> كان الشيخ صالح محمد الشقاع - أطال الله عمره ومتعه بالصحة - صديقاً حميماً للعلامة الشيخ محمد بن سالم الكدادي، وجعبة ذكرياته عامرة بالحكايات والانطباعات عن هذا الشيخ الجليل.

تلقيت رسالة من الشيخ الشقاع بتاريخ 15 نوفمبر 2008م ووردت في ثناياها حكايتان عكستا ظرافة وفطنة وكياسة شيخنا الجليل البيحاني.

يقول الشيخ الشقاع بأنه كان جالساً في حضرة الشيخ البيحاني وكان يوم خميس وعقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً أقبل ضرير من الشيخ عثمان طالباً منه (حق الخميس) وكان رد الشيخ البيحاني غير مألوف للشيخ الشقاع، ذلك أن قال الشيخ البيضاني للسائل الضرير :

أعمى يطلب أعمى ؟

رد السائل : أنت يعطونك التجار فلوس وأنا محتاج.

رد الشيخ البيحاني : أجلس عندي إلى الظهر وماحصلناه مناصفة، ولكن أبي منك ناصفة ماحصلته اليوم .

رد السائل: ما بأعطيك.. وعند ذلك نهض الشيخ البيحاني من مقعده وأمسك بحافظة نقود (كمر) السائل وقال : فكني .. اليوم شراكة عميان .

تراجع السائل قائلاً : توبة .. أعطني قهوة وباروح من عندك، ولبى الشيخ طلب السائل .

روى الشيخ الجليل البيحاني لصديقه الحميم الشيخ الشقاع بعد عودته من لبنان اصطحبه حينها سكرتيره عبدالقدوس بأن لبنانياً مسيحياً استضافه في بيته البيروتي إلى حفل وبينما كان الشيخ يتجاذب أطراف الحديث مع مضيفه وزوجته وابنته، وجَّه المضيف سؤالاً :

لماذا أنتم المسلمون تحللون الأصل وتحرمون الفرع ؟

رد الشيخ البيحاني: وضح سؤالك لو سمحت ؟ قال اللبناني المسيحي : أنتم تحللون العنب وبعد عصره تحرمونه مع أنه الفرع .

سأل الشيخ البيحاني مضيفه : من التي كانت تتكلم ؟ رد اللبناني : زوجتي، فعقب الشيخ البيحاني :وشاركتنا الحديث امرأة أخرى ، فمن هي ؟ رد اللبناني : إنها ابنتي.. قال الشيخ البيحاني : زوجتك حلالك وهي الأصل وابنتك حرامك وهي الفرع .

صعق اللبناني بالرد الفطن للشيخ البيحاني، وقال : اتضح الأمر لي ياشيخ !!

هذه غيض من فيض جعبة ذكريات الشيخ صالح محمد الشقاع عن صديقه الحميم الشيخ محمد بن سالم البيحاني.