فضيحة في الاحتفال الفني بالعيد الوطني الـ(30 من نوفمبر) بعدن.. الطبل في عدن والشرح في صنعاء ..!!

> «الأيام» مختار مقطري:

> مساء الإثنين الماضي 12/2 وعلى منصة باستاد (22 مايو) بعدن نظم المجلس المحلي ومكتب الثقافة بعدن حفلاً فنياً بمناسبة العيد الـ(41) للاستقلال الوطني حضره عدد من المسؤولين، وماحدث في الحفل فضيحة كارثية بكل المقاييس وعيب كبير لايليق بعظمة المناسبة ولا بالأخلاق الفنية ولاتستحقه عدن الفن والثقافة، فمن المخجل والمشين أن يقوم مغنون وموسيقيون بخداع الجمهور والاستهزاء به، بل وأن يفرضوا أنفسهم في حفل ويصروا على افتتاحه، فلم تكن الفرقة الموسيقية التابعة لمكتب الثقافة بعدن -على الأقل- تعلم بمشاركة فرقة الموسيقى والكورال لوزارة الثقافة إلا قبل يوم فقط من موعد الحفل مما يعني عدم وجود تنسيق كافٍ يضمن لها الاستعداد بفقرات فنية مناسبة والعلم بموعد بدء فقراتها، وماحدث أن أعضاء فرقة وزارة الثقافة صعدوا إلى منصة الحفل بمجرد افتتاحه وأصروا على أن تكون فقرتهم اليتيمة هي الفقرة الأولى دون اعتبار لأن فرقة عدن هي صاحبة الحفل، ودون التزام بأخلاقيات الفن وآداب الزمالة واحترام مشاعر الآخرين ليخضع أصحاب الحفل لشعار (احترام الضيوف)، ولكن المصيبة الفضيحة والكارثة المهزلة أن فرقة وزارة الثقافة التي ضمت عدداً كبيراً من العازفين ومن المغنين بقيادة الفنان عبدالباسط الحارثي.. قدمت فقط أنشودة طويلة من كلمات محمد حسين الجحوشي وألحان الفنان الكبير أحمد بن غوذل من خلال (سي دي) فيه تسجيل للأنشودة أي أنهم صعدوا إلى المنصة ليخدعوا الجمهور المشارك في الحفل بأنهم يعزفون ويغنون ثم ليخدعوا بعد ذلك الملايين من متابعي قناة (يمانية) الفضائية التي بثت الحفل مساء الخميس 12/4 .

لماذا يحدث ذلك وما الهدف منه؟ ومن المسؤول الذي تولى التنسيق مع فرقة وزارة الثقافة؟ ولماذا هذا الافتتاح الفض لحفل تنظمه وتحييه عدن في عيد الاستقلال؟ ولماذا الكذب على الناس بفقرة فنية من (سي دي)؟ ولماذا الإصرار على أن تكون فقرة الافتتاح؟ في حين أن فرقة عدن هي المشارك الرئيس في الحفل واستعدت ببروفات مضنية لإحيائه؟ ولماذا وافق موسيقيون ومغنون من عدن على المشاركة في هذه المهزلة؟ يلعن أبوها لقمة اللي تخلي الفنان يكذب على الجمهور !

وكان للإشراف الفني على الفقرات الفنية لفرقة عدن من قبل الفنان أنور مبارك والشاعر عبدالرحمن إبراهيم دور في إنجاحها وكان للماسيترو الفنان أنور مصلح دور بارز في هذا النجاح ليس كقائد للفرقة الموسيقية فقط ، ولكن لما يمتلكه من خبرة طويلة في الاستعداد لإحياء حفل فني وقدرته في التوجيه والتلقين وضبط الإيقاع والآلات الموسيقية و الأصوات المشاركة.

وبالعودة إلى الفضيحة .. نشرت صحيفة رسمية تصدر بصنعاء خبراً عن الحفل حافل بأكاذيب تبدأ من العنوان (وزارة الثقافة تحيي حفلاً بمناسبة عيد الاستقلال بعدن) .. كيف أحيت هذا الحفل! أحيته بـ (سي دي) .. وتجشم ذلك العدد الكبير من العازفين والمغنين والمسؤولين عناء السفر من صنعاء إلى عدن لتوصيل (سي دي) كان بإمكان وزارة الثقافة إرساله عبر باص (الرويشان) ودون شك أن ميزانية كبيرة صرفت على بروفات لم تتم وأجور لعازفين لم يعزفوا ولمغنين لم يغنوا، لكن عنوان الخبر سلب جهود المجلس المحلي ومكتب الثقافة بعدن التي بذلت لإنجاح الحفل إلى جانب جهود الفرقة الموسيقية التابعة للمكتب وجهود الفنانين وهم وحدهم الذين أحيوا الحفل بعزف حقيقي وأصوات غنت بالفعل، ومضى الخبر في كذبه ليجعل منهم جميعاً مجرد مشاركين في الحفل بل مضى إلى أبعد من ذلك حين ذكر أن الفنان نجيب سعيد ثابت غنى في الحفل أغنية (الحب والتسامح) كلمات عباس الديلمي ولحن أحمد بن غوذل في حين أن نجيب لم يغن في الحفل وكذا أبوبكر عوض أحمد، كما ذكر الخبر أسماء الفنانين من عدن المشاركين الحقيقيين في الحفل بعد اسمي نجيب وأبوبكر اللذين لم يغنيا بل حضرا من صنعاء مع فرقتهما الموسيقية. وماهو أنكى في الخبر أن التوليفة الغنائية الرائعة التي أعدها المايسترو الفنان المبدع أنور مصلح من أغنيات مختارة بموهبة فنية كبيرة ودراية علمية بالمقامات الموسيقية من عدد من أغنيات الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، واختار لها عنوان (الوفاء) .. حتى هذه اللوحة الجميلة نسبت في الخبر لفرقة الإنشاد الوطنية بقيادة الفنان عبدالباسط الحارثي وهذا كذب .. لأن فرقة الإنشاد التابعة لمكتب الثقافة بعدن هي التي أدت لوحة (الوفاء) وعزفت لها فرقة مكتب الثقافة بعدن الموسيقية التي قادها باقتدار الفنان أنور مصلح، لكن الخبر اكتفى بذكر فرقة عدن كمصاحب فقط للفنانين وتقديم مقطوعات موسيقية أخرى، وكانت فعلاً فقرات فنية متميزة، فعلى الأقل كانت فقرات فنية لا كذب فيها ولا خداع وإنما فقرات فنية نجحت لأن جهوداً بذلت لإنجاحها .. وهكذا سلب الخبر كل الجهود التي بذلتها عدن ممثلة بالمجلس المحلي ومكتب الثقافة وفنانيها وعازفيها وأعطاها لفرقة وزارة الثقافة التي شاركت بـ (سي دي).. سيدي ياسيدي ! وهكذا كان الطبل في عدن والشرح في صنعاء .

إنها كارثة أن يتم خداع الجمهور بغناء مزيف وعزف كاذب، ومهزلة كارثية أن يتم ذلك في حفل وطني، ومهزلة حقيقية لو أن الـ(سي دي) كان فيه تلف وتوقف فجأة، ومهزلة أن نسمع زقزقة عصافير في المساء وخرير مياه في حين أن مياه المملاح بعدن لا خرير لها ، ومهزلة أن نسمع صوت نصر دحمان وهو غير موجود في الحفل، فماذا لو متآمر انفصالي سرق الـ(سي دي) ووضع بدلا منه (سي دي) آخر لنجد المنشدين التابعين لفرقة وزارة الثقافة يحركون شفاههم مع أغنية (حسيبك للزمن) لأم كلثوم أو (السح الدح امبو.. الواد طالع لابوه) لأحمد عدوية أو أغنية المنولوجست فؤاد الشريف (ياناس حلوا المشكلة مابين أمي والمرة).. أو أغنية (غدارين) لمحرم فؤاد، أو أغنية تمجد عظمة الملكة فيكتوريا وتاريخ بريطانيا العظمى في حفل أقيم للاحتفال بعيد الاستقلال الوطني من الاستعمار البريطاني .. إن ماحدث يترجم فعلاً عدم الشعور بالمسؤولية وعدم احترام الناس فهل من محاسبة؟ أشك في ذلك و(سيبك ياقلبي سيبك) كما تقول شادية !

ورغم البراعة، إلا أن الكذبة لم تنطلِ على الجمهور ولنفرض أنها انطلت وأعجب أحد المسؤولين الحضور بالعمل الفني هذا فأمر بمنح فريق العمل مكافآت مادية سخية، فهل كانوا سيستلموها بضمائر مستريحة وقلوب مطمئنة وبينهم عدد غير قليل من الموسيقيين والمغنين لم يشاركوا حتى في تسجيل الـ(سي دي)؟

وهل يستحق المكافأة عازف ظل نحو عشرين دقيقة يخدع الجمهور بأنه يعزف فعلاً ليستولي على حقوق يستحقها عازف آخر؟

وهل يستحق المكافأة مغنٍ وقف أمام الجمهور يحرك شفتيه على صوت الفنان نصر دحمان ؟

هل بلغ استخفاف بعض الفنانين بل واستخفاف بعض المسؤولين بوزارة الثقافة بالجمهور هذا الحد المخجل والمستهتر بمشاعر الناس وهم يحتفلون بواحد من أعظم أعيادهم الوطنية ؟ لتأتي فرقة وزارة الثقافة وهي غير مستعدة لتزاحم فرقة مكتب الثقافة وفناني عدن في حفل استعدوا له جيداً وبذلوا الجهود لإنجاحه بقيادة الفنان القدير أنور مصلح، ولاهدف لها غير ابتلاع ميزانية كبيرة والفوز دون وجه حق بمكافآت سخية كانت متوقعة من مسؤول، بعد أن أشيع أن الحفل ستحضره شخصية كبيرة بل كبيرة جداً في الدولة.

عيب .. عيب .. عيب ..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى