حتى لا تضيع الجهود

> «الأيام» علوي محمد سعيد

> /الضالع
تكون الصحافة سلطة عندما تكون مرآة للحاكم، تبصره بمساوئه ومحاسنه وإيجابياته وسلبياته، وتكون كذلك عندما تكون متحررة عن الأطر والخطوط التي ترسمها لها السلطة ومسئولوها.

فإن لم تكن كذلك تكن تابعة ومتحدثة رسمية بلسان الحاكم أو المسؤول، فتسلط الضوء على أعماله ومنجزاته وتغفل عن كل سلبياته ومساوئه.

وعلى هذا الأساس فإن الصحافة تضطلع بدور كبير وتلقى على كاهلها مسؤلية عظيمة، لكونها شريكة في تنمية الوطن، وناقلة حقيقية وفاضحة لكل أشكال الفساد والمفسدين، ومن خلال هذا الإسهام والدور الكبير لهذه المهنة ومنتسبيها فإني رأيت اشتراطات على الصحفيين والمجتمع والسلطة لكي لا تضيع كل هذه الجهود التي تقدمها الصحافة أدراج الرياح..

فمن هذه الشروط التي يجب على الصحفيين الأخذ بها حفاظا على أمانة ومصداقية المهنة: الصدق وعدم المبالغة والتهويل، تغليب المصالح الوطنية العليا على المصلحة الشخصية، رسم الهدف الصحيح والعمل من أجله حتى النهاية، حب المهنة والعمل وإن كانت متعبة، الشعور بالمسئولية لتصحيح الأوضاع.

وهناك شروط يجب على المجتمع أن يعيها لكي يساعد الصحفيين على أداء أعمالهم على الوجه المطلوب وإيصال فكرتهم بسهولة ويسر وهي: أن يعي المجتمع بكل ما يكتب وينشر لكي يكون على علم ودراية بما يضره وينفعه، ومن يعمل جاهدا على تحقيق مصالحه ومطالبه وطموحاته، أن يكون عين بصيرة وثاقبة على كل مايدور في الواقع، ويعرف الغث من السمين حتى لا يكون فريسة للتضليل والخداع والإغواء من قبل أصحاب المصالح والفاسدين، أن يكون المجتمع سندا قويا إلى جانب الصحفيين ومهنتهم كعامل مشجع..

وهناك شروط على السلطة الالتزام بها وهي: أن تتخذ الصحافة منبرا إعلاميا تحقق أهدافه المرجوة، ولا تتخذها وسيلة لتضلل الرأي العام والمجتمع، أن تضع مصلحة الوطن وتقدمه فوق كل اعتبار، ومن ثم ما يكتب وينشر من سلبيات مادام يهم المجتمع وتقدمه لا يجب عليها أن تقوم قيامتها أو تعمل على عرقلته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى