غزة.. معاناة شعب تتجدد

> «الأيام» إبراهيم أحمد بامفروش/عدن - المعلا

> يحل علينا عيد الأضحى بعد يوم غد، وغزة تحت الحصار منذ 16 شهرا.. مليون ونصف ملسم يعيشون في حصار، ويقصفون ويقتلون باستمرار، المرضى والجرحى لايستطيعون السفر للعلاج، والطلبة لايستطيعون الخروج لمواصلة دراستهم، والمقيمون في الدول العربية لايستطيعون العودة، نفدت جميع السلع والمواد التشغيلية، فأغلقت المصانع أبوابها، وانتشر الفقر والحرمان.

هؤلاء جزء من الجسد الإسلامي، فلماذا يسكت المسلمون على تعمد إصابته بالشلل؟ ولماذا يعزلون عن إخوانهم، ما ذنب هذا الشعب وما هي جريمته حتى يتعرض لهذه المعاملة الظالمة؟!.. الحرص على منهج الإسلام ومواجهة الاحتلال والصمود أمام المؤامرة الكبرى لتضييع فلسطين والاستسلام للعدو هو ذنب هؤلاء الأبطال.

إلى متى نقف صامتين، ونحن نسمع أصوات المستغيثين من أبناء غزة، وهم يصرخون فينا: أنقذونا من عدو لايعرف إلا لغة الدم ويطرب لصوت الرصاص ويتلذذ بصرخات الأطفال ويعيش على رؤية الأشلاء؟!. ملعون ذلك الصمت الذي يجعلنا أمواتا لا أحياءً، أذلاء لا أعزاء، خانعين مستسلمين متمسكين بحبل السلام المزعوم.

علينا كعرب ومسلمين أن نراجع مواقفنا جميعاً ونحدد أهدافنا من جديد، فالواقع يؤكد أننا أمة استخف بها أعداؤها، فتارة يقتلون أبناءها ويهتكون أعراضهم، وتارة ينالون من مقدساتها ورسولها وقرآنها، وتارة يدبرون لاغتيالنا فكريا واقتصادياً واجتماعياً، وكأننا نعيش في غيبوبة.

إن الفريضة التي يؤديها المسلمون في غزة وفلسطين نيابة عن سائر المسلمين توجب على المسلمين ألا يقفوا موقف المتفرجين.

فيا أمتنا هل سنحطم جدار العزلة، ونزيل من واقعنا الصمت اللعين ونوحد الصف حكاماً ومحكومين، مسطرين من جديد سطورا من نور في صفحات تاريخنا المشهود له بالعدل والحرية في التعامل مع كل البشر بمختلف معتقداتهم وأجناسهم، مصلحين ميزان القوة في عالمنا أم سنسير في ذلنا ونخضع لعدونا ونغرق في دم شهدائنا.. وإذا لم نتشرف بالقيام بالواجب، فإننا إنما نلحق الضرر بأنفسنا، ونستنزل المزيد من العقوبات والأزمات، وسوف يفرج الله عن الصامدين الصابرين المرابطين، قال رسول الله [ :«لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى