وللفن أسراره ... فنون تنطلق من السجون !!

> «الأيام» فاروق الجفري:

> كان يحكم دولة بنما (مانويل نوريجا) إلا أن المال الحرام أغراه بأن يكون زعيماً لتجار المخدرات إلى جوار عمله الرسمي. وبالفعل دخل (نوريجا) سوق المخدرات وأصبح الكبير الذي يستلم نصيب الأسد من عائدات الصفقات المتتالية.

وبالتالي نسي شعبه ومشاكله ومتطلباته وجعل من دولة بنما بورصة للمخدرات وظل يشحن منها إلى أمريكا مستغلاً ستار الصداقة والعلاقات الحميمة معها، ثم وسع نشاطاته إلى عواصم ومحطات عالمية أخرى، ولكن هذا الموقف سبب غضباً شديداً للحكومة الأمريكية مما دفعها إلى إصدار الأمر بغزو بنما في ديسمبر عام 1989 لمطاردة (نوريجا) ومن معه من تجار المخدرات في جحورهم وضاق الخناق على (نوريجا) الذي ظل ينتقل من مخبأ إلى مخبأ في بلده حتى استسلم للقوات الأمريكية في يناير عام 1990 ووضعوا الحديد في يديه ونقل إلى أمريكا ولبس البدلة الكحلي ودخل السجن وتحول من رئيس دولة إلى (رقم) في سجلات وزارة الداخلية الأمريكية. والغريب في الأمر أن (نوريجا) كانت لديه هواية الرسم وتركها بسبب انشغاله بهواية أخرى هي تجارة المخدرات، وقد طلب من مدير السجن أن يشتري له الأدوات الخاصة بالرسم، وقال آن الأوان للعودة إلى الهواية الجميلة الرسم.والشيء الجميل عندما أنجز عدة لوحات فنية طلب من مدير السجن أن يقيم معرضا في إحدى قاعات السجن ووافق المدير وكان رواد المعرض نزلاء السجن، علماً بأن ثلاث لوحات كانت تعبر عن المخدرات وآثارها الخطيرة على صحة الإنسان، وعندما علمت الجمعية الأمريكية لمكافحة المخدرات بهذه اللوحات طلبت من (نوريجا) شراءها ووافق على ذلك كما وافق مدير السجن على نقل هذه اللوحات الثلاث من السجن إلى الجمعية الأمريكية لمكافحة المخدرات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى