فنـ .. ــــتازيا

> «الأيام» محمد فضل مرشد:

> (. . .)ذاك البائع الذي قصدت دكانه يوما لم يكن يعلم بأن القرطاس الذي لف به ما اشتريته منه، جزء من سيرة أمة وكرامتها، انتهت - بفعل فاعل - إلى المكان ذاته الذي يفترض أنني كنت سأرمي القرطاس فيه بعد أن أفرغ مما فيه.

(. . .)

< أجمل الأمهات.. هو العنوان الذي كان مسطرا على رأس القرطاس المهترئ.. وأسفل منه ترتص أبيات الأغنية الأروع عن أم الشهيد في أرض الرباط فلسطين، وما بين الكلمات يتردد وقع صوت (مارسيل) عنها «أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها/ أجمل الأمهات التي انتظرته/ فعاد مستشهدا/ فبكت دمعتين ووردة/ ولم تنزو في ثياب الحداد».

(. . .)

< عدت إلى ذلك البائع راجيا منه إعطائي الكتاب الذي انتزع منه «أجمل الأمهات» وحولها إلى قرطاس لفافة، وعلى أن أمنحه مقابل ذلك كتاب - أذكر أنه كان أحد كتبي المدرسية القديمة - وقبل البائع بالأمر، وكم كانت فرحتي حين تناولت منه الكتاب - الذي كان عبارة عن ديوان شعر - وأعدت الأغنية والقصيدة «أجمل الأمهات» إلى مكانها.. وضاعف الفرح في نفسي اكتشافي عند قراءة الديوان أن كاتب كلمات أغنية «أجمل الأمهات» شاعر يمني اسمه حسن عبدالله، وقد كنت من سابق أحسب هذه الأغنية الوطنية الرائعة من كلمات الشاعر الراحل محمود درويش.

(. . .)

< «أجمل الأمهات» هناك في فلسطين مازلن يزففن فلذات أكبادهن بالزغاريد شهداء إلى عند بارئهم، أما عروبتنا فقد زفت منذ أمد بعيد إلى قبرها.. ونحن معشر العرب صرنا قراطيس لفافة في مزبلة التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى