدة في ثقافة معينة، خلونا في ثقافة واحدة، ثقافة اليمن ثقافة المودة والمحبة والإخاء والصفاء.

الحوار هو الوسيلة الحضارية دون استخدام العنف والقوة والمؤامرات، أي شخص مواطن عنده قضية نتفاهم، لايمكن أن وحدة اليمن تتزعزع، وهؤلاء عندهم خيال أنهم سيأتون يوما على ظهر ذبابة المستعمر، أبعد من عين الشمس، أبعد من عين الشمس، ويفهموها من أبين يفهموها بعيد عليك أبعد من عين الشمس أنك ستأتي على ظهر ذبابة، لأن أنا واحد عميل لقوى أخرى استخبارات وبوق من أبواق المخابرات الدولية وأجي أتربع على كرسي حكم في صنعاء في عدن في أبين في كذا، أبعد عليك بعيد، عمر أي عميل ما صار زعيم وعمر أي زعيم في العالم أو شخصية تاريخية ما يكون زعيم إذا كان عميل، لأن الزعماء والقادة يأتون من هذه التربة ومن حبهم لهذا الوطن ومن ولائهم لهذا الوطن، لن يكون زعماء ولن يكونوا زعماء ولن يكونوا قادة من ينخرون في جسم وحدة الوطن، أنا أقول لهم من ينخرون في جسد وحدة الوطن عملاء وخونة ومرتزقة ويفهمون هذا الكلام والعين الآن ما أقول حمراء ولكن في وقت من الأوقات ستكون حمراء، في وقت من الأوقات إذا تجاوزوا الحدود إذا تجاوزوا الثوابت الوطنية ستكون عيون حمر مش عين الحاكم الرئيس عين كل مواطن شريف من هذا الوطن، ستكونون أنتم العيون الحمر على كل من يحاول يمس بوحدة الوطن أو يؤذي الوطن.

أكرر لكم التهاني بهذه المشاريع الإستراتيجية وبمناسبة افتتاح المجمع الحكومي هذا القصر الرائع الهائل، تحية لكم جميعا مرة أخرى وتهانينا بعيد الاستقلال الوطني الذي هو عيد كل أبناء الوطن الواحد.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى