كلية التربية (بالتربة) .. واقع أليم ومستقبل مجهول !!

> «الأيام» محمد العزعزي

>
مبنى المعامل مغلق
مبنى المعامل مغلق
يواجه مجتمعنا اليمني عامة وجامعة تعز بالتربة خاصة تحديات مختلفة نتيجة التغيرات المتسارعة في تقانات الاتصالات والمعلومات المؤثرة في آليات وأنماط العمل الجامعي.

ولا بد من إعادة النظر في نظم التعليم بشكل فاحص كون الجامعة أهم عناصر تطور البلد وتقدمها وأهم عوامل التقدم والارتقاء بها لما لها من أهمية في الحياة الثقافية والعلمية والفكرية وإنتاج المعرفة التي تساعد على التطور وخلق قاعدة عريضة من الكوادر المؤهلة المزودة بالعلم والمعرفة للنهوض بالبلاد والعباد وحل مشاكله في الجوانب المختلفة، ومعالجتها بالأسلوب العلمي الأمثل.

> الموقع: تقع كلية التربية في مدينة التربة على بعد 75 كم جنوب شرق تعز وتخدم تجمعا سكانيا يصل إلى 700.000 نسمة يتوزعون على (9) مديريات هي: الشمايتين, المقاطرة, المواسط, المعافر, سامع, الصلو, المسراخ, جبل حبشي, حيفان, وبعض الطلبة الوافدين من المحافظات اليمنية كافة.

> النشأة: افتتحت الكلية عام 2000 /2001م على أنقاض معهد إعداد المعلمين الذي بني على نفقة دولة قطر الشقيقة 1988م وتهدف هذه الكلية إلى إعداد وتأهيل المعلمين للوفاء بمتطلبات سوق العمل وتمنح المتخرج درجة البكالوريوس في التخصصات التالية: علوم القران, اللغة العربية, اللغة الإنجليزية, الفيزياء, الرياضيات.

> المباني والتجهيزات: تتكون الكلية من خمسة مبان رئيسة (منحة قطرية) هي: العمادة, قاعة الزبيري, البوفيه والمطعم، معمل الفيزياء، كما أضيف مبنى جديد عام 2004م يضم خمس قاعات دراسية تتسع الواحدة لأكثر من (300) مقعد مجهزةً بمكبرات الصوت (التالفة). كما يحتوي على مكاتب رؤساء الأقسام والمكتبة العامة ومعمل الحاسوب المزود بالأجهزة (على نفقة فاعلي الخير)، أما عدد القاعات الدراسية فبلغ (22) قاعة منها: 6 قاعات كبرى، (16) قاعة متوسطة تتسع الواحدة لـ( 40) مقعداً.

قاعة المكتبة
قاعة المكتبة
> الموظفون: قال مدير شؤون الموظفين: «بلغ العدد (63) موظفاً منهم (40) رسميين، والمتعاقدون مع الأمانة العامة بتعز (13) متعاقداً، و(10) متعاقدين مع الكلية.

وقد ناشد المتعاقدون الأخ وزير التعليم العالي سرعة توظيفهم بعد أن أمضى بعضهم (8) سنوات برواتب لا تفي بمتطلبات الحياة وغلاء المعيشة.

وقال أحدهم الذي رفض ذكر اسمه:«ما نتسلمه من راتب يذهب أجور مواصلات وغير معقول أن يظل الراتب خمسة آلاف ريال قابل للخصم، وكان الأمل أن تسوى أوضاعنا ونثبت رسمياً».

> هيئة التدريس: قالت الأخت أشواق النعمان (الشؤون الأكاديمية):«عدد الأساتذة ( 25) من حملة شهادة الدكتوراه من جنسيات مختلفة ويمنيون وهؤلاء رسميون بالإضافة إلى (10) أساتذة متعاقدين بنظام الساعات، و(4) منتدبين من جامعة تعز». وأضافت قائلة:«إن عدد المعيدين (14) والفنيين المتعاقدين (5) من حملة البكالوريوس».

> مركز التدريب والتنمية الأكاديمية: أنشىء هذا المركز بموجب قرار رئيس الجامعة برقم 155 وتاريخ 7/7/2002م ويهدف إلى توفير مصادر مالية جديدة للجامعة وخدمة المجتمع وتنمية مهارات العاملين في التربية والتعليم.

وفي هذا السياق قالت الأخت سناء عادل حسين (الشؤون الأكاديمية):«يعمل بالمركز (24) محاضراً من ذوي الشهادات المختلفة (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه) في وحدة التشغيل الأكاديمي و(39) أستاذاً في وحدة التعليم المستمر».

أما التخصصات فهي: علوم القرآن، التربية الإسلامية، العلوم والرياضيات، الاجتماعيات، معلم الصف، اللغة الإنجليزية، المختبرات الطبية، المحاسبة، الحاسوب.

> عدد الطلبة: قال الأستاذ فضل الغيلي: «بدأت الكلية بقبول (329) طالبا وطالبة عند الافتتاح ثم ارتفع العدد عام 2008م إلى (2582) طالبا وطالبة وترتفع الكثافة الطلابية عاماً بعد عام وعدد الطلبة من الذكور والإناث في المستوى الأول 847 والمستوى الثاني 676 والمستوى الثالث 538 والمستوى الرابع 521»، وأضاف بقوله :«إن عدد الطلبة في مركز التدريب التابع للكلية 492 منهم 255 في وحدة التعليم المستمر و237 في وحدة التأهيل التربوي».

قاعة دراسية
قاعة دراسية
> المكتبة المركزية : تحوي هذه الكلية مكتبة متواضعة لا تلبي حاجات البحث العلمي وساهم في إنشائها الجانب الرسمي وفاعلو الخير من الميسورين وأكد بعض الطلبة أنها لا ترقى إلى مكتبة جامعية لتواضع عدد الكتب والموضوعات في التخصصات العلمية.

وهناك مشروع ما زال قيد الإنشاء بتكلفة تقدر بـ (100) مليون ريال .

> المعامل : المعمل الوحيد في هذه الكلية هو معمل الفيزياء وهو ما يزال بدائياً لا يلبي احتياجات الطلبة .

وفي هذا الصدد قال الطالب طلال عبدالواحد سعيد ( المستوى الرابع): «لا يوجد في قسم الفيزياء مولد كهربائي ونحن بحاجة إليه في ظل تردد التيار العام وانقطاعه أثناء أداء التجارب فنحرم التطبيق كما تنعدم تجارب مادة الفيزياء النووية بالكلية أسوة بجامعة تعز».

وقال آخر :«ترتفع الرسوم هنا إلى (3400 ) ريال بينما في الجامعة الأم 2800 ريال». وطالب الأساتذة والطلبة بافتتاح المعمل الجديد الذي مازال مغلقا منذ الانتهاء من إنشائه في العام المنصرم.

«الأيام» التقت أ.د. عبد القوي الحصيني عميد الكلية ووجهت إليه هذا السؤال:

> هل بالإمكان تحويل الكليات القائمة إلى جامعة مستقلة؟

فأجاب:«هناك لجنة حالياً لدراسة تحويل الكلية إلى فرع لجامعة تعز تتضمن كليات جديدة وستتوقف الكليات الحالية: التربية والآداب لتتحول إلى كلية للعلوم الطبية المساعدة وكلية للعلوم الزراعية والطب البيطري، وكلية للحاسبات والمعلومات».

> أما عن النواقص التي تعاني منها الكليات فقال:«النواقص لا حد لها وإمكانات الجامعة بتعز لا تفي بحاجيات والتزامات الجامعة الأم، فكيف ستتمكن من تلبية احتياجات الفرع في التربة. وخلال عقد كامل من عمر الكلية ونحن نسيرها بإمكانيات شحيحة وبحدود القدرة على البقاء وأن نحافظ على رمق الحياة..ومع ذلك تمكنا بفضل الله ثم بدعم معنوي ومبدئي من الأستاذ الدكتور محمد عبد الله الصوفي (رئيس الجامعة)، والأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (نائب رئيس الجامعة) من السير في طريق التطوير والبلوغ بها إلى المدى الذي يوصلها إلى أن تقوم بدورها وأن تستقل بشؤونها المادية والأكاديمية والإدارية لتخفف العبء عن الجامعة الأم».

> معاناة طلابية: قال الطالب مروان عبدالرحيم:«لا يوجد في قسم المختبرات (دبلوم) قاعة دراسية للمستوى الأول ناهيك عن الوسائل التعليمية والأدوات والأجهزة والمعمل العصري للتطبيق على أحدث الأجهزة بالرغم أننا ندفع (50) ألف ريال في العام وعدد الطلبة (60) طالباً وطالبة».

وتساءل قائلاً:«متى تفتح الجامعة كلية الطب البشري ومزودة بمشفى تعليمي للتدريب والتأهيل؟ وهل تلغى ملازم التجهيل ويكون البديل الكتاب الجامعي المدعوم؟».

قاعات دراسية
قاعات دراسية
> متفوقون على رصيف البطالة: قال محمد عبد الملك عبد الرحيم:«نلت المركز الأول عام 2007م من قسم الفيزياء بكلية التربية بالتربة وقد وعدنا الأخ رئيس الجمهورية بالتعيين في القريب العاجل.. ولكن لا ندري إلى متى؟!

إلى جانب أن جامعة تعز لم تشعرنا ولم تعطنا الأحقية في توظيف عام 2008م وحاصل على درجة امتياز».

وأضاف بالقول :«في محافظة تعز تخرج (7) طلاب أوائل من كليات الجامعة ولم نعين حتى اليوم».

كما قالت الأخت إيمان عبده محمد الشرجبي :«تخرجت عام 2008م ونلت الأولى على دفعتي وتقدمت إلى الجامعة لأحصل على درجة معيد لكن لم أحصل عليها حتى الآن كوني من أبناء المديرية والحلم أن أواصل مشواري العلمي ؟!».

> فرنسي بالمشمش : شكا طلبة كليتي التربية والآداب قسم اللغة الإنجليزية عدم توفر أساتذة متخصصين في مادة اللغة الفرنسية. وقال أحدهم :«إذا لم ندرس هذه المادة في الفصل الأول من هذا العام فسوف ترحل إلى الفصل الدراسي الثاني وترتفع المواد على الطلبة إلى (11) مادة وهذا إرهاق لذهن الطالب كما ينعدم الكتاب المقرر ..».

> حيرة:قال الطالب منيف علوان علي : «درست في الأعوام الماضية في كلية العلوم بالتربة قسم (فيزياء/رياضيات) وبقت عليّ (6) مواد دراسية وحالياً أغلق هذا القسم كما لا يوجد هذا القسم في جامعة تعز وأنا الطالب الوحيد بعد دراسة دامت (4) سنوات فأين أدرس المواد المتبقية ؟؟».

> خاتمة : إن كلية التربية بجامعة تعز مدعوة على وجه السرعة إلى تبني إستراتيجية مغايرة لما هو واقع وكائن فكلية التربية باتت ترفد السوق بالبطالة من الخريجين وعليه فإن المنطقة تحتاج كليات تقنية للنهوض بالمجتمع تعمل على زيادة الإنتاجية ويتطلب سوق العمل تخصصات معاصرة في تقنية المعلومات وأخرى تطبيقية مثل كلية الهندسة بفروعها المتعددة والطب والصيدلة وطب الأسنان وعلى الجهة المسؤولة أن تتبنى مخرجات جديدة بكوادر مؤهلة لخدمة أهداف المجتمع. بالإضافة إلى جودة المخرجات من الخريجين من الكليات المتوقع اعتمادها في القريب العاجل بغية تطوير أساليب الإدارة العملية في البيئة المحيطة وتبني آلية تحقق الأهداف التي يتمناها الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى