الشيخة نور

> «الأيام» محمد أبوبكر الحداد:

> خرجت كعادتها ساعة الظهيرة وقت استرخاء الناس في البيوت بعد عناء النهار وكده، تلف على جسمها عباءة (شقة) مائلة إلى الغبرة وتختطم بنقاب (نقبة) ذي لون رمادي داكن يستقر على أطراف أرنبة أنفها، تقصد تلك البيوتات التي تعتاد منها الكرم.

احتلت سيرة الشيخة نور في نفوس أهالي الديس مكانة سامية فهم يذكرونها بشيء من الإكبار، فهي التي تتولى تشخيص أمراض البسطاء والذين أعيت بهم السبل بعد أن كلت أرجلهم من التنقل بين عيادات الأطباء. كانت العطايا تنهال عليها صباح مساء وكانت لها بعض المحطات التي تستقبل مكاتل (محافر) البر والطعام وأحيانا النقود التي لايبخل بها أصحابها، بل الشيكات التي ترسل من دول الجوار. ظلت الشيخة نور تمارس هوايتها في سرد أنساب المارة بمناسبة ومن دون مناسبة بذاكرة عجيبة فهي تحفظ مناسبات العرس والولادة ولا تتأخر في تقديم العزاء فور سماعها بالنبأ.

الكل يهابها ويتقرب إليها. عندما تحط كفها القطني على جبين مريضها تتبخر أوجاعه كالإسبرت، تتميز ببنية قوية رغم تجاوزها الستين ومقدرة فائقة في التنقل السريع بين أحيــاء المدينة والقرى المجاورة .

سرت بعض الشائعات على أنها من جنس الجن، والناس بين مصدق ومكذب، غير أنهم مجمعون على جدوى وصفاتها العلاجية ونصائحها الغيورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى