بوش يتوقع "أياما عصيبة قادمة" في أفغانستان

> كابول «الأيام» د.ب.أ :

>
أثنى الرئيس الأمريكي جورج بوش على التقدم الذي أحرزه المجتمع الدولي في أفغانستان بعد سقوط نظام طالبان ولكنه قال إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ستواجه "أياما عصيبة قادمة" في معركتها ضد "الإرهاب".

ووصل بوش إلى أفغانستان في وقت مبكر من صباح أمس الإثنين في زيارة وداع مفاجئة أكد خلالها التزام بلاده بإقامة ديمقراطية مستقرة في البلاد، وذلك في وقت تشهد فيه أفغانستان ارتفاع معدلات العنف.

والتقى بوش ، الذي تنتهي فترة ولايته خلال خمسة أسابيع ، الرئيس الأفغاني حامد كرازاي وتفقد القوات الأمريكية المنتشرة في البلاد خلال الزيارة التي أحيطت بسرية شديدة في وقت تواجه فيه أفغانستان وحلفاؤها الأجانب تمردا متزايدا من جانب حركة طالبان وشبكة القاعدة.

وقال بوش للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كرازاي في القصر الرئاسي الحصين بكابول إنه لا تزال هناك "تحديات صعبة" في أفغانستان بعد سبعة أعوام من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد بأوامر منه وانتهى بالإطاحة بنظام طالبان.

وأضاف بوش متسائلا: "هل مازالت هناك أيام عصيبة قادمة؟" ورد قائلا: "نعم بلا ريب ولكن الظروف أفضل كثيرا في أفغانستان عما كانت عليه عام 2001 وهي أفضل بلا ريب ودون أدنى شك".

وقال: "هناك طالبان التي تريد أن تنتقم .. تريد استعادة السلطة. وهي لا يمكنها تحمل فكرة (وجود) مجتمع حر. إنها (طالبان) مهلكة وقاسية بلا ريب".

من جانبه صرح كرازاي بأن بلاده لم تكن لتحقق "التقدم الضخم" الذي وصلت إله دون مساعدة الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين.

وقال الرئيس الافغاني: "القرار في أفغانستان هو أن نواصل تعاوننا مع المجتمع الدولي حتى نتغلب على الإرهاب والتطرف والتهديد الذي يمثلانه بالنسبة لنا ولجيراننا وباقي العالم".

وأضاف: "لن تدع أفغانستان المجتمع الدولي يتركنا قبل أن نقف تماما على أقدامنا وقبل أن نمتلك القوة الكافية للدفاع عن بلادنا وقبل أن نكون أقوياء بشكل كاف لتحسين اقتصادنا".

يذكر أن مسلحي طالبان تزداد قوتهم بصورة مطردة ووسعوا نطاق سيطرتهم ليشمل مناطق واسعة من أفغانستان. وتردد أنباء عن أنهم ناشطون في مناطق متاخمة للعاصمة كابول.

وفي مسعى منها لاحتواء تمرد طالبان ، أعلنت الحكومة الامريكية مؤخرا أنها سترسل 20 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.

وقال الرئيس الأمريكي في كلمة أمام الجنود الأمريكيين: "لدينا اهتمام استراتيجي وأعتقد أن لدينا اهتماما أخلاقيا برخاء أفغانستان وسلامها والديمقراطية فيها. وأيا كانت المدة التي سيستغرقها ذلك الأمر ، سنساعد الشعب الأفغاني على النجاح".

واعترف بوش خلال حديثه إلى حوالي 1000 جندي أمريكي في قاعدة باجرام الجوية خارج كابول بأن هدف إقامة ديمقراطية مزدهرة في أفغانستان عملية "صعبة وطويلة" ولكنه أضاف: "نريد إرساء أساس السلام للأجيال القادمة".

وكان بوش قد وصل إلى أفغانستان قادما من بغداد في ختام زيارة مفاجئة للعراق أمس الأول التقى خلالها الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي.

تجدر الإشارة إلى أن هاتين الزيارتين ستكونان على الأرجح الأخيرتين لبوش كرئيس للولايات المتحدة للدولتين اللتين مزقتهما الحروب.

ومن المقرر أن يتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما السلطة في العشرين من الشهر المقبل.

وفي حديث للصحفيين على متن الطائرة خلال توجهه إلى أفغانستان ، قال بوش: "لقد تزايد العنف بلا ريب" في أفغانستان ولكنه أصر على أن سبب ذلك هو أن القوات الأفغانية والأجنبية تواجه متمردي طالبان والقاعدة في مناطق جديدة عليها تماما.

وشبه ذلك بالوضع في العراق حيث أدى زيادة عدد الجنود الامريكيين في البداية إلى تصاعد أعمال العنف فيما اعترف بأن المهمة في أفغانستان ستكون أصعب.

وقال بوش: "إنها (أفغانستان) دولة أكبر كثيرا من العراق وأفقر بكثير .. البنية التحتية صعبة ولكن مع ذلك فإن المهمة ضرورية".

يذكر أن الرئيس الأمريكي سبق أن زار أفغانستان في آذار/مارس 2006.

وفي المقابل ، قام بوش بأربع زيارات للعراق. وكان الهدف من زيارته الأخيرة لبغداد أمس الأول هو دعم "اتفاقية وضع القوات" التي وقعت مؤخرا بين البلدين وأقرها البرلمان العراقي في تشرين ثان/نوفمبر. وتمهد الاتفاقية التي ناقشها البرلمان على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع الطريق أمام نقل السيادة الكاملة للعراقيين ورحيل القوات الأمريكية بحلول عام 2011.

وفي حديثه في بغداد كرر بوش ما أعرب عنه من مشاعر في أفغانستان بعد ذلك حيث قال إن "العمل ليس سهلا ولكنه ضروري من أجل الأمن الأمريكي والأمل العراقي والسلام العالمي" وذلك في إشارة إلى التواجد الأمريكي في العراق على مدار خمسة أعوام منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003 .

وكان صحفي عراقي قد ألقى حذاءه على بوش ووجه له شتائم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي في بغداد أمس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى