عام من النكسات في دارفور

> الخرطوم «الأيام» جيني ماثيو :

> يبدأ العام الجديد في دارفور في اجواء قاتمة بعد سلسلة نكسات طبعت نهاية العام 2008 حيث بات الوضع اخطر من اي وقت مضى في ظل عجز بعثة سلام دولية عن حماية المدنيين وامكان توجيه التهمة رسميا الى الرئيس السوداني بارتكاب جرائم ابادة.

وتبدد الامل بان تتمكن الامم المتحدة والاتحاد الافريقي من خلال نشر قوة مشتركة من احلال قدر من الاستقرار في هذه المنطقة الواقعة جنوب السودان والتي تشهد حربا اهلية مستمرة منذ العام 2003.

وبعدما كان من المفترض ان تصبح هذه القوة المشتركة اكبر بعثة سلام للامم المتحدة في العالم وان يصل عديدها الى 26 الفا، لم تكن تعد في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر سوى 12 الفا و163 جنديا وشرطيا على الارض.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقرير صدر اخيرا ان القوة لا تزال تواجه "تحديات هائلة".

وقال ان "اعمال العنف وعمليات ترحيل السكان متواصلة والنشاطات الانسانية تواجه خطرا والمواجهات بين الاطراف متواصلة بشكل متواتر والاطراف لم تتوصل بعد الى اتفاق سلام بالتفاوض".

وجدد "دعوته الى الجهات القادرة على توفير الامكانات الاساسية للبعثة من اجل ان تقوم بذلك بدون ابطاء" مبديا اسفه لعدم توافر مروحيات للقيام بدوريات في هذه المنطقة الشاسعة.

من جهته اعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو ان "الابادة متواصلة"، طالبا من قضاة المحكمة اصدار مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة وجرائم بحق الانسانية في دارفور.

وسيبت القضاة مطلع 2009 في مسالة اصدار اول مذكرة توقيف توجهها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس يمارس مهامه.

والنزاع الذي بدأ بحركة تمرد ضد الحكومة المركزية، اصبح اكثر تعقيدا وتشعبا مع تفكك حركة التمرد الى مجموعات، ما اشاع انعدام الامن في المنطقة.

ورفض المتمردون وقف اطلاق نار "غير مشروط" اعلنه البشير في تشرين الثاني/نوفمبر في اطار حملة تهدف الى تفادي توجيه التهمة اليه رسميا، واستؤنفت المعارك وعمليات القصف.

وادى النزاع المستمر منذ 2003 الى مقتل حوالى 300 الف شخص ونزوح 7،2 مليون من المنطقة بحسب ارقام الامم المتحدة. غير ان الخرطوم لا تقر سوى بسقوط عشرة الاف قتيل.

كما تفيد الامم المتحدة ان 7،4 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الانسانية في دارفور من اصل عدد سكاني قدرهه ستة ملايين.

وتقدر قيمة عمليات المساعدة بمليار دولار للعام 2009.

ويتعرض الناشطون الانسانيون يوميا لهجمات المتمردين واللصوص. وقد ارغمهم انعدام الامن على الطرقات وكلفة النقل الجوي الباهظة على خفض المساعدات الغذائية.

وقتل 11 ناشطا انسانية خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2008 وتقول الامم المتحدة انها لم تتمكن من الوصول الى اكثر من 65% من اراضي دارفور.

اما القوة المشتركة الدولية الافريقية، فقد فقدت 11 من جنودها منذ بدء عملياتها في تشرين الاول/ديسمبر 2007، بينهم سبعة سقطوا في كمين في تموز/يوليو.

غير ان الامل ما زال قائما بتشكيل قوة مشتركة مجهزة بمزيد من الوسائل والموارد خلال العام 2009.

وبعدما كان السودان في بادئ الامر متحفظا على هذه القوة، اصبح يتعاون معها تمهيدا لانتشارها الكامل وقد سيرت دوريات بشكل منتظم في بعض المناطق ساعدت على احلال الامن وساعدت المدنيين على الوصول الى العاملين الانسانيين.

وظهرت بوادر تقدم ولو ضعيفة في الجهود المتعثرة من اجل تسوية النزاع مع تعيين وسيط دولي جديد لدارفور، كما ابدت قطر استعدادها لاستضافة مفاوضات.

لكن اليكس دو فال الاختصاصي في الشؤون السودانية اعتبر ان امكانية التوصل الى سلام بالتفاوض "لم تقترب بل ابتعدت".

واضاف "اذا جرى استفتاء لتقرير المصير في جنوب السودان خلال السنتين المقبلتين وانفصل الجنوب (عن الشمال)، اعتقد اننا نتجه نحو خمس سنوات جديدة من الاضطرابات في دارفور. اعتقد بالتالي ان (السلام) بعيد المنال للغاية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى