الرئيس صالح يعرب عن أسفه للرئيس مبارك إزاء الهجوم على القنصلية وتعهد بتقديم منفذيه للعدالة.. اعتقالات طالت مشتبهين باقتحام مبنى القنصلية المصرية بعدن

> عدن/القاهرة «الأيام» خاص/د.ب.أ

>
صورة التظاهرة الطلابية وعملية اقتحام مبنى القنصلية المصرية بعدن أمس
صورة التظاهرة الطلابية وعملية اقتحام مبنى القنصلية المصرية بعدن أمس
خرج عدد كبير من طلاب كليات جامعة عدن صباح أمس في مظاهرة احتجاجية على ما يجري من عدوان ومجازر وحشية يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة من قبل إسرائيل.

وقد احتشد الطلاب المتظاهرون أمام القنصلية المصرية بمديرية خورمكسر محافظة عدن مطالبين الحكومة المصرية بفتح معبر رفح، وكانوا يرددون الهتافات الداعية لإيقاف الاعتداءات والمجازر المتكررة للعدو الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها حاليا ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة منذ مدة طويلة.

وأثناء وجود المتظاهرين أمام القنصلية المصرية، اندفع فجأة مجموعة من المشاركين في التظاهرة وقاموا برمي الحجارة وكسر البوابة الرئيسية للقنصلية واقتحام المبنى ودمروا كل ما وجدوه فيه من أجهزة كهربائية والكترونية، فيما قام البعض الآخر بإنزال العلم المصري من فوق مبنى القنصلية وجرى تمزيقه ووضعوا في مكانه العلم الفلسطيني.

إلى ذلك أرسلت السلطات الأمنية بعدن قوات لتفريق المتظاهرين وإخراجهم من حرم القنصلية، واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين وأطلقت الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع.

كما قامت السلطات الأمنية عقب ذلك باحتجاز عدد من الطلاب المتظاهرين بينهم طلاب عرب يدرسون في كليات جامعة عدن.

وذكر بلاغ صحفي صدر أمس عن القطاعات الطلابية لأحزاب اللقاء المشترك أن المسيرة الطلابية «سارت بصورة منتظمة من أمام كلية التربية باتجاه ساحة (الحرية) بخورمكسر حيث قرئت الرسالة المقرر تسليمها باسم المسيرة الطلابية للقنصلية المصرية، للمطالبة بفتح معبر رفح في ظل الحصار المفروض على أهلنا في غزة من قبل الكيان الصهيوني، ثم تحركت المسيرة بنفس التنظيم والانضباط صوب القنصلية المصرية بمدينة خورمكسر، حيث ظهرت مجاميع متهورة قامت باقتحام مبنى القنصلية المصرية بصورة همجية وغير حضارية».

وأعرب البلاغ عن ادانته الشديدة لأعمال الفوضى والشغب والتخريب التي طالت مبنى القنصلية المصرية.

وفي وقت لاحق أمس قام د.عدنان عمر الجفري، محافظ عدن ونائبه عبدالكريم شائف يرافقهما أعضاء المجلس المحلي لمديرية خورمكسر بزيارة تفقدية لمبنى القنصلية المصرية للاطمئنان على سلامة القنصل المصري وموظفي القنصلية المصرية بعدن واطلعوا على الأضرار التي لحقت بالمبنى.

وعلمت «الأيام» أن الأجهزة الأمنية في محافظة عدن قامت مساء أمس باعتقال ثلاثة أشخاص على خلفية المظاهرات التي شهدتها المحافظة والتي انتهت باقتحام القنصلية المصرية في المدينة.

وأفادت مصادر خاصة بأن البحث الجنائي اعتقل الطالب قاسم علي عبد الرحمن من أبناء مديرية الشعيب محافظة الضالع أثناء وجوده في مستشفى الجمهورية لتلقي العلاج من إصابة تعرض لها أثناء المواجهات بين رجال الأمن والطلاب المشاركين في المسيرة الاحتجاجية.

وقالت المصادر نفسها إن الأجهزة الأمنية اعتقلت اثنين من مرافقيه هما أحمد علي عبدالرحمن (أخ المصاب) وقريب لهما يدعى علي صالح مقبل .

من جانبه قال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أمس إن مصر تدين محاولة اقتحام مقر قنصليتها في عدن. وأكد زكي أن مصر تدين هذا العمل بشكل قوى لأنه لم يجر العرف أبدا أن يتم مثل هذا الاقتحام من جانب «غوغاء» يحاولون اقتحام مبنى له حرمة وحصانة.

وأوضح المتحدث المصري في تصريحات له أمس نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ.ش.أ): «إنه كان يجب على السلطات المحلية هناك أن تنتبه إلى ضرورة توفير الحماية لمقر دبلوماسي مهم مثل القنصلية المصرية».

وتابع حسام زكي قائلا: «لنا عتبنا على الأخوة في اليمن..

وفيما يبدو أن السلطات هناك لم تبذل الجهد الكافي لمنع هذا الدخول للقنصلية..

ولكن بعد ذلك استشعرنا قدرا من الارتياح لأن الأمن اليمني تواجد بشكل مكثف بعد خروج المتظاهرين من مقر البعثة المصرية».

وأشار المتحدث إلى أنه «وفي كل الأحوال فالبعثة المصرية في عدن هي بعثة صغيرة يعمل بها في الإجمالي ثلاثة موظفين، ونأمل ألا يتكرر هذا الموقف».

وأضاف أنه «كانت هناك بعض الخسائر في الأثاث نتيجة اقتحام المتظاهرين لمقر القنصلية».وأعرب المتحدث عن ثقة مصر في أن السلطات اليمنية سوف تتخذ كافة الإجراءات التي تكفل أمن البعثات الدبلوماسية المصرية هناك وأعضاء هذه البعثات أيضا.

وحول ما إذا كان قد تم القبض على المتورطين في عملية الاقتحام لمقر القنصلية أوضح المتحدث أن «القبض على المتورطين في عملية الاقتحام مهم ، ولا يجب أن يمر مرور الكرام».

وفي السياق ذاته أكد حسام زكي أنه يود أن يوضح في ضوء ما حدث أن أمن كل البعثات المصرية في أي مكان في الدول العربية إنما يقع عاتقه على السلطات المحلية.

وقال المتحدث المصري إن «هذا أمر نشدد في التأكيد عليه لأنه بدون تعاون هذه السلطات سوف يكون الأمر معرضا لأية تجاوزات تحدث من جانب البعض الذين لا يهمهم سوى الإساءة لمصر».

وكانت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ذكرت أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس مبارك أعرب خلاله عن أسفه إزاء الهجوم على القنصلية المصرية في عدن وتعهد بتقديم منفذي الهجوم للعدالة.

وكان شهود عيان قد أفادوا بأن عشرات المتظاهرين اليمنيين اقتحموا القنصلية المصرية بمدينة عدن أمس وحطموا محتوياتها خلال مظاهرة للاحتجاج على الموقف المصري من الهجمات الجوية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت الماضي.

وقال الشهود، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «رفع المتظاهرون علم فلسطين على المبنى المكون من ثلاثة طوابق وحطموا نوافذه وزجاج سيارات الموظفين بالقنصلية التي كانت متوقفة في الفناء».

وأطلقت الشرطة اليمنية النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع والهروات لتفريق المتظاهرين الذين احتجزت الشرطة عددا منهم.

وفي صنعاء ، منعت الشرطة اليمنية آلاف المتظاهرين من الوصول إلى مبنى السفارة المصرية وسط المدينة حيث أقامت عشرة حواجز أمامهم.

وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس المصري حسني مبارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى