2008 سجل في لبنان نهاية مرحلة وبداية ترقب في انتظار الانتخابات

> بيروت «الأيام» ريتا ضو :

> شهد العام 2008 في لبنان مواجهات مسلحة بين انصار المعارضة والاكثرية انتهت بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة توافقيين في شهر ايار/مايو، في دليل على صعوبة ان يمارس فريق لوحده السلطة في لبنان الذي يخضع لاختبار جديد مع الانتخابات النيابية ربيع 2009.

واندلعت المعارك في السابع من ايار/مايو على خلفية قرارات حكومية اتخذتها الاكثرية في غياب وزراء المعارضة الذين كانوا يقاطعون الحكومة منذ حوالى 18 شهرا، ورفضتها المعارضة بقيادة حزب الله.

وبعد خمسة ايام من المعارك كانت الاولى بهذه الحدة منذ الحرب الاهلية (1975-1990) وتسببت بسقوط اكثر من 65 قتيلا، سيطر انصار المعارضة على معظم انحاء الشطر الغربي من العاصمة. كما امتدت المعارك الى مناطق اخرى في الشمال والجبل.

وتحركت جامعة الدول العربية وقامت بوساطة انتهت بانكفاء المسلحين من الشوارع وبتوقيع اتفاق بين الاطراف اللبنانيين برعاية قطرية في الدوحة.

وبنتيجة الاتفاق، انتخب قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية، بعد خلو منصب الرئاسة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

كما شكلت حكومة وحدة وطنية حظيت فيها المعارضة بالثلث زائدا واحدا او ما يسمى ب"الثلث المعطل" الذي يسمح لها بالحؤول دون تبني الحكومة قرارات اساسية اذا كانت غير موافقة عليها.

ويصف الباحث في معهد كارنيغي للشرق الاوسط بول سالم عام 2008 بانه "سنة انتقالية ترقيعية"، شهدت "نهاية المرحلة الممتدة" بين 2005، تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد ثلاثين سنة من الوجود ووصول اكثرية مناهضة لسوريا الى الحكم، و2008.

وقال ان تلك المرحلة انتهت "بشيء سلبي هو احداث ايار/مايو" التي "تم ترقيعها بشيء له بعض المعاني الايجابية هو اتفاق الدوحة".

واضاف "دخلنا من خلال هذا الاتفاق الى مرحلة انتقالية تتمثل في صيغة حكومة الوحدة الوطنية والتعايش بين قوى 14 آذار (الاكثرية) وقوى 8 اذار (المعارضة)".

واشار الى ان هذين التكتلين هما بدورهما "مرتبطان بتحالفين اقليميين" والسائد حاليا "نوع من هدنة وتعايش بالمعنى السياسي".

واعتبر ان العام 2009 "يفترض ان يحدد معالم المرحلة المقبلة"، فاما ان "تتجه سوريا واسرائيل نحو السلام، وقد نتجه نحن بدورنا الى المفاوضات، واما ان تتجه المنطقة الى مواجهات قد نتاثر بها ايضا".

وتندرج ضمن هذا الاطار العلاقة بين الولايات المتحدة وايران، "فاما ان تدخلا في محادثات واما ان تذهبا الى مواجهة، وفي الحالتين نتأثر"، على حد تعبيره.

واعتبر سالم ان "الانتخابات المقبلة لن تلغي احدا ولن تحدث تغييرا جذريا في الوضع الاستراتيجي، لان التغيير مرتبط بقوى خارج لبنان".

ومنذ دخول لبنان مرحلة "التهدئة السياسية" نتيجة اتفاق الدوحة، باتت الانتخابات النيابية المقررة في ربيع 2009 تتحكم بالمواقف السياسية، وبالحوار الوطني بين الافرقاء اللبنانيين الذي يتم برعاية رئيس الجمهورية.

فقد نص اتفاق الدوحة على اجراء حوار بين القادة اللبنانيين حول موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي تطرح حكما على طاولة البحث مسالة الترسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله بموازاة سلاح الجيش اللبناني.

ولم تؤد ثلاث جلسات من هذا الحوار عقدت حتى الآن الى اي تقدم يذكر على هذا الصعيد.

وترى عميدة كلية العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية فاديا كيوان ان "منهجية طاولة الحوار ستترتب اكثر بعد الانتخابات وسيكون البحث في الموضوع الاساسي اي سلاح حزب الله اكثر جدية".

واضافت "بعد الانتخابات وبحسب النتيجة، سنكون كلبنانيين مضطرين للوصول الى حل: هل الاكثرية تحكم ام نعود الى مقولة ان كل الطوائف يجب ان تكون ممثلة في الحكومة؟".

وشهد العام 2008 ايضا اعلان بدء العلاقات الدبلوماسية بين بيروت ودمشق في 15 تشرين الاول/اكتوبر للمرة الاولى منذ نشوء البلدين. ورفع العلم السوري للمرة الاولى فوق ممثلية دبلوماسية في لبنان أمس الأول.

وكان الشهر الاول من السنة بدأ بعملية تفجير استهدفت سيارة تابعة للسفارة الاميركية في لبنان في 15 كانون الثاني/يناير اسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى لا اميركيا بينهم.

واغتيل في 25 كانون الثاني/يناير النقيب وسام عيد، رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، وقتل ثلاثة اشخاص آخرين معه في انفجار استهدف سيارته في منطقة الحازمية شرق بيروت.

وبعد المعارك التي شهدها مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في الشمال في 2007 بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام، برز الى الواجهة في 2008 وضع مخيم عين الحلوة في الجنوب الذي يشهد تفجيرات بين وقت وآخر ومواجهات مسلحة بين فصائل مختلفة.

ويسيطر التوتر على المخيم ويخشى من حصول تفجير فيه لا سيما في ظل تقارير عن لجوء عدد من اعضاء فتح الاسلام اليه وبينهم الرئيس الجديد للتنظيم عبدالرحمن عوض، فيما مصير الزعيم السابق شاكر العبسي الذي يلاحقه القضاء اللبناني، غامض.

ورغم الاحداث الامنية المتفرقة ومرحلة "التعايش السياسي" القسري، اتسم القسم الثاني من العام 2008 بانتعاش في القطاع السياحي وعودة حركة الزائرين من مهاجرين وسياح الى لبنان وتسجيل حركة سياحية لا سابق لها منذ 2004. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى