مهلاً أصحاب المدونات
> «الأيام» عبدالناصر النخعي:
> لكل لغة مقاييس يقوم على أساسها الحكم بالصحة أو الخطأ، ومن هذه المقاييس المقياس الاجتماعي الذي يفرضه المجتمع اللغوي على الأفراد المتحدثين.
والخطأ في اللغة قد يكون في الصوت كالذين يقلبون الذال زاياً (جذع/ جزع)، أو يقلبون العين همزة (علي/ ألي).. وقد يكون الخطأ في تصريف الكلمة كقول بعضهم (تجرُبة) بضم الراء والصواب بكسرها...وقد يكون الخطأ نحوياً أو لغوياً أو دلالياً.. إلخ.
وقد شاع اللحن بين العرب وذاع وقويت شوكته وانتشر في أوساط الطلاب والمتعلمين والمثقفين، ومن بين هؤلاء المثقفين أصحاب المدونات الذين يكتبون على الشبكة العنكبوتية العالمية، فمن يطالع هذه الكتابات ويقرأ ما فيها يصاب بالحسرة والأسى لما وصل إليه العرب وأبناؤهم من تضييع وتفريط بلغتهم، ومن تعطيل لوسيلة اتصالهم، ونجد أن هؤلاء الكتاب (المدونين) الذين يفترض أنهم نخبة المجتمعات العربية يقعون في أخطاء إملائية ولغوية وصرفية ونحوية لا يقع فيها صغار الطلاب من أصحاب التعليم الأساسي.
ففي الوقت الذي يفرط فيه العرب في لغتهم نسمع ونقرأ ما تقوم به أمم كثيرة على هذه البسيطة من أعمال مشاريع لإحياء لغاتهم وألسنتهم التي قد درست واضمحلت، وتتبنى بعض الحكومات والشعوب مشاريع تثبيت لغاتهم في شئون الحياة كافة ولا تحصرها في المدارس والجامعات، حتى أنك ترى العوام في الشوارع والأسواق يعتزون بلغاتهم وألسنتهم ولا يخاطبون أحداً إلا بلغتهم.
أما العربي اليوم فتراه يطير فرحاً، ويقيم الدنيا ولا يقعدها إذا حفظ جملة يسيرة بلغة إنجليزية أو فرنسية أو ألمانية مثلاً.
وهاك قصة واقعية تدل على اعتزاز الغرب بلغتهم فلا يريدون أحدا أن يخاطبهم إلا بها، فهؤلاء الأسبان الذين كانوا فيما سبق ينشدون تعلم العربية ويسعون حيثياً لإتقانها أصبحوا اليوم يتعصبون للأسبانية ليس غير، وإن كان الواحد منهم يتقن أربع لغات أو خمساً.
والقصة التي أستشهد بها يقصها لنا الأستاذ إبراهيم فرغلي أحد كتاب مجلة العربي الكويتية، وما حدث له عند زيارته سرقسطة الشهر المنصرم.. فقد لاحظ أن الأسبان يرفعون شعاراً كلهم يعملون على تطبيقه «الأسبانية أولاً وأخيراً» فيقول:
«منذ وطأنا مطار مدريد ونحن نحاول أن نتفاهم بلغة وسيطة هي الإنجليزية، لكن الحاصل أننا لم نفلح إلا في استخدام لغة الإشارة، والتنبؤ بما قد توحي به كلمة أو أخرى مما ينهال به على أسماعنا كل من توجهنا إليه بسؤال، لا فرق في ذلك بين موظف المطار، أو موظف تغير العملة، أو المارة من الشباب والفتيات أو سائقي التاكسي، فهم جميعاً يتفقون على شعار واحد وبلا اتفاق مسبق «الأسبانية أولاً وأخيراً».
وفي مقهى المحطة كان من السهل الإشارة للفتاة الشقراء بما أريد وبالسهولة نفسها أحضرت ما طلبناه، لكن الصعوبة تمثلت في إبلاغي بالمبلغ الذي يجب أن أدفعه لها، فلا هي رضيت أن تسمع مني بالإنجليزية ولا أنا فهمت ما تقوله هي بالأسبانية» انتهى كلامه.
وهنا أقف وأستوقف كل ناطق بالضاد، وأقول له: إلى متى ونحن نحمل معاولنا لهدم لغتنا؟!
والخطأ في اللغة قد يكون في الصوت كالذين يقلبون الذال زاياً (جذع/ جزع)، أو يقلبون العين همزة (علي/ ألي).. وقد يكون الخطأ في تصريف الكلمة كقول بعضهم (تجرُبة) بضم الراء والصواب بكسرها...وقد يكون الخطأ نحوياً أو لغوياً أو دلالياً.. إلخ.
وقد شاع اللحن بين العرب وذاع وقويت شوكته وانتشر في أوساط الطلاب والمتعلمين والمثقفين، ومن بين هؤلاء المثقفين أصحاب المدونات الذين يكتبون على الشبكة العنكبوتية العالمية، فمن يطالع هذه الكتابات ويقرأ ما فيها يصاب بالحسرة والأسى لما وصل إليه العرب وأبناؤهم من تضييع وتفريط بلغتهم، ومن تعطيل لوسيلة اتصالهم، ونجد أن هؤلاء الكتاب (المدونين) الذين يفترض أنهم نخبة المجتمعات العربية يقعون في أخطاء إملائية ولغوية وصرفية ونحوية لا يقع فيها صغار الطلاب من أصحاب التعليم الأساسي.
ففي الوقت الذي يفرط فيه العرب في لغتهم نسمع ونقرأ ما تقوم به أمم كثيرة على هذه البسيطة من أعمال مشاريع لإحياء لغاتهم وألسنتهم التي قد درست واضمحلت، وتتبنى بعض الحكومات والشعوب مشاريع تثبيت لغاتهم في شئون الحياة كافة ولا تحصرها في المدارس والجامعات، حتى أنك ترى العوام في الشوارع والأسواق يعتزون بلغاتهم وألسنتهم ولا يخاطبون أحداً إلا بلغتهم.
أما العربي اليوم فتراه يطير فرحاً، ويقيم الدنيا ولا يقعدها إذا حفظ جملة يسيرة بلغة إنجليزية أو فرنسية أو ألمانية مثلاً.
وهاك قصة واقعية تدل على اعتزاز الغرب بلغتهم فلا يريدون أحدا أن يخاطبهم إلا بها، فهؤلاء الأسبان الذين كانوا فيما سبق ينشدون تعلم العربية ويسعون حيثياً لإتقانها أصبحوا اليوم يتعصبون للأسبانية ليس غير، وإن كان الواحد منهم يتقن أربع لغات أو خمساً.
والقصة التي أستشهد بها يقصها لنا الأستاذ إبراهيم فرغلي أحد كتاب مجلة العربي الكويتية، وما حدث له عند زيارته سرقسطة الشهر المنصرم.. فقد لاحظ أن الأسبان يرفعون شعاراً كلهم يعملون على تطبيقه «الأسبانية أولاً وأخيراً» فيقول:
«منذ وطأنا مطار مدريد ونحن نحاول أن نتفاهم بلغة وسيطة هي الإنجليزية، لكن الحاصل أننا لم نفلح إلا في استخدام لغة الإشارة، والتنبؤ بما قد توحي به كلمة أو أخرى مما ينهال به على أسماعنا كل من توجهنا إليه بسؤال، لا فرق في ذلك بين موظف المطار، أو موظف تغير العملة، أو المارة من الشباب والفتيات أو سائقي التاكسي، فهم جميعاً يتفقون على شعار واحد وبلا اتفاق مسبق «الأسبانية أولاً وأخيراً».
وفي مقهى المحطة كان من السهل الإشارة للفتاة الشقراء بما أريد وبالسهولة نفسها أحضرت ما طلبناه، لكن الصعوبة تمثلت في إبلاغي بالمبلغ الذي يجب أن أدفعه لها، فلا هي رضيت أن تسمع مني بالإنجليزية ولا أنا فهمت ما تقوله هي بالأسبانية» انتهى كلامه.
وهنا أقف وأستوقف كل ناطق بالضاد، وأقول له: إلى متى ونحن نحمل معاولنا لهدم لغتنا؟!