الغارات الإسرائيلية تعمق الانقسام بين العرب و«اللي ما يعجبوش هنا يروح غزة»

> القاهرة «الأيام» جوناثان رايت:

>
متظاهرون من الإخوان المسلمين يصطدمون بشرطة مكافحة الشغب خارج البرلمان في القاهرة أمس
متظاهرون من الإخوان المسلمين يصطدمون بشرطة مكافحة الشغب خارج البرلمان في القاهرة أمس
عمقت الغارات الإسرائيلية على غزة الانقسام في العالم العربي بين الإسلاميين الذين يحوزون قبولا شعبيا والحكومات التي يرى جمهور واسع أنها متعاونة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

والخطوط واضحة أكثر من أي وقت مضى في مصر على نحو خاص في وقت ينصح فيه أعضاء في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر الإخوان المسلمين من حلفاء حماس بالقول «اللي ما يعجبوش هنا يروح غزة». وقال عضو مجلس الشعب الموالي للحكومة المصرية حسين مجاور في مناقشة حول غزة أمس الأول السبت «هناك خطة إيرانية مع حماس وبعض الإخوان المسلمين لخلخلة الاستقرار في فلسطين ومصر». وترتبط جماعة الإخوان المسلمين كبرى جماعات المعارضة في مصر والتي تشغل نحو خمس عدد مقاعد مجلس الشعب بتحالف وثيق مع حماس التي بدأت كجماعة منبثقة عن الإخوان.

وبدروها تقول جماعة الإخوان المسلمين إن العرب والمسلمين يجب أن يثوروا على «الصمت المزري والتواطؤ من قِبل معظم الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية». وفي بيانات علنية حول الغارات الإسرائيلية اقتربت الحكومة المصرية وحلفاؤها في حركة فتح من القول إن حماس هي الطرف الذي يلام أكثر من غيره على الغارات التي أسفرت في يومين عن مقتل 270 شخصا.

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس الأول إن مصر أطلقت تحذيرات من إمكانية وقوع هجوم إسرائيلي وإن الذين تجاهلوا التحذيرات مسؤولون عن العواقب.

وفي القاهرة ردد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأحد النغمة نفسها قائلا «تكلمنا معهم بالهواتف وقلنا لهم نرجوكم نتمنى عليكم لا تقطعوا التهدئة فلتستمر التهدئة ولا تتوقف حتى نتفادى ما حصل وليتنا تفاديناه».

وكتب المعلق السياسي المصري حسن نافعة في صحيفة «المصري اليوم» المستقلة أمس الأحد يقول:«حماس تبدو كعدو مشترك لكل من مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية». وقال إن إسرائيل والولايات المتحدة نجحتا في إقناع الحكومات بأن «المد الشيعي» الذي تقوده إيران هو الخطر الأكبر على المنطقة كلها.

وعلى النقيض من العرب المحافظين الذين يلومون حماس ينتقد المتظاهرون وغيرهم في كثير من مناطق العالم العربي الحكومات العربية لموقفها السلبي أمام الغارات الإسرائيلية.

وانضم الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحب أن يلعب دور ضمير الأمة العربية إلى الانتقاد الموجه إلى القادة العرب وطالب في تصريحات نشرت أمس الأحد بأن «تختشي هذه النماذج وهذه المواقف المتخاذلة والجبانة والمنبطحة والتي تتاجر في هذه القضية». وفي احتجاج في بغداد قال جليل القصوس القائم بالأعمال الفلسطيني «ستون عاما ونحن ننتظر من الزعماء العرب أن يحركوا ساكنا». وأضاف «ستون عاما نناشدهم وليس من مجيب».

وطالب محتجون وجماعات معارضة بأن تقطع مصر والأردن علاقاتهما مع الدولة اليهودية وأن تفتح مصر حدودها مع قطاع غزة لإنهاء الحصار المفروض على القطاع أغلب الوقت منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2006.

لكن مصر تجاهلت مرارا وتكرارا الضغوط العلنية عليها لطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة ويقول دبلوماسيون إن مصر مدفوعة إلى ذلك بالخوف من أن تلقي إسرائيل بمستنقع غزة في حجرها لسنوات طويلة مقبلة.

وينقسم المعسكران العربيان اليوم على نفس الشاكلة التي كان انقسامهما عليها خلال السنوات القليلة الماضية–حكومات مصر والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية في جهة وحماس وسوريا وجماعة حزب الله اللبنانية وتيار واسع من الإسلاميين واليساريين والقوميين العرب في الجهة الأخرى.

وتقف إيران وهي دولة إسلامية شيعية غير عربية على الهامش متربصة لتكون حليفا لمن يحبذون المقاومة ضد الخطط الإسرائيلية والأمريكية.

وظهر هذان التحالفان بوضوح أيضا خلال النزاع بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.

وقال محللون إن المحافظين العرب تمنوا أن يكون من شأن هذا النزاع تحطيم حزب الله لكنهم غيروا لهجتهم بسرعة حين فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق نصر سريع وأثبت حزب الله قدرته على البقاء.

وبالفعل أرجأت جامعة الدول العربية التي تهيمن عليها الحكومات المحافظة مؤتمرا لوزراء الخارجية العرب تقرر لاتخاذ موقف مشترك من الأزمة في غزة ويواجه اقتراح لعقد مؤتمر قمة عربي بعض المقاومة بحسب قول دبلوماسيين.

وفي ضوء مؤتمرات قمة عربية سابقة من غير المرجح أن يحقق القادة العرب تطلعات شعوبهم خاصة إذا كان من شأن ذلك إثارة نزاع بينهم وبين إسرائيل والولايات المتحدة.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى