لن ننساك أبداً يا (حمدي)

> «الأيام» سالم محسن الكثيري /كريتر - عدن

> أبداً لن ننساك يا أبا مشتاق وإشفاق وشوقي وسهيل وشهاب..

أيها الأب الحنون والمربي الفاضل والأستاذ القدير لن ننسى ابتسامتك المشرقة الساخرة وخفة روحك وطيبة قلبك..

لقد أحببناك وتعلقت قولبنا بك منذ أن كنا أطفالا صغارا نتعلم منك مبادئ القراءة والكتابة والحساب واللغة الانجليزية، ناهيك عن التربية الإسلامية..

لقد أحببنا شخصيتك القوية المنضبطة فكنت بحق أعظم مرب وأعظم أب ومن كبار الشخصيات الاجتماعية في محافظة عدن.. يتذكرك أبناء الخساف خاصة وأبناء عدن عامة بفخر واعتزاز، ويعتبرونك من أعلام عدن في مجال العلم والتربية والوعظ والإرشاد إضافة إلى كونك من رجال البر والإحسان.. ومن الظواهر الفريدة والشخصيات النادرة في مجال تربية الأبناء وتنشئتهم.. فقد جعلت من أبنائك صفوة مجتمعهم علم وأدب ودين وأخلاق حتى أصبح الواحد منهم مثال يحتذى به، فنالوا الاحترام والحب والتقدير من كل أفراد مجتمعهم بذلك تكون قد أكملت رسالتك في الحياة على أكمل وجه.

ماذا أقول عنك؟ وماذا أكتب؟ فأمثالك يعجز البيان والقلم أن يفيه حقه، لقد اختلطت الأصوات يوم جنازتك فمن قائل يقول: «ماذا فعلتم بقلوب الناس يا آل حمدي؟» لما لمسوه من محبة واحترام وتقدير من كل فئات المجتمع..

لم تكن جنازتك عادية بل كانت استثنائية ذكرتنا بالراحل العظيم الأستاذ النائب إشفاق، فلم يكن أحد يومها يتصور هذه الجموع التي أشبه بطوفان من البشر، فما أشبه الليلة بالبارحة..

يكفيك أيضاً أنك اتبعت طريقة الأنبياء والمصلحين، فلم تورث لأهلك الدرهم والدينار والأراضي والعقار- كما يفعل رجال هذا الزمان- ولكنك ورثت لهم ميراث البر والإحسان وحب الخير وقيم الدين والعلم والإيمان.. فياله من ميراث تستحق به أنت وأبناؤك الدرجات العالية والنعيم والمقيم عند رب الأرض والسماء .

فصدق فيك قول الشاعر:

واعلم أن كنوز الأرض من ذهب

فاجعل كنوزك بر وإيمان

وإذا كنت ستفارق أهلك وأحبتك فإن لك في الآخرة أهلا وأحباباً سبقوك إليها، وهما في شوق إلى لقائك كما أنك في شوق إلى لقائهما إنهما (ابنك إشفاق وحفيدك محمد) وهنيئاً لك لقاء أحبتك وإلى جنة الفردوس الأعلى التي فيها الراحة والاطمئنان..

نسأل الله أن يجعلك في الفردوس الأعلى مع البنين والصديقين والشهداء وإلى أن نلتقي نسأل الله أن يلهم أهلك الصبر والسلوان..

إنا لله وإنا إليه راجعون.!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى