> «الأيام» صالح محمد السقيل - البيضاء

إن إرادة الشعوب بفطرتها حرة ذات عزة وكرامة.. وهذه الإرادة التي غيرت مجريات الحياة عبر التاريخ البشرية، ويحدث ذلك حين تمتلك الشعوب إرادتها، وتتصرف فيها بحرية مطلقة بعيدا عن قيود الأنظمة الحاكمة، وبعيدا عن قمع وبطش الزعامات (الدكتاتورية)، ودون أن تظل تحت مراقبة وعيون المخبرين وجواسيس السلطة، ودون أن يبعد أهل هذه الإرادات عن أعمالهم ليحاربوا في أقواتهم ومصالحهم، ودون أن يؤخذوا إلى السجون والمعتقلات والسجون دون ذنب أو جرم أو دون أن يكونوا في مرمى الرصاص الحي من قبل أجهزة السلطة وهم يعبرون سلميا عن آرائهم ومطالبهم.

وهذه الإرادة الحرة ذات العزة والكرامة التي لا تثنيها قوى البشرية مجتمعة.. إرادة رجل واحد عز عليه أن يرى كرامة أمته تهان وكبريائها يمرغ في وحل الذل، وشموخها يسقط تحت أقدام المعتدين.. والإرادة الحرة التي تحركت دون أن تعيقها أو تضعفها شخصية وهيبة الرجل الأول في العالم الرئيس الأمريكي بوش.. إنها إرادة الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي صرخ في وجه زعيم العالم ورماه بحذائه، وهو يعقد مؤتمرا صحفيا مرور الكرام، والأحذية في وجه الزعماء (الدكتاتوريين) يجعلهم يراجعون أنفسهم وسياساتهم، وخاصة تجاه شعوبهم، ورفع الجور والحرمان والكبت عنهم، وما تشهده غزة تحت الحصار وموت أطفالها جوعا ومرضا وحرمانا من الدواء والطعام، والزعماء العرب لم يحركوا ساكنا متجاهلين الشعب المظلوم والمقهور، ومتجاهلين المقدسات والأوطان المغتصبة.. على الزعماء في العالم أن يعلموا أن العبرة بالخواتيم، وعليهم الاتعاظ والاعتبار بما حدث لبوش، وأن يصححوا مسار سياستهم وأنظمتهم لتبقى لهم مآثر خيرعلى صفحات التاريخ، وليعلموا أن إرادة الشعوب لابد أن تتحرر ولابد أن تستيقظ وحينها لايستطيع هؤلاء الزعماء - إذا ما استمروا في كبت شعوبهم - الهروب من مرمى أحذية الشعوب.