في الذكرى الأولى لرحيل الموسيقي المرحوم أحمد عبدالله درعان 2008/12/26-2007/12/26م ..مرَّ عامٌ .. أنت فيه كل يوم

> «الأيام» سماح رياض علي ملهي:

> مرَّ عامٌ كالبرق لم أعشه ولم يسجل في أيام حياتي منذ فقدانك الذي ترك ألماً لن تمحيه الأيام ولا السنون .. مر عام وأنت لست فيه ولم تحدثني كعادتك ولم أجد أي جواب لأي سؤال يخطر على بالي لأن إجابته معك، ولأن فلسفتك المدهشة وأجوبتك السلسلة تجرني لأن أسأل أي سؤال عن الموسيقى والأدب وكل علم من علوم الحياة التي ضاقت ذرعاً من ظلم الآخرين الذين تجردوا من معنى الرحمة والإنسانية التي لانجدها إلا في صور معينة ووجوه نيرة تمد يد العون لمن يحتاجه وما احتجته أنت ياخالي العزيز هو الكلمة الطيبة .. ولكنك رغم ذلك كنت تواسي نفسك بكتابك وأوراقك وأحرفك التي تضع شكلاً مميزاً على كل ورقة كتبتها ..

مر عام أنت فيه كل يوم .. أراك وأسمعك .. أراك بأحلامي عندما أغمض عينيّ لأنسى عناء الأيام وأتذكر من عاش عناء أيام قاسية لتهون أيامي ولأرى أحلامي تتحقق شيئاً فشيئاً، ولكنني كم تمنيت أن تكون معي أو بالأحرى معنا لتراني وأنا أحقق أول حلم في حياتي وهو دخولي كلية الطب، لكن قدر الله وكلمته سبقت كل أمنية وقول وفعل .

مر عام .. وأنا أكتب .. مثلك .. أتذكرك جيداً، ولن أنساك ولن أنسى الأيام التي تركتها لي حية بخطواتك وأحلامك وأمانيك .. خالي العزيز أحمد درعان .. إن أشياء كثيرة حدثت بعد غيابك .. ربما روحك سمعت بها عندما تجولت في أرجائي، ولكن ليس وحدي من يكن لك الحب .. فالجميع يحبونك حتى إذا لم يشعروك بحبهم ولم يشعروا بقيمتك، ولكن كما يقال المثل «لايشعر المرء بقيمة الشيء إلا بعد فقدانه» ونحن نعيش افتقادك وذكرياتك الجميلة التي تركت في نفسي متحفاً يزوره الجميع ممن أحبك وأراد لك كل خير..

مر عام .. وأنا لم أزر قبرك ليس لأنني ضعيفة الإيمان أو لأنني لا أحب زيارة القبور، وإنما عقلي لم يتقبل بعد أنك تحت التراب، لأنني أرى روحك كلما نظرت إلى نفسي.. وأقرأ الفاتحة على روحك وروح جدي الذي هو أبي ومن رعاني..

أخيراً.. أسأل الله أن يسكنك الجنة واعلم أن ذكرك الطيب يجتاح كل شيء .. وكل شيء يمر إلى أن يأتي يوم وينتهي فيه كل من سبب لك الألم وكل من حرمك من وظيفتك وكل من قسا عليك .. تذكر ياخالي أن الله يمهل ولا يهمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى