غزة والصمت العربي المخزي

> «الأيام» صبري سالم بن شعيب - عدن

> شاهدت وشاهد معي الملايين من الناس في أنحاء المعمورة جرائم القتل الجماعي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر في مدينة غزة يوم السبت الدامي.

والتي راح ضحيتها المئات من الأطفال والشيوخ والنسـاء والشبـاب الأبريـــاء الذين لايملكون ما يسد رمقهم، في جريمة ضد الإنسانية وضد حقوق الإنسـان التي يشتدق بها الغرب بكل فئاته وأطيافه والخائفون من إدانة العدو الصهيوني، ومن ثم لم يكتفوا بذلك، وإنمــا جروا وراءهم بعض الأقطـــار العربية، والذين أصبحوا يتكلمون بلسان العدو وبلغة السلام والتنازل عن بقية الحقوق العــادلـــة للشعب الفلسطيني والعربي كافة، فاختلت الموازين بشكل كبير فأصبح العدو صديقا والصديق أو الشقيق عدوا في معادلة واضحة ومؤامرة صريحة ضد الإسلام والأمة العربية كافة.

وسبب ذلك في اعتقادي الشخصي هو ابتعاد المسلمين والقادة العرب عن روح الجهاد، والتطلع إلى هذه الدنيا الزائفة والفانية التي اطمأنوا إليها وامتلكوا كل شيء، وتقوقعوا داخل أنفسهم، وكل واحد منهم يقول (وأنا مالي!).

فلنشجب وندين ونسمح للناس بالتظاهر وبمساعدة الشعب الفلسطيني البطل، خاصة في قطاع غزة الصامد صمود الأبطال في رائعة أسطورية قلما تحدث في هذا العالم، فالعدو الصهيوني استغل انشغال المسلمين والعرب بالبحث عن الزعامات والثراء، وزرع بينهم الفتنة، وأصبح لكل دولة عربية وإسلامية حدودا جبارة وموانع عديدة في تقسيم رائع استغله هذا العدو حتى لكأنك تسمع بأن الحشرة أو النملة عندما تمر من بلد إلى آخر يتم رصدها أولا بأول حفاظا على الأمن العام، وفي معادلة سيئة وغير منصفة للشعوب العربية التواقة للفداء والدعم لتحرير بيت المقدس من العدو الغاشم.

فإلى متى سنظل هكذا، نشجب وندين ونتظاهر، ونرى أهلنا وإخواننا في الدين والدم يقتلون ويشردون وقبل ذلك يحاصرون في ظل صمت عربي وإسلامي مخزٍ وأليم، ونقول- في ظل هذا العدوان المستمر الذي يحصد كل يوم المئات، ويدمر البنية التحتية للشعب الفلسطيني البطل في غزة وكل أنحاء فلسطين- على الأمة العربية أن تعي من هو عدوها الحقيقي على مر الزمان، وتتحد وتمد يد العون لهذا الشعب البطل، وتتناسى الخلافات، وتحاسب رموز الفساد في دولها، وأن تهتم بالتعليم، فمن خلال التعليم يتم رفد دماء جديدة وقادة جدد لهذه الأمة، ونبتعد عن العادات والتقاليد الجاهلية السيئة، ونتمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى