فنـ .. ــــتازيا

> «الأيام» محمد فضل مرشد:

> شاب في مقتبل العمر سألته عن إحساسه بأغنية وطنية كانت مثار حديثنا فأجابني بصراحة: «للأسف لا أشعر بشيء».

وسألني بدوره عن إحساسي بتلك الأغنية فأجبته بأنها تثير في نفسي الحنين إلى ماضي وطن عشته طفلا وفي أولى سنوات الشباب، فرد قائلا: «أنت من جيل الشهد والدموع، أما نحن فجيل الدموع فقط».

. . .

< الأغنية الوطنية (ترمومتر)تستطيع من خلاله أن تقيس معنويات هذا الشعب أو ذاك، وبالتالي معرفة الأوضاع التي يعيشها، فالشعب المحبط الذي يعيش في أوضاع لا تبعث على التفاؤل بالتاكيد لن تختلج نفسه مشاعر الاعتزاز والتفاؤل وإن أسمعته كل ما على الأرض من أناشيد وأغان وطنية، وجيل شاب تشعر وأنت تتحدث معهم بأنك تتحدث إلى كهول بالتأكيد جيل اغتيلت بداخله كل أحلام الشباب المشروعة في العمل وتحقيق الذات والمستقبل المنشود، ووطن تستمع إلى الأغاني الوطنية التي تتغنى به ثم تبحث عنه في محيطك فلا تجده سوى ذكريات من الماضي بالتأكيد هو وطن مسلوب من داخلك.

. . .

< أذكر أن أول حفل وطني حضرته كان للفنان الراحل أحمد بن أحمد قاسم على خشبة المسرح الوطني بالتواهي في أواخر الثمانينات، ويعود الفضل في ذلك إلى بيت جدي الذي يقع في عمارة الأدهل المجاورة للمسرح - الذي أعيد مبناه مطلع التسعينات إلى مالكه الأصلي ولم تحظ عدن منذ ذاك بمسرح - ومازلت أتذكر بريقا كان يلمع في أعين الحضور الكبير الذين ملأوا كراسي المسرح الوطني بطابقيه وممراته عندما غنى الرائع أحمد قاسم أغنيته الوطنية (من كل قلبي أحبك يابلادي).

. . .

< فرق كبير بين شعب يلمع البريق في عينيه حين يتغنى بوطنه وآخر لا ترى سوى البؤس في عينيه وإن أتيت له بعبدالحليم حافظ يردد على أذنيه «عدى النهار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى