العيد فرحة!

> «الأيام» علي محمد خديش - الحمراء / لحج

> صدى العيد يرن بأجراسه قلوب الأطفال عندما دخل الطفل مسرعاً من الخارج يسابق أحلامه، متهللاً ومستبشراًً والبسمة لا تفارق محياه، فقال: «أماه غداً يوم عيد.. أين ملابسي الجديدة؟»، فقالت له أمه: «في الداخل»..

فقال: «أريني إياها حتى أفتخر بها أمام أصدقائي، أماه لا أريد أثوابا مهلهلة، إنهم يعيروني بها.. حذاري من ذلك!!».

نظرت الأم إلى طفلها حينا بأسف وحيرة وإلى زوجها حينا آخر الذي أصابه الوجوم، وفي نفسها سؤال حائر، سبقتها دموع عينيها لتشكو الحال من قسوة الأيام، والحسرة قد تملكتها، والألم يقطع قلبها، والأب مايزال رافعا يديه إلى السماء مبتهلاً حامدا المولى عزوجل على ما هم عليه.. راضيا وقانعا بما قدر وكتب لهم.. والطفل ينظر إلى والديه مندهشاً، ولم يفهم شيئا مما يحدث أمامه، ولكن رأى الحزن قد ظهر على وجه أمه، فقال لها :«لماذا تبكين يا أماه، هل أصابك شيء؟».

قالت: «لا.. بل ذكرت شيئا أحزنني»، فقال: «ومالك تحزنين في يوم العيد والعيد فرحة؟!»، انطلق مهرولاً إلى الخارج تاركاً صدى العيد يرن في أركان المنزل المليء بالأحزان، وكله أمل في الغد وهو يعيش في أحلام طفولته البريئة.. ثم عاد سائلاً: «أبتي.. هذه المرة هل ستذبح لنا دجاجة كما في المرة السابقة؟!».

قال الأب: «نعم يابني.. لأن الخروف مازال صغيراً ولم يبلغ سن الذبح!».. ابتلع الطفل كلام أبيه، وطوى أحزانه في جوفه ونام يحلم بفرحة العيد السعيد!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى