> «الأيام» الخضر عبدالله محمد

الحمير وسيلة المواصلات
انطلقنا من مديرية لودر في جولتنا الاستطلاعية باتجاه منطقة عراكبي التي تبعد عن عاصمة مدينة لودر بنحو 5 كيلو مترات، مارين بمدينة امعين، ثم اتجهنا ناحية الجنوب في طريق فرعية ترابية لمسافة كيلو مترين، حتى وصلنا إلى غايتنا المنشودة، وكان في استقبالنا عشرات من المواطنين.
الأهالي أثقل كاهلهم التعب والماشية أهلكها الظمأ
حال وصولنا منطقة عراكبي وجدناها وحيدة مع معاناتها، لايشاركها في ذلك غير نواح الطيور التي شردها الجفاف، وماشية أهلكها الظمأ لعدم وجود مشروع ماء، ولكن على وجهها ترتسم ابتسامة رغم المعاناة، وفي عيون قاطنيها دهشة وبراءة الطفولة.. أهالي المنطقة يسكنون بيوتاً معظمها قديمة مبنية من الأحجار الصغيرة، وسقوفها من الطين، ومع ذلك فإن ساكني هذه المنطقة يرونها بمثابة القصور الفارهة، غير أن ما يبعث في نفوسهم الحزن والأسى هو عدم اكتراث الدولة لهم، حتى أن قريتهم تكاد تكون مجهولة لكثير من الناس.
الماء.. ورحلة الشقاء
بجانب إحدى الآبار وجدنا نساء وأطفالاً في طابور، كل منهم يمثل أسرته لأخذ نسبة محدودة من لترات الماء غير الصالح للشرب، ومع ذلك يتم توزيعه وكأنهم أمام مؤسسة تعاونية حكومية.. يخافون الموت عطشاً ويخشون أن تحل بهم الكارثة، لأنهم يعلمون علم اليقين أن حكومتهم لن تستجيب مع سبق الإصرار.

شباب وأطفال المنطقة طالتهم يدي الحرمان
عند الانتخابات تبدأ وعود توصيل الاتصالات
كما تحدث إلينا فهمي عمر أحمد لعور من أبناء المنطقة قائلا: «أولاً وقبل كل شيء نشكر «الأيام» لجهودها ومتابعتها لقضايا وهموم الناس في جميع المناطق اليمنية ككل.. أما بخصوص مشكلتنا مع الاتصالات.
فالاتصالات تبعد عنها بمسافة ليست بعيدة، أيضاً هذه الخدمة لا ننعم بها ولا تنصاع لاهتمامنا، وكأننا ليسوا من البشر أو من سكان اليمن، فالاتصالات التي تبعد عن منطقتنا بمسافة قريبة تحتاج إلى 25-20 عموداً فقط، وسننعم بهذه الخدمة، إلا أن أحداً لم يعرنا أدنى اهتمام بالرغم من الوعود التي حصلنا عليها في موسم الانتخابات بإيصال خدمة الاتصالات السلكية إلى منطقتنا، وبمجرد الانتهاء من الانتخابات، للأسف الشديد لم تتحقق أمانينا بإيصال الاتصالات، أو بتوفير المياه والطرق لنا، برغم متابعة الأهالي لهم، ولكن الوعود تبددت وأصبحت أثراً بعد عين».
المنطقة خالية من عيادة صحية

وحدة صحية أسست من قبل الأهالي ولكن اندثرت
«المنطقة وضعها يرثى له.. لا عيادة صحية ولا خدمات! ومن يعييه المرض يتم إسعافه إلى أي مستوصف أو مستشفى لودر، ويتحمل المرضى تكاليف باهضة لأجرة السيارة التي تنقله وتكاليف العلاج، فحال الصحة في منطقتنا يرثى له».
واختتم حديثه قائلاً: «وعبر صحيفة «الأيام» نناشد المسؤولين الاهتمام بالجانب الصحي في منطقتنا، كما أن يصعب نقل المريض بصورة سريعة، لذلك فإن أكثر حالات الوفاة بسبب هذه العوامل».. كما تساءل «إلى متى ستظل هذه المنطقة محرومة من الخدمات الضرورية لحياة الإنسان؟».
الأطفال يقطعون مسافات من أجل التعليم
أما الجانب التعليمي فلا توجد مدرسة في منطقة عراكبي، بل يقطع الطلاب المسافات البعيدة إلى مدرسة الشهيد العبيدي بمدينة امعين، وذلك يصعب على الطلاب الحضور في الطابور الصباحي أو حضور الحصة الأولى.

البئر التي يستسقي منها الأهالي غير صالحة للشرب
منطقة عراكبي المحرومة والحزينة الواقعة على أطلال الماضي، حيث لاشيء هناك سوى الحرمان المسيطر على جنباتها والإهمال المستشري في مساكنها، تنعي ذاتها الضعيف من وخزات الحاضر وتسكنها العديد من الأزمات والمشاكل مع سبق الإصرار والترصد والمعاناة فيها أكبر من الوصف!!
إذن كل ما تناولناه، في استطلاعنا الصحفي عن منطقة عراكبي من هموم ومعاناة نضعه على طاولة الجهات المسؤولة وأمام كل من يتشدق بالإصلاحات وانتشار خير الخدمات، معززة بالصورة والورق، وهناك أسئلة كثيرة تنادي الجهات المسؤولة وتبحث عن إجابة لتشفي غليلهم.