> عدن «الأيام» خاص :

الفائز بالجائزة الكبرى (شقة) في مكان عمله أمس بكريتر محافظة عدن
ففؤاد كان قد قدم منذ عامين إلى عدن (كريتر) ليعمل في بيع (الشاي) عبر صندوقه الصغير الواقع قرب مطعم ريم بعدن مجاورا لملك المانجا، وظل يكد ليلا ونهارا لتوفير لقمة العيش له ولأطفاله الثلاثة البعيدين عنه.
وقرار تركه عائلته في تعز (مقبنة) بشمير «ليس بالهين على أب وزوج لكنها قسوة الحياة»، ولأنه لا يقوى على إيجار المسكن، فإيجار الغرفة الواحدة عشرة آلاف ريال - كما يقول - فما حال منزل بأكمله.
وكان من المستحيل أن يفي دخل بيع الشاي في توفير لقمة العيش وإيجار السكن، فبقي يعمل ويسانده أحد أشقائه بينما الثالث فضل البقاء بتعز يعمل هناك ليتمكن الأشقاء الثلاثة من أصل ثمانية من إعالة عائلتهم.
قصة المشاركة
حب الكرة اليمنية دفع الكثير من أبناء عدن بل والمحافظات على متابعتها، وكان فؤاد أحد الشغوفين بها تاركا ساعة العصرية صندوق الشاي وأكوابه لأخيه حتى يعود وبيده كوبون المشاركة حاملا الأمل بالفوز بقلبه ومستمتعا بالكرة بعينيه.
يقول الشميري: «لقد شاركت العام الماضي بثمانية كوبونات ولكني لم أفز ولم يدخل اليأس قلبي بل هرعت هذا العام للمشاركة مجددا بتسعة كوبونات وقلت سبحان الله قد أفز!، ومع ذلك كنت في دخيلتي أستبعد الفوز وقررت أن أتابع متعة المباريات وأترك صندوق الشاي مواظبا على المتابعة والمشاركة.
وفي صباح اليوم (أمس) السبت طالعت الصفحة في «الأيام» لكن النظر خذلني، ولم أدقق في رقم الكوبون الفائز وطويت الجريدة وناولتها صديقي جلال بائع (الحلاوة) وفجأة بشرني بفوزي بالجائزة الأولى في المسابقة (شقة)، مما جعل الفرح يغمرني بصورة لم أعرفها من قبل، فجئت طائرا إلى «الأيام»، دون أن أخبر أهلي». وأضاف: «وحين طلب مني هويتي اتصلت بشقيقي ليحضر البطاقة الانتخابية لأني أضعت بطاقتي الشخصية، حينها عرف شقيقي وهو سيخبر أهلي».
فرحة من حوله
قال:«بالطبع أنا سعيد أن يتحول حلم الاستقرار مع أسرتي إلى واقع خاصة وإيجارات الشقق غالية وأهلي اليوم فرحين، كما رأيت الفرحة في عيون أصدقائي، وإنني أهدي خالص شكري لـ«الأيام» والقائمين عليها لأنها تمثل فعلا (النزاهة) وما فوزي إلا خير دليل على أمانة القرعة وأقول للقائمين عليها شكرا وكل عام وأنتم وكل اليمن بخير».