وقفة نقدية محايدة! .. الكلاسيكو بلون (البرشا).. والفريق الملكي لم يفقد احترامه

> «الأيام الرياضي» حسين يوسف:

>
لم تهدأ أحاديث الناس والرياضيين بمختلف ميولهم وانتماءاتهم عن لقاء (الكلاسيكو) بين ريال مدريد وبرشلونة، ضمن لقاءات الدوري الأسباني لكرة القدم إلا بعد انتهاء المباراة في صبيحة يوم أمس الأحد..أينما تذهب كان الكلام والنقاش يدوران حول هذا اللقاء الكلاسيكي، ومن هو الفريق الذي سيفوز بنتيجته: الفريق الكاتالوني أم الفريق الملكي؟

ولقد جرت المباراة في ظل أجواء عصيبة كان يعيشها فريق ريال مدريد أدت إلى هبوطه إلى المركز الخامس في ترتيب فرق الدوري الأسباني، واتساع الفارق النقاطي بينه وبين فريق برشلونة إلى تسع نقاط كاملة.. وفي الجانب الآخر بدت أمور الفريق الكاتالوني (طيبة جدا) بعروضه الجميلة وانتصاراته المثيرة التي اعتلى بها القمة.

الإصابات المتكررة..الأداء المهزوز.. الهزائم والتعادلات..الاضطرار لتغيير المدرب.. كلها عوامل تداخلت وعصفت بأحلام الفريق الملكي، وأقلقت جماهيره التي دخلت مباراة (الكلاسيكو) وهي على أعصابها، ليس خوفا على نتيجة المباراة وإنما خشية من نتيجة ثقيلة على يد برشلونة (المنتفض) الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره..لكن ذلك لم يحدث!..فاز برشلونة (2/صفر) بعد أداء هجومي لم يتوقف طوال شوطي المباراة المثيرة، لكن ريال مدريد بالمقابل قدم مباراة (محترمة) ولم يتعرض للهزيمة (القاسية) التي خافت منها جماهيره.

لقد وضع مدربه الجديد (خواندي راموس) خطة لعب محكمة للفريق الملكي، أدت إلى إيقاف الزحف الكاتالوني وأخرت فوزه إلى د(83) من عمر المباراة..وتمثلت هذه الخطة أساسا في التركيز على الدفاع الإيجابي من وسط الملعب في المقام الأول، مع مراقبة اللاعبين الخطرين في برشلونة، والاعتماد بعد ذلك على الهجمات المرتدة وخطف هدف مباغت «يلخبط» حسابات المدرب (جوزيب كوارديولا)..وهو ما كان سيحدث بالفعل لو تمكن اللاعب الهولندي (دايتي) من استغلال انفرادة (العمر) التي تحصل عليها خلال الشوط الأول من اللقاء.

أما فريق برشلونة فقد واصل - كعادته في هذا الموسم - هجومه الكاسح على مرمى الحارس (كاسياس) الذي تألق كثيرا في هذه المباراة وبرز الفريق في الشوط الثاني تحديداً بعد أن تخلص نجم الوسط (شافي) والظهير الأيمن (داني الفيس) من سلبيتهما التي ظهرا بها في الشوط الأول، وأثبت (بايول) أنه القلب النابض للبرشا..كما تألق ميسي كالعادة رغم كل العنف الذي تلقاه من لاعبي الريال..وكشر الأسد الكاميروني عن أنيابه في أحداث الشوط الثاني، حيث (بصم) على الهدف الأول مستغلا التمريرة الرأسية من (بايول) المشارك في الهجوم.. ولن أتحدث عن الهدف الثاني لأنه بصراحة صناعة (هنرية) وماركة (ميسية).

انتصر برشلونة واعتلى قمة الدوري الأسباني، وانهزم ريال مدريد متعرضا لثالث هزيمة متتالية بعد هزيمتي خيتافي وإشبيلية..فهل حسم الفريق الكاتالوني الأمور واقترب من إحراز بطولة الليجا؟.

لا نستطيع أن نقول ذلك، لأن المشوار ما يزال طويلا، والدوري ما يزال في مرحلته الأولى، ومظاهر الإثارة لم تنته بعد..وريال مدريد «قد يمرض ولكنه لا يموت» كما يقول مناصروه ومؤيدوه..كما أنه لا يحق لنا أن نلغي حظوظ وآمال وتطلعات فرق الصدارة حاليا - بعد البرسا - مثل (فياريال، فالنسيا، وإشبيلية)..وجميعهم متقدمون على الفريق الملكي..وحتى إشعار آخر.

ضحية تصريحه

المدرب المقال (شوستر) ليس مدربا سيئا..لكن الظروف الصعبة عصفت به، وخاصة كثرة الإصابات في الفريق الملكي، وهو قد اتهم - قبل إقالته - مدرب اللياقة البدنية بأنه سبب هذه الإصابات المتتالية في صفوف الفريق..وعلى فكرة كثرة الإصابات مرجعها الأساسي هو «سوء إعداد اللاعبين» بدنيا ولياقيا.

وهذا الكلام يفهمه المدربون والمختصون «الفنيون» في عالم كرة القدم والرياضة بشكل عام.

عموما المدرب الألماني (شوستر) هو ضحية التصريح الصحفي الذي أدلى به عقب انتهاء مباراة إشبيلية وريال مدريد عندما قال:«إن ريال مدريد لا يستطيع أن يفوز على برشلونة في مباراة الكلاسيكو في برشلونة»..وهذا التصريح هو الذي عجل باتخاذ قرار إقالته من قبل رئيس النادي الملكي..نعم إن الأخير كان يصرح باستمرار بأن «إقالة المدرب غير واردة» لأننا لانزال في بداية الموسم الكروي والفريق سيتخطى عثراته بعد تشافي اللاعبين من إصاباتهم المؤثرة.

فما الذي سيقدمه المدرب الأسباني الجديد لريال مدريد الذي قال عقب انتهاء لقاء الكلاسيكو مساء أمس الأول:

«نتيجة مباراتنا أمام برشلونة هي انعكاس لما كان يحدث على أرض الواقع، وكان أملنا أن نفاجئ الفريق المنافس بأهداف مضادة من هجماتنا المرتدة..لكن ذلك لم يحدث».

أما مدرب البرسا فقال:«فوزنا على ريال مدريد كان أمرا مهما جدا، لأن الكلاسيكو لا يرتبط بالنقاط الثلاث فقط وإنما يرتبط بأشياء واعتبارات أعمق وأكثر أهمية..ولهذا نحن سعداء جدا بهذا الفوز التاريخي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى