> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

لا لغلق الأبواب ..العلم للجميع
وهذه المدرسة هي من تعلم فيها كاتب هذه السطور وتخرج منها قبل ثلاثة أعوام حين كانت مدرسة تضم الذكور والإناث، ويدرس فيها طلاب الثانوية العامة الذين كانوا يأتون إليها من مناطق المديرية الأخرى الذين لا تستوعبهم ثانوية الشهيد عباس، أو المدرسة التي يطلق عليها باللهجة المسيميرية بـ (المدرسة البيضاء)، واليوم وبعد عامين من تحويلها إلى مدرسة خاصة بالبنات من صف أول ابتدائي إلى الصف التاسع أصبحت المدرسة وكأنها أثراً بعد عين وأطلالاً من الماضي، على الرغم من حداثة إنشائها الذي لايتعدى الـ 14 عاماً، حيث تحولت المدرسة بقاعاتها الدراسية الـ 20 إلى مأوى للأغنام والطيور والزواحف، بعدما تناثرت بعض أحجارها ونوافذها، وأصابت جدرانها الملوحة وانخلعت أبواب سورها الخارجي، مما جعل منها وكأنها ساحة مستباحة للعابثين، ولذلك تولد في ضميري دافع الكتابة عن مدرستي التي أنجبتني ونهلت منها العلم والمعرفة، وصقلت فيّ الكثير من قيم ومبادئ الأخلاق والتربية، وغرست في نفسي حبها، فكيف لا أتألم وأنا أراها تحتضر؟!.

المدرسة من الخارج .. ومن الداخل عالم آخر

معزتنان تتجولان أثناء الفسحة

مختبر..فصل..مقصف..لاندري!
مبنى مدرسة عباس الموحدة يبدو وكأنه في أيامه الأخيرة، ومن يشاهد هذا المبنى يراوده الشك بأن المبنى أصبح آيلا للسقوط ومهددا بالانهيار في أية لحظة فوق رؤوس قاطنيه من الطلاب.
وبحسب إفادة عدد من الطلاب فإن المبنى أصبح يشكل خطورة بالغة على حياة من يدرس فيه، من حيث ظهور عدد من التصدعات والتشققات في الجدران الداخلية والخارجية لفصول المدرسة، خصوصاً وأن التخريب والعبث قد طال كل شيء في الفصول والمرافق وملحقات المدرسة، ولم تلقَ المدرسة أية عناية أو اهتمام من قبل المسؤولين، ولم تحظَ منذ إنشائها بأية أعمال ترميم أو إصلاح، مما أعطى الفرصة لمن لا يملكون الضمير الحي بالاعتداء على المدرسة والعبث بمكوناتها، وهيأ الظروف أيضاً أمام الأغنام إلى تحويل الشعب والغرف الدراسية إلى مساكن لها تعيش وتطرح مخلفاتها فيها، وكذا الحشرات والزواحف والديدان والطيور الليلية المختلفة التي لا تجد مأوى تسكن فيه عدا الالتجاء في غرف هذا الصرح التعليمي المنهار.
نقص المعلمين مصيبة أخرى
كابوس آخر يهدد التعليم في هذه المدرسة، وهو نقص الكادر التعليمي والتربوي، ووصفت بعض طالبات المدرسة حال هذه المدرسة بالموت السريري، محملة مكتب التربية بالمديرية والمجلس المحلي المسؤولية الكاملة عن أية كارثة قد تحدث لهن في حياتهن ومستقبلهن، ومطالبات مكتب التربية بسرعة معالجة هذا الإهمال والاختلالات وتغطية النقص في المعلمين وإنقاذ المدرسة مما هي عليه وترميمها.

مستودع نموذجي لمدرسة نموذجية!
العديد من الأهالي والآباء وأولياء أمور طالبات المدرسة أبدوا تذمرهم وسخطهم من الحالة المزرية والأوضاع التي تعاني منها المدرسة التي يرثى لها، خوفا على فلذات أكبادهم من المصير المجهول الذي يكتنف مستقبل بناتهم وأبناءهم في هذه المدرسة المهملة، مطالبين الأخ محسن النقيب محافظ المحافظة بالنظر بعين المسؤولية والرحمة تجاه بناتهم الطالبات اللآتي يدرسن في فصول مدرسة مهددة بالانهيار.. ودعا أولياء أمور طالبات المدرسة محافظ المحافظة إلى الإسراع في تأهيل المدرسة وإعادتها إلى سابق عهدها، معتبرين شخص المحافظ هو من يستطيع وضع حد نهائي لمسلسل هذه المهزلة الحزينة التي يتعرض لها هذا الصرح التعليمي، والتي إن استمرت قد تؤدي إلى اندثاره قريباً، بعد أن كان مصدرا لتفريخ عدد من قادة العلم والمثقفين وحاملي قناديل المعرفة في المديرية، والذين ترك بعضهم بصمات خالدة لاتزال محفورة لدى غالبية أبناء الحواشب.