حديث الأربعـاء .. إنه التلال يا هؤلاء

> «الأيام الرياضي» فؤاد باضاوي:

> نعم قامت الدنيا ولم تقعد لهبوط التلال إلى دوري الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه الطويل..وقال يومها البعض:«لماذا كل هذه الضجة لمجرد أن فريق التلال هبط».

وقالوا:«لن يكون أول فريق يهبط فقبله كثر وسيهبط بعده كثر أيضا».. فقلنا إنه ليس أي فريق إنه التلال ياهؤلاء..إنه العراقة والإنجازات وتاريخ أمة ومجد وطن..إنه حلم الطفولة وذكريات مداعبة المستديرة في حافة حسين وقلعة صيرة وميدان كريتر وشارع الزعفران والقطيع والعيدروس،وفرحة الأطفال وباعة الفل والبخور والعطور والسمك وسائق التاكسي والباص وباعة القات والليمون والبطاط وغيرهم، وباختصار هو لسان حال مدينة عدن وصانع أفراحها وعشقها الأول والأخير، تقرأ أفراحه وأحزانه في وجوه الصغار قبل الكبار ولا أبالغ إذا قلت:«إن مزاج مدينة كريتر لا يعتدل إلا باعتدال مزاج الفريق التلالي..لذلك عاد التلال سريعا إلى موقعه الطبيعي فأيقظ بعودته أحلام المدينة وأهلها وكل عشاق التلال داخل الوطن وخارجه».

نعم صدمة جماهير التلال بفريقها في جولات الدوري الثمان الأولى كانت كبيرة وموازية لحجم فرحته بالعودة إلى الأضواء بعد الهالة الكبيرة التي أحاطتها الإدارة بمرحلة الاستعداد التي سبقت انطلاق منافسات الدوري، عناونين براقة وتعاقدات محلية لتدعيم الصفوف.. والبحث والتمحيص في اختيار المدرب الذي يستحق أن يقود الفريق ودقة اختيار اللاعب المحترف الذي يحتاجه الفريق.. ووعود بتلال جديد وأحلام كبيرة بعودة أيام التلال الخوالي كل ذلك تبخر في أولى مباريات الفريق في الدوري، وظهر التلال كما لم نشاهده من قبل حتى وهو يهبط إلى الدرجة الثانية، لم يكن بالحال المزرية التي ظهر بها هذا الموسم..لقد شاهدنا فريقا متهالكا هشا لا يقوى على مقارعة منافسيه.. تلالا افتقد روح الفانلة الحمراء وأبجديات كرة القدم، وشاهدنا الدموع تترقرق في عيون عشاقه في المدرجات مصحوبة بحسرة وحزن وقهر تقرأه في الوجوه المتيمة بحب التلال، ألهذه الدرجة هان التلال عليكم ليصل إلى هذه الحالة؟!»..وهناك آخرون قاطعوا المباريات حتى يخفون أحزانهم بعيدا عن الأعين، والبعض اختار الصمت شعارا للتعبيرعن عدم الرضى، بل والحزن الشديد لأن الصمت يكون أكثر حدة وتعبيرا من الكلام في أحيان كثيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى