غزة في الماضي والحاضر

> «الأيام» محمد حسن ناصر /سكرتير جمعية الإشفاق الخيرية عدن

> كثير من الناس داخل الوطن العربي، ارتبط لهم اسم غزة بالحرب وبالانتفاضة، وبالسلاح والتفجيرات والدماء والفقر والفوضى، ثم في الآونة الأخيرة، بالاقتتال الداخلي وصور الدمار والدخان الأسود، وأصبح اسم هذه المدينة مرتبط بالأحداث الكبيرة والتي في أغلبها كانت مأساوية بفعل نشرات الأخبار العالمية والعربية، وغاب الوجه الآخر لهذا الجزء من فلسطين الذي سمي بقطاع غزة وغاب وجه مدينة غزة العريقة الصامدة والمحاصرة، الوجه الحضاري والثقافي والإنساني، وجه البناء والمثابرة، وجه الإنسان الغزي المحافظ على الأرض والهوية.

حيث تعد غزة هي أكبر ثاني مدينة فلسطينية بعد القدس الشريف، تقع شمال قطاع غزة، في الجنوب الغربي لفلسطين على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، تولت السلطة الفلسطينية إدارة المدينة تطبيقياً لاتفاق أوسلو سنة 1993م بعد أن كانت تتخذها قوات الجيش الإسرائيلي مقراً لها أثناء احتلال قطاع غزة مابين 1967و1994م.

كانت المدينة ولازالت مركزاً مهماً من حيث موقعها الاستراتيجي بين القارتين الإفريقية والآسيوية وذلك لوقوعها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي يجعل من مينائها مهماً للتجارة وأعمال الصيد، لكن صعوبة نقل البضائع عبر المعابر مع إسرائيل وعدم سلاسة النقل مع مصر. . تقوم السلطات الإسرائيلية بحصار المدينة حصاراً كاملاً، وقد دمر هذا الحصار الظالم الاقتصاد الغزاوي بشكل شبه كامل.

وتعاني المدينة من الظلم الإسرائيلي وقامت بالعديد من عمليات الاجتياح والقصف العشوائي للمدينة، و ركزت على ضرب البنى التحتية للمدينة، وتسعى إلى جعلها كياناً هزيلاً .. وقد قامت قوات الاحتلال بالعديد من الاجتياحات للمدينة وكان آخرها المجزرة التي قامت بها القوات الإسرائيلية على مدينة غزة في اليومين الماضيين ولازالت، وقامت بسلسلة مجازر متتالية سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحى وعائلات بأكملها، ودمرت الكثير من الكثير من المباني في المدينة .

وكان موقف حكامنا العرب يشاهدون المنظر كأنه شيء عادي متكرر لديهم، حيث أعلنوا قيام قمة طارئة ولكن متى بعد ازدياد القتلى والجرحى، نتمنى أن تخرج هذه القمة بفائدة يكون فيها وقف تلك المجازر، وألا تكون مثل سابقاتها من القمم وعدم اختلاف حكامنا فيها.

وفي الأخير لايسعني إلا الدعاء لإخواننا في غزة، والتبرع لهم بأموالنا قبل أنفسنا ونسأل الله عزوجل أن يلهمهم الصبر في شهدائهم وأن يعافي جرحاهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى