إسرائيل تقصف مباني للأمم المتحدة ومستشفيات ومدارس ووسائل إعلام

> غزة «الأيام» صخر أبو العون:

>
فلسطيني يهرع بطفلة تعرضت لإصابات خطيرة إلى مستشفى الشفاء بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة أمس
فلسطيني يهرع بطفلة تعرضت لإصابات خطيرة إلى مستشفى الشفاء بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة أمس
تعرض قطاع غزة أمس الخميس لقصف إسرائيلي عنيف طاول مباني تؤوي وسائل إعلام ومقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلطسينيين (أونروا)، بعدما توغلت دبابات الجيش إلى عمق مدينة غزة في اليوم العشرين من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

ووصل عدد القتلى في قطاع غزة إلى 1073 وعدد الجرحى إلى أكثر من 5000، بعد مقتل 40 فلسطينيا بينهم امرأة وأطفالها الثلاثة في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف منذ الليل على ما أفاد الطبيب معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية لوكالة فرانس برس.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل إلى إسرائيل في إطار جولة على المنطقة أن عدد الضحايا الفلسطينيين «لا يحتمل»، في وقت تتكثف المساعي الدبلوماسية لانتزاع وقف إطلاق نار في غزة حيث بات الوضع الإنساني «مروعا» بحسب الأمم المتحدة. وقال بان:«أعتقد أن العناصر متوافرة لإنهاء العنف الآن».

وأفاد متحدث باسم الأونروا عن إصابة ثلاثة من موظفي الوكالة جراء قذائف سقطت داخل مقر الأونروا وأدت إلى حدوث حريق هائل في مخازنها. وأعرب بان كي مون الذي يجري محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين قبل التوجه إلى الضفة الغربية للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عن «غضبه الشديد» بسبب القصف الإسرائيلي لمقر الأونروا.

وأصيب مصوران فلسطينيان يعملان في تلفزيون أبو ظبي في غارة جوية استهدفت مبنى في غزة يضم مكاتب عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية منها وكالة رويترز وشبكتا فوكس وسكاي وقناتا العربية وإم بي سي.وشب حريق في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعدما أصيب بقذائف، على ما أفاد شهود ومسؤولون في المستشفى.

وللمرة الأولى منذ بدء الهجمات الإسرائيلية توغلت عشرات الآليات المدرعة مدعومة بالطيران في وسط منطقة تل الهوى في جنوب غرب مدينة غزة وهي أول منطقة مكتظة بالسكان يدخلها الجيش الإسرائيلي.

رجال الإطفاء الفلسطينيون يحاولون إخماد النيران في  مخازن الأمم المتحدة للأغذية بغزة بعد أن قصفتها إسرائيل
رجال الإطفاء الفلسطينيون يحاولون إخماد النيران في مخازن الأمم المتحدة للأغذية بغزة بعد أن قصفتها إسرائيل
وذكر شهود أن اشتباكات عنيفة جرت مع مقاتلين فلسطينيين أطلقوا على القوات الإسرائيلية قذائف هاون وقذائف مضادة للدبابات، فيما أطلقت المدرعات قذائف بما في ذلك على مبان سكنية وشنت الطائرات غارات. وتمركز رتل من الدبابات في حديقة برشلونة في حي تل الهوى فيما فرت عشرات العائلات في اتجاه وسط المدينة.

وشن الطيران الحربي خلال الليل أعنف غارات منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 27 ديسمبر، على ما أفاد سكان. وأعلن الجيش أنه أغار على «سبعين هدفا» بينها مواقع لإطلاق الصواريخ ومجموعات مسلحة. كما أغار الطيران على شمال قطاع غزة وأدت إحدى الغارات إلى مقتل امرأة وأطفالها الثلاثة وشابة في بيت لاهيا، بحسب مصادر طبية.

الأونروا تعلق عملها في غزة بعد تعرض مقرها للقصف الإسرائيلي

أعلن المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة أمس الخميس أن الوكالة علقت أعمالها في غزة عقب تعرض مقرها لـ«قصف بالقنابل الفوسفورية» أدى إلى حدوث حريق هائل في مخازنها، مما أثار غضب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الأونروا في غزة لوكالة فرانس برس:«إن الأونروا قررت تعليق أعمالها في غزة بعد تعرض مقرها الرئيسي للقصف بالقذائف الفوسفورية الحارقة». وأوضح أبو حسنة «سنواصل عملنا في قطاع غزة لكن التعليق في المقر الرئيسي الذي تعرض للقصف الإسرائيلي واشتعل فيه الحريق فلن تستطيع شاحنات نقل المساعدات الخروج منه».

وأضاف أبو حسنة أن «الحريق الذي اندلع في بعض المباني والمخازن التي تحتوي على أطنان من المواد الغذائية لم يتم السيطرة عليه حتى الآن».وطالت النيران كافة مخازن الأونروا التي تحتوي على مواد غذائية وأدوية تقدر بمئات ملايين الدولارات وفقا للمتحدث باسم الأونروا. وقال أبو حسنة:«امتدت النيران إلى كافة المخازن والحريق يقترب من خزانات السولار والبنزين، فالحريق هائل بسبب وجود مواد كيماوية وفرش اسفنجية و لا نستطيع السيطرة عليه».

صحفي فلسطيني يسعف إلى مستشفى الشفاء بغزة بعد قصف إسرائيلي لمكتب يضم عددا من وسائل الإعلام أمس
صحفي فلسطيني يسعف إلى مستشفى الشفاء بغزة بعد قصف إسرائيلي لمكتب يضم عددا من وسائل الإعلام أمس
وكان المتحدث قال في وقت سابق إن قذائف دبابات إسرائيلية سقطت داخل مقر الأونروا في غرب مدينة غزة مما أدى إلى جرح ثلاثة من الموظفين.

ويقع المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في حي الرمال الجنوبي في غرب مدينة غزة. وقال كريس غانيس المتحدث باسم الأونروا من مقره في القدس إن مئات الأشخاص لجأوا الى داخل مقر الامم المتحدة. وأضاف أن «النار اشتعلت في المقر ولم يتم إخمادها بعد. وتوجد في المقر خمس عربات ميدانية».

وقال غانيس:«مع كل لحظة تمر يتعرض فيها المدنيون وعمال الإغاثة إلى ظروف تهدد حياتهم». وذكرت منظمة «كير انترناشونال» الدولية للمساعدات الإنسانية أنها أجبرت كذلك على تعليق كافة عمليات توزيع الأغذية والأدوية بسبب القصف الشديد على مخازنها وحولها وعلى مواقع التوزيع في مدينة غزة.

المساعدات الضرورية لأطفال غزة «هائلة» بحسب اليونيسف

أكد الناطق باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط عبد الرحمن غندور أمس أن المساعدات المادية والغذائية والنفسية اللازمة لأطفال غزة «هائلة» وستبقى كذلك على المدى الطويل.

أطفال فلسطينيون لجأوا إلى مدرسة في مخيم جباليا يتسابقون للحصول على الغذاء أمس
أطفال فلسطينيون لجأوا إلى مدرسة في مخيم جباليا يتسابقون للحصول على الغذاء أمس
وقتل أكثر من 300 طفل منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 27 ديسمبر، ما يوازي «ثلث عدد الضحايا» فيما «جرح 1500 طفل من بين أكثر من خمسة آلاف جريج»، بحسب غندور الذي تم الاتصال به من باريس إلى مقره في عمان على هامش مؤتمر صحافي في باريس لعرض التقرير السنوي لليونيسف. وأضاف أن «حصيلة الضحايا من الأطفال قد ترتفع كثيرا الخميس» إثر احتراق مستشفى سقطت عليه قذائف إسرائيلية.

وقال إن الوضع في غزة «خاص جدا حيث إن %56 من السكان هم من الأطفال، فيما الكثافة السكانية مرتفعة، فيمكث الأطفال في مساحات ضيقة إلى جانب كونهم ضعفاء». وأوضح «هذه الحرب مختلفة بسبب استحالة الهروب إلى أي مكان آخر. وفي كافة الأزمات الإنسانية التي شهدناها في العقود المنصرمة، تبدو أولى الصور التي نراها عبر التلفزيون صور العائلات والأطفال وهم يهربون، غير أنهم هنا في جيب (مغلق) والأثر النفسي لذلك هائل».

وقال غندور:«الأربعاء تمكنت قافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى منطقة كانت مغلقة من قبل وعثرت على أطفال مكثوا إلى جانب جثث أهلهم طوال ثلاثة أيام أو أربعة، وكانوا في حال صدمة بحيث توقفوا عن النطق».

وأضاف أن الحاجات الفورية «هائلة»، من المياه المعدنية وأقراص التعقيم والمولدات الكهربائية لأن معالجة المياه المبتذلة باتت مستحيلة بسبب انقطاع الكهرباء. وقال:«المياه هي المشكلة الأساسية، نحن قلقون من مخاطر انتشار الأوبئة أو ارتفاع نسبة الإسهال بين الأطفال».

كما أضاف أن الحاجات الغذائية كبيرة أيضا، وكذلك المساعدات اللازمة من «المعدات المدرسية بالنسبة إلى الأطفال الذين يحتاجون الى البقاء لأطول فترة ممكنة في ظروفهم المعتادة».

جثث شهداء فلسطينيين في مشرحة بغزة بعد القصف الإسرائيلي أمس
جثث شهداء فلسطينيين في مشرحة بغزة بعد القصف الإسرائيلي أمس
وأكد أن أطفال غزة سيحتاجون إلى مساعدات ضخمة في المستقبل. وأوضح أن «اليونيسف تتشاور في الأردن مع اختصاصيين في شؤون المنطقة» لتقديم متابعة نفسية واجتماعية.

وختم «المطلوب حتما مساعدة خارجية لإعادة هؤلاء الأطفال إلى ما يشبه الحياة الطبيعية». ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى