> لقي 55 مصريا مصرعهم أمس الأحد عندما انحرفت حافلة كانت تقلهم عن الطريق وسقطت في ترعة الابراهيمية وذلك على مسافة 200 كلم جنوب القاهرة وهو اسوا حادث سير تشهده مصر منذ عشرين عاما وذلك منذ الحادث الذي قتل فيه 63 شخصا عام 1987 عندما صدم قطار حافلة في ضواحي القاهرة.

واكد مسؤول امني لوكالة فرانس برس ان "55 راكبا بينهم طلاب وموظفون قد قتلوا". واوضح ان عدد الضحايا قد يزداد

وقال هذا المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان الحافلة انحرفت عن الطريق وهوت في هذه الترعة الكبيرة اثناء محاولتها تفادي سيارة نقل كانت قادمة في الاتجاه المعاكس.

وافاد شهود ان الحافلة التي كانت متوجهة من المنيا في صعيد مصر الى بني سويف جنوب القاهرة سقطت في ترعة الابراهيمية المحاذية لوادي النيل قرب قرية دهروط على مسافة 200 كلم جنوب القاهرة وذلك عندما حاول سائقها تفادي عربة نقل تسير في الاتجاه المعاكس.

وتوجهت نحو عشرين سيارة اسعاف الى المكان كما هرع قرويون للمساعدة في اخراج الجثث من بين حطام الحافلة التي استقرت في قاع ترعة الابراهيمية.

وافادت مصادر طبية ان جميع الضحايا ماتوا غرقا قبل ان يتمكن احد من انقاذهم.

وما زالت فرق الانقاذ تحاول انتشال جثث اخرى من المياه. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الحافلة كانت تقل سبعين راكبا.

وقالت نهاد عياد وهي من الذين نجوا من الحادث لوكالة فرانس برس "لقد كنت في الحافلة وفجاة سمعت صرخات وبكاء".

واوضحت انها تمكنت من الخروج من الحافلة قبل سقوطها في ترعة الابراهيمية وذلك بالخروج من احدى النوافذ المحطمة.

بينما اتهم ميخائيل حنا وهو طالب كان في الحافلة المنكوبة السائق بانه كان يقود الحافلة بسرعة كبيرة جدا.

واكد مفتش لوكالة فرانس برس ان الحافلة كانت تحمل عددا اكبر من طاقتها لان عدد مقاعدها لا يزيد على الخمسين.

وكانت الحافلة التي تملكها شركة نقل خاصة قد انطلقت في وقت مبكر في الصباح من المنيا وهي من المدن الرئيسية في صعيد مصر في طريقها الى بني سويف التي تقع الى الجنوب من القاهرة.

ونقل عشرة من المصابين الى مستشفيات في المنطقة حسبما ذكر المسؤول الامني.

واعتقل سائق سيارة النقل الذي يعتقد بانه تسبب في الحادث وسائق الحافلة الذي نجا من الموت في مركز للشرطة في بلدة مغاغة المجاورة لاستجوابهما حول ملابسات الحادث.

واكد محافظ المنيا اللواء احمد ضياء الدين ان هذا الطريق الرئيسي "اصبح بالغ الخطورة" وطالب بوضع حواجز واقية بين الطريق وبين ترعة الابراهيمية.

ووعد بدفع تعويضات الى اسر الضحايا بواقع عشرة الاف جنيه مصري (حوالي 1350 يورو) عن كل قتيل.

وتعد الطرق المصرية من بين الطرق الاكثر خطورة في العالم حيث ان قواعد السير تنتهك باستمرار.

وتتسبب حوادث السير وكذلك سوء صيانة السيارات في مقتل نحو ستة الاف شخص واصابة ثلاثين الفا اخرين بجروح كل سنة في مصر حسب وزارة النقل .

وفي الاسبوع الماضي قتل 15 تلميذا قبطيا واصيب 24 اخرون عندما انقلبت الحافلة التي كانت تقلهم على مسافة 30 كلم جنوب غرب القاهرة خلال رحلة نظمتها كنيستهم.

وفي اب/اغسطس الماضي بدأ العمل بقانون جديد للسير في مسعى لتحسين السلامة على الطرقات ولكن دون نتيجة تذكر حسبما يرى خبراء في الطرق.

وتقع كل عام حوادث سير عديدة قاتلة يقتل فيها سائحون على الطرق الرئيسية في وادي النيل او بمحاذاة الساحل في البحر الاحمر.

ووقعت مؤخرا حوادث عدة ذهب ضحيتها سياح.

وفي تشرين الاول/اكتوبر قتل ستة سياح بلجيكيين واصيب 26 اخرون بجروح في جنوب مصر عندما فقد سائق السيطرة على حافلته مما ادى الى انقلابها عدة مرات..

وفي منتصف ايلول/سبتمبر لقى 12 شخصا حتفهم بينهم ستة سياح اجانب من هولندا وروسيا واوكرانيا في اصطدام حافلة بشاحنة في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق).

وقبل بضعة ايام من ذلك قتل ثلاثة سياح ايطاليين واصيب خمسة اخرون بجروح على احد طرق سيناء.

وفي ايار/مايو قضى ثمانية اشخاص حرقا في حادث تعرضت له حافلة سياح من اوروبا واميركا الشمالية في سيناء.