أغنية «أحبك والدموع تشهد» من هو مؤلفها؟

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> ما أن وصلت «الأيام» الغراء إلى أيدي قرائها الأعزاء صباح يوم الإثنين الموافق 22 ديسمبر 2008م بعددها رقم 5585 ومع ما حملته صفحة «الفن والفنانون» من كل جديد ينشر فيها.

ومن ضمنها زاوية «أغنيات من الطرب الأصيل» إذ كانت أغنية ذلك الأسبوع «أحبك والدموع تشهد» التي غناها الفنان المبدع أيوب طارش رعاه الله، ولحنها أحد أشهر فناني لحج الخضيرة في ذلك الزمن الجميل الراحل فضل محمد اللحجي، والتي اخترت نصها من كتاب «فضل محمد اللحجي، حياته وفنه» الصادر عن دار الهمداني للطباعة والنشر عام 1984م (الطبعة الأولى) لمؤلفيه الأستاذين صالح نصيب وأحمد صالح عيسى، الذي احتوى في قسمه الأول على ترجمة لسيرة حياة الفنان فضل واحتوى قسمه الثاني على (كرمة ألحانه) لعدد كبير من شعراء الأغنية اللحجية، ومن ضمنها أغنية «أحبك والدموع تشهد»، منسوب تأليفها كما جاء في الكتاب للأديب والشاعر الغنائي صالح نصيب.. ولم يكن وقتها يدور في خلدي وكذلك عند الكثيرين أدنى شك في أن تكون كلمات هذه الأغنية لغير صالح نصيب.

وفي ضحى ذلك اليوم الذي نشرت فيه هذه الأغنية من ضمن زاوية الصفحة الفنية كما أسلفت، هاتفني كعادته في مثل حالات كهذه الباحث الأستاذ عبدالقادر قائد أستاذ علم النظريات الموسيقية العامة المحاضر في معهد جميل غانم للفنون الجميلة، بأنه قادم إليَّ ساعتها وعلى وجه السرعة لأمر يتعلق بكلمات هذه الأغنية مع إشارة مقتضبة إلى أن بين يديه مخطوطاً نادراً قد يثير جدلاً مفاجئاً لوجود أكثر من كاتب لكلماتها، وماهي إلا سويعات قصيرة حتى استقبلته في داري ليضع أمامي مخطوطاً نادراً حقاً لديوان أغانٍ كتبه بخط يده الراحل الأديب الكبير المجاهد والوطني الحق عبدالله هادي سبيت - طيب الله ثراه - إذ كان ينوي كما بدأ من ترتيب المخطوط نشره تحت عنوان «إلا لما متى يبعد وهوه مني قريب» ومما زادني دهشة أن مخطوط هذا الديوان المفقود أو المنسي كان كامل الترقيم لصفحاته التي جاوزت 126 صفحة حتى من مقدمته (الإهداء) الفلسفية ذات النزعة الصوفية التي اهتم بها المؤلف ليجعل منها ترجمة لسيرته الذاتية وعن مفهومه للغناء العاطفي الغزلي في صفحات تزيد عن الخمس مؤرخة بتاريخ 31 يناير 1969م، ومن ضمن الأغنيات في محتواه أغنية «أحبك» التي هي حديث هذا المقال، وعلى رأس الصفحة وثق سبيت تاريخ تأليفها 2 فبراير 1960م.

أصدق القراء الأعزاء والمهتمين بهذا النوع من الفن- الغناء - بأني ما أن اطلعت على هذه الوثيقة المخطوطة بعد أن تأكد لي بأنها بخط يد الراحل عبدالله هادي سبيت بشهادة من اطلع عليها من الثقاة أيضاً، أصبت بحيرة في أمري لا أحسد عليها.. وأي حيرة؟؟ فكيف يمكن أن يكون من شك في أحد هذين الرجلين العلمين بأن ليس لواحدٍ منهما حق فيها- في هذه الأغنية - خاصة وأن هناك ديوانا للأستاذ نصيب صدر عن مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والنشر عام 1979م، تحت عنوان «الحب مش عيب» نبهني بشأنه أيضاً الأستاذ عبدالقادر قائد، قدم له الأستاذ الأديب فضل عوزر ويحتوي هو الآخر على هذه الأغنية، ومما هو جدير أيضاً بالإشارة إليه هو أن الأديب الأستاذ سند شهاب كان يومها يحاول الاتصال بي من حوطة لحج ولما لم يتمكن هاتف الأستاذ أحمد السقاف، المحرر الثقافي ليبلغني رسالته مشكوراً مفادها أن أغنية «أحبك» التي تغنى بها أيوب طارش من ألحان فضل محمد هي من كلمات عبدالله هادي سبيت.. ولضيق الوقت لم أتمكن من التواصل مع الأستاذ سند لمعرفة مصدره هو أيضاً، ولكني أدرك أنه موضع ثقة، فكان لزاماً علي أن أشير إلى رأيه وتصويبه.

في اللقاء الأدبي والفني الذي اجتمع خلاله عدد من النخبة المثقفة في دار الشاعر الغنائي على أمان نهاية الأسبوع المنصرم وبعد أن عرضت لهم ملابسات واقعة ازدواج الحقوق في كلمات هذه الأغنية حاولت أن ألتمس رأياً عن هوية النص من الناقد الأدبي والشاعر الأستاذ هاني جرادة عن رأيه باقتضاب مع علمي سلفاً بقدر ما كتب من دراسات نقدية عن أدب سبيت ونصيب وعن كثير من أدباء لحج- أرض الفن والشعر وجمال الطبيعة- فلم يمسك ولو لثوانٍ عن التفكير، بل رد جازماً بتأكيده على أن كلمات هذه الأغنية إنما هي لعبدالله هادي سبيت، لأن لهذا الشاعر الكبير (بصمته الشعرية) التي لا تخذل الناقد أو الدارس في التعرف على هوية أغانيه أو جل شعره في صورها وفي نفسه الشعري من خلالها، وكذلك كان الرأي ذاته عند معظم الحاضرين ومنهم الشاعر الغنائي المعروف علي حيمد.

إن استعراضي هذه الوقائع إنما هو للأمانة الأدبية والفنية وللتاريخ أيضاً لما فيها من بعض الغموض الذي يحتاج إلى إيضاح كان قد بدأه مشكوراً المايسترو الأستاذ عبدالقادر قائد.. والأمل معقود بأن نسمع آراءً كثيرة في هذا الشأن من قبل أهل الشأن والمهتمين للإغناء أو التصويب، ولهم مني الشكر والامتنان سلفاً.

em:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى